الأقباط متحدون - العرب العاربة والمستعربة
أخر تحديث ٢٣:٠٠ | الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٤هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العرب العاربة والمستعربة

بقلم: فاروق عطية
أصدر الديوان الملكي السعودي الأريعاء 19 نوفمبر بيانا حول الاتفاق بين البحرين والكويت وقطر الذي تم في الرياض ودعا القاهرة شعبا وقيادة إلي السعي في اتباع هذه الخطوات في مسيرة التضامن العربي, وهذا نص البيان:

"نحمد الله العلى القدير الذى من علينا وأشقائنا فى دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت ودولة قطر فى الوصول إلى اتفاق الرياض التكميلى الأحد الموافق 16 نوفمبر 2014 فى مدينة الرياض والذى حرصنا فيه وإخوانى أصحاب الجلالة والسمو على أن يكون مُنهيا لكافة أسباب الخلافات الطارئة وأن يكون إيذانا ـ بحول الله وقوته ـ لبدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك ليس لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فحسب، بل لمصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية، والتى تقتضى مصالحها العليا أن تكون وسائل الإعلام معينة لها لتحقيق الخير ودافعة للشر.

كما حرصنا فى هذا الاتفاق على وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف، فى مواجهة التحديات التى تواجه أمتنا العربية والإسلامية.

وفى هذا الإطار، وارتباطا للدور الكبير الذى تقوم به جمهورية مصر العربية الشقيقة، فلقد حرصنا فى هذا الاتفاق وأكدنا وقوفنا جميعا إلى جانبها وتطلعنا إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء. ومن هذا المنطلق فإننى أناشد مصر شعبا وقيادة للسعى معنا فى إنجاح هذه الخطوة فى مسيرة التضامن العربى ـ كما عهدناها دائما عونا وداعمة لجهود العمل العربى المشترك. وإنى لعلى يقين ـ بإذن الله ـ أن قادة الرأى والفكر ووسائل الإعلام فى دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذى نهدف منه ـ بحول الله ـ إلى إنهاء كل خلاف مهما تكن أسبابه فالحكمة ضالة المؤمن.

وإننا إذ نسأل المولى عز وجل التوفيق والسداد فى أعمالنا لنسأله سبحانه أن يديم على شعوبنا العربية والإسلامية أمنها واستقرارها فى هذه الظروف والتحديات التى تحتم على الأشقاء جميعا أن يقفوا صفا واحدا، نابذين أى خلاف طارئ، متمسكين بقول الحق سبحانه وتعالى: [وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين] ".

   رحبت مصر بالبيان الصادر من الديوان الملكى السعودى، وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا صحفيًا ردًا على بيان الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية قالت فيه: إن مصر استقبلت بترحيب كبير البيان الصادر من الديوان الملكي السعودي، والذي أعلن فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية- حفظه الله- عن التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي الذي يهدف إلى وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات التي تهدد أمتنا العربية والإسلامية. كما أعربت مصر عن ثقتها الكاملة في حكمة الرأي وصواب الرؤية لخادم الحرمين الشريفين، وتثمن غاليًا جهوده الدءوبة والمُقدرة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ومواقفه الداعمة والمشرفة إزاء مصر وشعبها. وتجدد مصر عهدها بأنها كانت وستظل "بيت العرب"،

وأنها لا تتوانى عن دعم ومساندة أشقائها, وتؤكد تجاوبها الكامل مع هذه الدعوة الصادقة، والتى تمثل خطوة كبيرة على صعيد مسيرة التضامن العربي.إن مصر شعبًا وقيادة على ثقة كاملة من أن قادة الرأى والفكر والإعلام العربى سيتخذون منحى إيجابيًا جادًا وبناءً لدعم وتعزيز وترسيخ هذا الاتفاق، وتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام، فدقة المرحلة الراهنة تقتضي منا جميعًا تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا.

   وبعد البيان الملكي السعودي والبيان المصري بالموالقة علي كل ما جاء فيه تغيرت الأمور في وسائل الميديا المصرية واتقلبت 180 درجة, وتغيرت اللهجة وعدنا من جديد للاسطوانة الشروخة لتمجيد وحدة الصف العربي وأن مصر قلب العروبة النابض, ومصر الشقيقة الكبرى التي تتحمل العبيء ولا تكل ولا تمل, ونسينا أونتاسينا ما لاقيناه من تجاهل عربي بل النظرة الدونية لمصرتا ذات الأيادي التي أعطت بلا منّ من مالها ودماء أبنائها والجميع يطالب أن تحارب مصر قضايا العرب حتي آخر جندي مصري .

   خدعوك فقالوا أن كل الشعوب الناطقة باللغة العربية عربا، هذه خدعة سيطروا بها علينا أكثر من ألف عام، والحقيقة غير ذلك تماما. فالعرب العاربة هم أولائك البدو الرحل الذين نشأوا فى بيداء الجزيرة العربية يتجولون حول شعابها يحدون الإبل ويرعون الغنم يبحثون عن الماء والكلأ وقليل منهم من عرف الاستقرار ويتمثلون فى الوقت الحالى بالمملكة السعودية وما يحيط بها من إمارات ومشياخات. قسوة الحياة فى البيئة التى تربوا عليها انعكست عليهم وعلى سلوكياتهم من جفوة فى الطباع وحدة فى رد الفعل وجلافة فى التعامل، صنعتهم الحديث والشعر ولغو الكلام. يحكمهم شيوخ القبائل بسلطات لا تنازع،

يدعونهم لحرب قبائل منافسة فيمتثلوا فأوامر شيوخهم لا تناقش. لا حضارة ولا تاريخ يذكر لهم غير قصائد الفخر والعشق والهجاء. حتى الحضارة العربية فى زمن الخلافة العباسية التى ازدهرت لم تكن إلا بجهد علماء من أصول غير عربية، جُلهم من أبناء الدول التى فتحت وأصبحت مستعمرات عربية. أما العرب المستعربة فهم الشعوب التى تتحدث العربية نتيجة للفتوحات العربية بحجة نشر الإسلام ولكن حقيقة الفتوحات هي استعمار استيطانى فاجر استنزف موارد الدول ذات الحضارات الراسخة،

ومحو شخصيتها الوطنية والقضاء على لغة أهلها وإحلال لغة الغزاة محلها، فأصبحت شعوبا مستعربة تتكلم العربية ولكنها ليست عربية. وتتمثل هذه الدول الأن ببلاد الشام( سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) والعراق ومصر ودول شمال أفريقيا (ليبيا وتونس والمغرب والجزائر) ودول افريقية زنجية (السودان وموريتانيا والصومال وجزر القمر وجيبوتى). هذه الشعوب المستعربة هى شعوب ذات حضارات تضرب جذورها فى عمق التاريخ ورغم التخلف الذى يسيطر عليها الآن نتيجة لاستعمار طالها لأكثرمن ألف عام إلا أنها تمتلك القدرة على التصحيح وتسلق سلم الحضارة لو تخلصت من الحروب والأحقاد والمؤامرات التى كثيرا ما تفرض عليها فرضا.

   نحن نفخر بلغتنا العربية الجميلة ولكننا لسنا عربا. نحن لا نيغي الانعزال عن دول الجوار ونتمنى أن تتجمع الدول الناطقة بالعربية تحت لواء جامعة الدول الناطقة بالعربية ( بدلا من جامعة الدول العربية) ونتمنى أن نتكامل ونتحد حتى نكون قوة فاعلة مع الاحتفاظ بقومياتنا التى لها خصائصها المستقلة وترك الشعار الهلامى الخادع بالقومية العربية الذي لم ينلنا منه غير المهانة  والاحتقار.

   إن تكن عربيا فهذا ليس مدعاة للفخر، فأنت تنتمي الي شعوب خارج حركة التاريخ‏، شعوب تتناسل مثل الكائنات الأخري‏ وتعيش على هامش الحياة ثم تموت‏ وتفني‏ ولا تترك أثرا‏ يذكر.‏ إن تكن عربيا فهذا أدعي الي إخفاء هويتك بين شعوب العالم‏ لأن العرب لم يقدموا للحضارة الحديثة شيئا يذكر منذ 500‏ عام من الزمان‏ لا للعلم ولا للفن ولا للموسيقي أو السياسة، بل أصرار علي العيش فى ظل ديكتاتورية سلفية متخلفة موروثة, رافضين حتى ظل ديموقراطية مزيفة. إن تكن عربيا‏‏ فهذا يعني أنك تنتمي لأمة ثرثارة‏ ثقافتها لغو الكلام‏ ولاشئ بعد الكلام‏، حين تُنتهك أرضها أو عرضها تهب للكفاح بالحناجر والتظاهرات‏.

إن تكن عربيا فهذا معناه ألا تعمل‏ وتكتفي بالعيش على مدخول النفط الذى حباك الله به وبدلا من استغلال هذه الهبة فيما ينفع الناس تترك الآخرين لاستنزافه وبناء حضارتهم ورفعتهم، حتى ما يستحصل منه من فتات يكتنزه الملوك والزعماء فى بنوك الغرب ولا يستخدم في تثقيف ورفع شأن المواطن.

إن تكن عربيا‏ فأنت لا رأي لك في حكم بلادك‏ ولا صوت لك يعتد به، تحكمك القبيلة وشيخها‏ وإياك أن ترفع صوتك مطالبا بما يطالب به الآخرون في المشرق والمغرب‏، وإياك أن تذكر لفظ  الديمقراطية‏ فالديموقراطية لم تدرج فى القواميس العربية لأنها رجس من عمل الشيطان. إن تكن عربيا لا بد لك من عبادة السلطان واللهج بذكائه وفطنته ووطنيته وكفاحه الدائم ليسعدك مهما كابدت من جهل ومرض وفقر، ولا بد لك من التعبير له عن امتننانك وفدائه بالروح والدم والإبن والمال..!!  لهذه الأسباب أنا أفخر أن أكون مصريا ولا يسعدنى أن أكون عربيا، فكونك مصريا‏ يعني أن المستقبل أمامك‏ مرتكز على حضارة الماضى وحاضر واعد،

لا تغامر بخوض حروب وهمية تستنزفك‏ وتشل قدرتك دون أن تحصل فى النهاية حتى على الشكر، ولماذا الشكر؟ فهم دوما يريدون أن يحاربوا ويجاهدوا حتى آخر جندى مصري، أما هم يكفيهم كفاح الحناجر.. وماكو أوامر. أنت مصرى  فلتدقق في عناصر قوتك‏ ولتبنى اقتصادك‏ ولا تنتظر مليما من موارد النفط العربية فهذه ليست لك‏ فهم يفضلون خسارتها فى بنوك الغرب على أن يمنحوك ملاليم منها، وأحلي علي قلوبهم أن يخسروا‏ 2500 ‏ مليار دولار في الأزمة المالية الأخيرة من أن يمنحوك فلسا واحدا تستثمره..!‏!‏


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter