الوطن | الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤ -
٤٩:
٠٢ م +02:00 EET
د.ياسر برهامي
برهامي لـ" قيادات أنصار بيت المقدس" : تحكمون بغير ما أنزل الله وتكفرون المسلمين بغير حق
نشر الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، رسالة إلي جماعة أنصار بيت المقدس، بعنوان "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"، ناقش خلالها حقيقة التأصيل الشرعي لفيديو حادث كرم القواديس، والذي استباح فيه التنظيم دماء جنود الجيش، داعيهم للمناظرة الفكرية حول توجهاتهم.
وقال برهامي، عبر موقع الدعوة السلفية:" هالني الفيديو المصوَّر الذي أذاعته جماعة "أنصار بيت المقدس" التي صارت تُسمَّى "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش"، وكيف استباحوا قتل جنود وضباط الجيش المصري الذي سموه: "جيش المرتدين"، وحكموا على عموم أفراده بالردة ووجوب القتل؛ لأنهم جنود "الطاغوت" غير المكرَهين، واستدلوا بكلام الشيخ "أحمد شاكر" في مقاله المشهور فيمن عاون الإنجليز والفرنسيين في قتالهم ضد المصريين والجزائريين المسلمين إبان الاحتلال، ويا ليتهم تعلموا مِن الشيخ مِن كل مقالاته ومواقفه، ليعلموا حقيقة مذهب الشيخ، ومَن الذين يكفـِّرهم".
وأضاف: في مقالة سبق نشرها للشيخ "أحمد شاكر"، وهي: "الإيمان قيد الفتك" في حرمة الاغتيال تعليقًا منه على اغتيال جماعة الإخوان لرئيس الوزراء المصري آنذاك "محمود النقراشي"، لأنه أصدر قرار حل جماعة الإخوان، وكان "النقراشي باشا" ضمن المتهمين بأنه عميل للإنجليز؛ لأنه يتعاون معهم، وكانت القوانين المحكوم بها هي القوانين الوضعية التي كان إلى ذلك الحين مِن ضمنها تقنين البغاء ولم يكن الدستور المصري "آنذاك" ينص على مرجعية الشريعة الإسلامية -لا مبادئ ولا أحكام-، بل يجعلها في المرتبة الرابعة بعد نصوص الدستور ثم القانون ثم العرف، واشتبك جنود الشرطة مع جوالة الإخوان في صدام في بعض المظاهرات، ومع كل ذلك لم يكفـِّر "شاكر" الملك "فاروق" ولا "النقراشي باشا"، بل رجا له الشهادة، بل وكفـَّر مَن قتله مستحلاً.
وتابع، في رسالته لـ"بيت المقدس": أيها المدعون الانتساب للسنة والخلافة الإسلامية المقاتِلون للمسلمين متقربين إلى الله بذلك، إما أن تكفروا الشيخ، لأنه مَن لم يكفِّر الكافر -على طريقتكم- فهو كافر، وإما أن تكفروا أنفسكم؛ لاستباحتكم الدماء المعصومة، وليكن ذلك بداية إن أردتم أن يكون هناك حوار علمي -لا يلزم فيه المباشرة-، بل مَن كان منكم قادرًا على الحوار العلمي عبر الإنترنت بالدليل إن شئتم، بالنقول العلمية إن شئتم، عن نفس العلماء الذين تستدلون بكلامهم.
وقال برهامي، ابتداًء نقول:" نحن نقول بكلام شيخ الإسلام "ابن تيمية" والإمام "محمد بن عبد الوهاب" والشيخ "أحمد شاكر" -رحمهم الله-، لكننا نخالفكم فيما تستنبطونه من كلامهم واستدلالاتهم، ثم في التطبيق على الواقع؛ فنحن لا نوافقكم ولا أهل العلم نوافق على اعتبار الجيش المصري جيش المرتدين، ولا أن الدولة المصرية طائفة ممتنعة يجب قتالها، ولا أنكم أهل لتكوين دولة الخلافة الإسلامية، ولا أنكم تقيمون الشرع، بل نقول: أنتم تحكمون بغير ما أنزل الله "مثل خصومكم"، وأنتم تكفرون المسلمين بغير حق، ولولا التأويل لكنتم جميعًا مِن الكفار، وأنتم لا تفهمون كلام المشايخ في قضية كفر النوع وكفر العين، والتكفير بالعموم، ومعنى دار الكفر، ومسائل استيفاء الشروط وانتفاء الموانع التي ضمنها مسألة العذر بالجهل، والتأويل، والخطأ، والإكراه، وغيرها، فافتحوا أبواب الحوار إن شئتم؛ وإلا فالفصل في الخصومة يوم القيامة، ولا تغرنكم الشعارات التي تخدع الجهال؛ فلا تكونوا منهم، ولا تقدِموا على سفك الدماء المحرمة قبل أن تستبينوا الأمور شرعًا وواقعًا، وفرِّقوا بين الاستنتاج والتحليل وبين الحقيقة واليقين، واحذروا أن تكونوا ذراع الأعداء مِن حيث لا تشعرون في تمزيق الأمة وشعوبها ودولها لتقع فريسة تحت سلطانهم ليتمكنوا منها تمام التمكن".
وأضاف: لا تنسوا أن عام 2020 هو الموعد الذي حدده اليهود لهدم الأقصى وبناء الهيكل، ولا تكونوا أعظم وسيلة لتنفير الناس عن الإسلام في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، بل في العالم كله، ولا تنسوا أن السلاح الذي بأيديكم تقتلون به أهل الإسلام هو مِن صنع ومِن توصيل الأعداء إليكم؛ فتدبروا كيف أوصلوه إليكم، ومفاتح الحدود بأيديهم، ولا يخدعنكم مَن قال لكم إن الجيش المصري قد تغيرت عقيدته القتالية إلى قتال المسلمين؛ فهذا لم يقع، وإياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس، والأفعال الظاهرة لها تأويلات عديدة؛ فلا تجعلوا الآراء موضع الحقائق
![](images11/information.png)
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.