أكد عدد من القيادات المنشقة عن تنظيم الإخوان أن التنظيم يعانى من حالة ضبابية فكرية منذ تحالفه مع الجماعات الإرهابية، وانتهى سياسياً وجماهيرياً، وسيلجأ إلى العودة للعمل السرى مجدداً بعد محاصرته على مستوى الدول العربية، معتبرين أن «مبادرة الرياض»، التى أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوحيد الصف العربى، كانت بمثابة «الضربة القاضية» للتنظيم. وقال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بالتنظيم: «الإخوان يعيشون حالة من الضبابية الفكرية وأزمة غياب رؤية، نتج عنها أعمال لا تتفق مع المنهج التربوى والدعوى للتنظيم، خاصة بعد التحالف مع جماعات العنف والإرهاب فيما يسمى بتحالف دعم الشرعية، وقيادات التنظيم رغم ما يمرون به ما زالوا يتصورون أن الشعب معهم، لكن الحقيقة أن قطاعاً عريضاً جداً من المصريين لا يرغب فى الإخوان، وهناك ضعف فى قراءة الواقع يجعلهم يتصورون أن الوضع مختلف تماماً عما هو عليه، حتى إنهم لا يريدون تصديق حقيقة ثورة 30 يونيو إلى الآن».
وقال محمد حبيب، نائب المرشد العام السابق، إن «مبادرة الرياض» سعت لمحاصرة التنظيم وتوحيد صف الدول العربية ونبذ الخلافات السياسية جانباً، لكن لا أتصور أن قطر ستتوقف عن دعم التنظيم الإرهابى، وغيره من جماعات العنف، وأعتقد أن الرموز البارزة من التنظيم ستنتقل إلى إيطاليا أو تركيا، لكن النظام القطرى لن يتوقف عن الدعم، وربما سيقل النشاط الإعلامى فقط تجاه مصر من جانب قناة «الجزيرة».
وتابع: «الإخوان» تواجه مشكلات داخلية، فلا شك أن الاتفاق التكميلى فى الرياض، ثم مناشدة خادم الحرمين للرئيس عبدالفتاح السيسى أن يكون هناك تجاوب وطنى عربى، وغلق الصفحة القديمة، مبنى على شروط معينة ومعايير، أهمها فى تصورى مسألة هجوم «الجزيرة» من الناحية الإعلامية، والتوقف عن دعم جماعات التكفير والعنف فى سيناء. وحول احتمالية اتجاه «الإخوان» للمصالحة، قال «حبيب»: «لا مصالحة مع الدولة إلا بعد عدة خطوات، أولها انتهاء المحاكمات وإصدار الأحكام القضائية، وثانيها إعلان مراجعات فكرية للجماعة، والتقدم باعتذار علنى للشعب المصرى، والتوقف الكامل عن مظاهر الشغب والعنف، ورفع الغطاء السياسى عن الجماعات الإرهابية»، مستدركاً: «لكنى أرى أن طريق العمل السياسى والدعوى للتنظيم يكاد يكون مسدوداً».
وقال عبدالستار المليجى، القيادى الإخوانى المنشق، إن الإخوان منظمة غير قانونية، ولم تعد إخوان المسلمين، وإنما إخوان الإرهابيين، والتنظيم مات، ويجب دفنه؛ فلم يعد له قدرة على التنظيم أو التفكير أو الحشد، وأصبح بلا مستقبل نهائياً.