الأقباط متحدون - شاهد شاف كل حاجة
أخر تحديث ١٠:١٠ | الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٢هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شاهد شاف كل حاجة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 ماجد سمير
"البية ممثل برضه " قالها عادل إمام في مشهد المحاكمة في مسرحيته الخالدة "شاهد ماشفش حاجة" موجها حديثه لممثل الإدعاء الذي قام بدوره الفنان "سعيد طرابيك" متصورا أنه ممثل في التليفزيون مثله، من المؤكد أن إمام لم يكن يقصد أكثر من الإضحاك في حوار المشهد الشهير ولم يكن هناك أي إسقاط سياسي على التمثيل الذي تعاني منه مصر منذ عقود طويلة وكأن المشاهد كلها في يد مخرج بارع يحرك كل شىء طبقا للنص المكتوب وبالتالي أصدرت الأوامر "لريجسير" محترف لإبلاغ الممثلين بأدوارهم المعدة سلفا بمنتهى الدقة.

حتى نفس المسرحية التي ارتطبت بوجدان المصريين منذ عرضها على شاشة التليفزيون لأول مرة في أوائل ثمانينات القرن الماضي هناك لبس حول اسم مؤلفها مرة تجده الفريد فرج رغم عدم كتابة اسمه على الدعايا المسرحية ومرة أخرى تجد أنها مأخوذة عن نص إذاعي بعنوان "الأرنب سفروت" تعاقد منتج المسرحية مع مؤلفاه لتحويله إلى مسرحية مقابل 300 جنيه ومع العرض في عام 1976 لم يجدا اسميهما على دعايا المسرحية رفعا قضية تعويض فحكم لهما في 1987 بتعويض 30الف جنيه بعد 11 سنة من التنقل بين درجات التقاضي المختلفة وانتهاء عرض المسرحية.

في المسرحية أوضح "نظيم شعراوي" الذي قام بدور القاضي لـ "سرحان عبد البصير " أن ممثل الإدعاء ليس ممثلا مثله في الحياة ارتبطت كلمة التمثيل بشتى مجالات الحياة في مصر منتخب كرة القدم لعب على مدار تاريخيه على "التمثيل" المشرف والشباب في كل الخطابات الرسمية لهم حق التمثيل في الحكومات التي يبدو أن شرط توليها الحقائب الوزارة فضلا عن كرسي رئيس مجلس الوزراء اللعب في قطاع الناشئين تحت 80 سنة

جسم "بهاء" بثقله على صدر "سرحان" وظل الشاب لا يستطيع نطق جملة مفيدة يستنجد متضررا من "بهاء" قائلا " الناحي ناحي نات"  ورغم صريخ عمر الحريري: "يابهاء خِف"، إلا أن التسريبات الواردة من اجتماع لتكتل مزمع تشكليه في الانتخابات البرلمانية القادمة طرح واحد من كهول السياسة مامعناه حتمية انتظار الشباب قليلا  لأن المرحلة تتطلب الخبرة في نية واضحة للسطو على مجهود مضني للشباب ليل نهار لظهور التكتل للحياة والمنافسة على مقاعد مجلس النواب القادم، واعترض الشباب بشدة ولكن حتى الآن عمر الحريري أو المقدم أحمد عبد السلام حسب المسرحية لم يفهم معنى الضجيج والصريخ المعترض "نحا نيحا بيهي بيهي بيهي بو" فكانت الإجابة "لا يابيه أنا بكح.

وبالمناسبة الكهول المشار اليهم ليسوا بقايا أو فلول الحزب الوطني فقط كما يتصور البعض بل هم بقايا هيئة التحرير التي تشكلت عقب الغاء الأحزاب السياسية في يوليو 1952 ومع التطور الطبيعي كانوا نواة الاتحاد الاشتراكي ثم شكلوا منبر الوسط مع ارهاصات عودة الأحزاب عام 1976 ومع الانفتاح الاقتصادي حصلوا على كل الكعكة تقريبا، وبعدها شكلوا الحزب الوطني الديمقراطي، ومازال العرض مستمر في مسرحية متواصلة الفصول.

اكتشف "سرحان" في نهاية المسرحية أنه لا مكان للأرنب "سفروت" في الحياة، الأسود فقط هم من لهم حق الحياة ومن غير المقنع أن يكون مطالبا بالحصول على الإبتدائية رغم نحاجه فيها أكثر من مرة، عليه أن يغني ويصرخ دائما ويقول مؤكدا للجميع  : أنا ناجح في الثانوية، يجب أن يصر أنه ليس ممثلا أن له حق الحياة والوجود والأمر ليس هبة من حاكم، ومع استمرار اصراره على أنه ناجح في الثانوية وتسليطه الضوء على وهن حجة السادة : "عقبال الإبتدائية" رده هنا يحب أن يكون مباشرا ابتدائية دا ايه ياختي .. وقتها سينقلب الأمر رأسا على عقب ويخضع الجميع لرغبته في الحياة مؤكدين له "بضحك وياك ياعنيه".

في المسرحية "سرحان " كان ضعيفا وصف بأنه "شاهد ماشفش حاجة " في الواقع "سرحان" سيثبت للجميع يوما أنه "شاهد شاف كل حاجة" .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter