بقلم: عادل عطية
• الضوء الأسود:
من منا لا يستمتع بضوء الشمس بالنهار، ويهتدي بالأضواء الاصطناعية بالليل!
ومن منا لا يشعر بالنشوة، عندما تضيء اشارة السير، بالضوء الأخضر؛ لنعبر إلى مواعيدنا، وأعمالنا، واستكمال مشوار يومنا!
غير أن خطيئة الإنسان، امتدت بالاثم إلى هذا الضوء الأخضر؛ فغيّرت من لونه، ومدلولاته!
فنرى دولاً ذات مصالح ذاتية مغرضة، تمنح ما يسمى بالضوء الأخضر للحكومات الخائنة، وللجماعات المارقة، والمنظمات الارهابية؛ لتمارس بحرية الشر المفرط: العنف، وارتكاب المجازر والابادات البشرية، أخطرها على الاطلاق، تلك التي يعبّر أفرادها عن إيمانهم: "بنور الإسلام"، وعن اعجابهم: "بنور النبي"، فإذا بنورهم المزيّف، يتحول على يدهم المجرمة إلى نور كالظلمة!...
• الجرائم الالهية:
كم من جرائم ترتكب باسم الله!
فالذين قتلوا "أنور السادات"، قالوا: أنه حدث بأمر الله!
والذي قتل "اسحق رابين"، قال: أنه فعل ذلك بأمر من الله!
ولم يعد الأمر مقصوراً على الادعاء الآثم بتلقي الأوامر المزعومة من الله، بل هناك ما هو أخطر، وأضل: أن تجعل جماعة من الجماعات من اسم الله، اسماً لها، كجماعة "حزب الله"!
وأخرى تستغل اسم الله، الذي يحمله اسمها، استغلالاً سيئاً، كدولة إسرائيل، الذي يعني اسمها: "يجاهد مع الله".. أو "الله يصارع"!
فهل هؤلاء الذين يمارسون العنف، والدمار، والموت.. بوثيقة: "الغاية تبرر الوسيلة"، يمثلون الله الحقيقي على الأرض؟!...
• وعلى الحمائم السلام:
كان الإنسان موفقاً، عندما اختار "الحمام"، ليكون رمزاً للسلام!
فهو طائر لطيف ودود، لا يؤذي أحداً. وهو واحد من نسل الطائر الوحيد، الذي عاد إلى الفلك، حاملاً بشرى انتهاء آثار الطوفان!
وتوجد روابط أخرى، تصل ما بين الحمام والسلام، أظهرتها، أحداث كثيرة:
فهناك: "حمام زاجل"، اشتهر بنقل الرسائل.. ونحن نسمع مراراً وتكراراً عن رسل السلام، ورحلاتهم المكوكية بين العواصم الملتهبة؛ لحل القضايا المتعلقة بحقوق الشعوب في الحرية، والسلام!
كما أن الحمام، طائر حزين، يتناسب وقول التوراة: "رسل السلام يبكون بحرارة"!
لقد أرسل نوح، يوماً، حمامة من الفلك؛ ليعرف إذا ما كانت قد ظهرت اليابسة على الأرض أم لا.. فهل تعود حمامة السلام، مجدداً، إلى عالمنا، حاملة إلينا غصن الزيتون المفقود، أم: على الحمام السلام؟!...