الأقباط متحدون - كان على عيني يا باشا
أخر تحديث ١٨:١٦ | الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٤هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كان على عيني يا باشا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم ماجدة سيدهم
ع الصبح هرج ومرج في السوق ، الحقي يا نوسة الباشا جه ، والمصحف هو  الباشا بنفسه ،نوسة ببحة صوتها  :  يا ميت مليون مرحب بالباشا،  تمشي نوسة في موكب صغير حواليها  كل بياعين السوق ويا ميت مليون مرحبا بالغالي ، وبطرف جلابيتها  تتأكد من نظافة الكرسي البلاستيك بتاعها واتفضل ياباشا ، كوبايتن شاي يا عوض بسرعة ،يا خبر  تتعبنا دا إيه ياباشا ، إحنا هايجينا  أغلى منك دا  أنت العين والنن، بص والنبي كدا صورك أهي في كل حتة مضللة علينا ، يالهوي يا ولاد والنبي مانا  مصدقة الباشا على فرشتي ، طرقع عوض ضحكة ردت  نوسة بخشونة :  التم يا وسخ ، لمؤاخذة  يا باشا أقصد أنك مشرفني ، أصل  النصبة دي برضة فرشتي برضة .

-عوض :  شوف سعادتك طول مانوسة معانا  إحنا ميت  فل  ،المعلمة والحق عينها  مفنجلة ولا عين الديب ،  قاطعته نوسة  وهي بتمد أيدها بكوباية  الشاي : اتفضل يا باشا ، شوف سعادتك  دول رجالتي وصبياني حتى النسوان هنا رجالتي برضة والسوق  هنا دنيا تانية، اتولدنا  هنا ومانعرفش غيره ولا نعرف شغلانة تانية غير الخضار وزي  سعادتك ما شايف  كلنا غلابة  بنجري على لقمتنا بالشقا ..

-الفطار يا باشا ،والله مانت كاسف الغلابة دول ولا  ها تقرف مننا يعني ؟ والنبي إحنا فرحانين بيك أوي شوف متكومين  حواليك ازاي  ، بألف هنا ، شوية طعمية سخنة وطبق مش  بالأوطة على كيفك، لا لا إحنا نضاف ياباشا  المش دا م البلاص على بوء سعادتك على طول ، كنا بنقول إيه .....أه ، بنقول  لولا الشدية كان السوق دا اتبلع  من زمان واترمينا كلنا  لكلاب السكك ،واللي زينا رخاص  أوي ومالهمش دية ، تعرف  سعادتك  لما تعيش عيشتنا  يوم واحد  هاتعرف  وتتأكد إننا بره الحسبة خالص ..أي والله ،  لا  حد شايفنا ، و لا حد حاسس بينا ،ولا حد عارف إننا عايشين في البلد دي  من أساسه ، بس أهو بنحلم يمكن ف يوم نعيش زي البني أدمين ونجرب كدا مرة قبل مانموت ، والنبي نفسيتك حلوة وسعادتك كدا ف وسطينا .

-لا  ، دا كنت زمان  هبلة أوي ، أي والله ،  كنت أصدق الناس وأي حد يحلف أدامي أو يضحك ف وشي كنت أصدقة وبعدها عاديك  ياباشا أخد الخابور يطلع من النافوخ  عدل ، كنت بشتغل وأربي عيالي،وأمي عايشة معايا  ف أوضة  كدا  على أد الحال،وكنت اسم الله على مقامك  بربي رجب -هو مش ابني بس ثواب يعني- مانعرفش مين أبوه  ،كبرته مع عيالي وعلمته  يقف في السوق،  بس ماطمرش ف أصله الرخيص،طردته من وقتها .
-طردته ليه ..! طردته لأنه واطي ياباشا ونجس،ما هو اللي من غير أصل وشرف  نستنى  منه إيه غير الوَطـْينة ،  دا ماطمرتش فيه اللقمة،والمصحف  كنت بطلعها من حنك ابني–الله يرحمه - واطفحها له واقول حرام  مالوش ذنب

لكن الوسخ يفضل وسخ حتى لو جلخته بمية نار ، أهو مزري هناك جنب الشريفة أمه ،أصلها منقبة من فوق وشريفة من تحت، حاطة على فرشتهاشوية بخور على أدعية  وشوية سبح  حاجة كدا للزوم المشيخة ونص ولاد الحرام في الحته من بطنها ،المهم -تحت الفرشة دي بتيع  الفلاجرا بتاعة اللامؤاخذة ، ومخدرات ، وبتسرح بنات مع الموكوس ابنها وشوية الدقون الزفرة اللي راكباهم زي القباقيب  ،وكسة تاخدهم كلهم في كبسة واحدة .

–الواد بئا لما كبرته  فجر علينا ، والتم علىشوية جيفة  زيه  وعملو لنا  فيها بتوع ربنا ،وهات يافألسة على بلطجة على سرقة وخطف وقتل ،وقفواحال السوق وأكل عيشنا بحجة إشي إيه حلال على إيه حرام،وانت تلبس إيه وأنت تقلع أبصر إيه ، حرمت عيشتهم دنيا وآخرة ، وياما صبرنا عليهم ،لكن بروح الشريفة أمه يستغفلنا ويدخل يبهدل بناتنا..وكتاب الله ماعدت عليه  بالساهل، فيه إيه  لا سمح اله  يا باشا حساك كدا اتغيرت ، طب أناراضية زمتك ياباشا نسكت له  ولا نعمل إيه .؟ دا عرضنا،  راخر عملنا معاه أحلى واجب .

 -لا ياباشا إحنا ولاد بلد ونفهم ف الأصول ، خد علقة شبشب الأول وبعدين  كيفناه ..
-قطعنهوله  ياباشا - طرقع الواقفين ضحك وتريئة  بالعالي - طب خلي سعادتك  مكاني ، يعني يقتل الواد اللي حيلتي  ويغتصب البت ولسه هانحقق،لا لا هو دا اللي افهمه ولاعنديش غيره .

- كان على عيني ياباشا ،ياما اشتكينا ولا حد عبرنا ولا سأل ف وجيعتنا ،دول  شوية أنجاس لاتعرف لهم  أصل ولا أرض ولا ملة (وهي بتضحك )بس الحق مش إحنا عملنا الصح برضة ..؟همه عاوزين يطبقوا الحد وإحنا طبقناه، اللي يغتصب بناتنا نريحه ونرتاح  ونارنا تبرد.
-شوف سعادتك أنا ست مرمطها الفقر والشقا  شوفت  أيام سودا ياما ، وهمة كلمتين فيهم الخلاصة واسمع مني  مش ها تخسر ،دول سعادتك عبارة عن شوية جتت ، رمة متلهلبة ، دا غضب والله غضب ،ومصيبتهم بعيد عنك كلها من تحت ، لايعتقوا مرة ولا عيل ولا حتى راجل ، كله شغال معاهم ، المهم الفرض بفرضه ،راخر من يومها يقدر نجس فيهم  يفكر ويهوب يمة السوق .

رد جمهور الواقفين :والهر ياباشا نوسة دي دماغ  ، دي تنفع وزير داخلية ميه ميه خدوها وزير ياباشا ،وخلّي  سعادتك في الحاجات الكبيرة بتاعة  الدول اللي بره والسياسة والحاجات بتاعة الاقتصاد والحدود والكلام الكبير دا ،  وإحنا جربنا ياباشا والله هانشرفك وننضف لك البلد حارة حارة خن خن ،ردت نوسة : سايقة عليك حبيبك النبي جربنا 48 ساعة  بس ، طب والمصحف الليلة تخلصها نسوان البلد كلها، إخوان على جهاد على نصره على داعش يعني الخلطة  النجسة كلها نجيبهم لك كلهم زي رجب كدا وعليهم حتة زيادة  لزوم الثئة(  الثقة ) اللي بينا ،وطى عوض يبوس راس نوسة  :يخربيت دماغك والنعمة جوهرة

-ياباشا ماتستغربش  الغلابة دول  كلهم مفقوعين وموجوعين من جواتهم ، وكل  ست من دول مكوي قلبها على ضنا ،وأنتوا يادوب بتصبرونا بشوية أغاني على كلمتين كدا يعني ، وبنصَبر نفسنا وبنقول شهيد ،  لكنه ف الأول والآخر هو ضنا وسند مات على إيد وسخة ، والضنا حراق حراق أوي ياباشا .. هو لمؤاخذه مين اللي شايل الليلة كلها ؟ ماهو إحنا لابنشوف  في الشوراع والميادين بهوات ولا ذوات، واللي يحب يتمنظر ويعمل فيها  أبو بشرى المهم يجر وراه مصوراتيه  ويمسك له علم ،ياكش يعلموا على قفاه

-دا كان نايب  فرارجي اسمه أبو بشرى-والنبي لأضحكك -نصب علينا زمان وقال هايبني لنا مستوصف "بشرى الخيرى" من فلوسنا ، وأبو بشرى راح أبو بشرى جه، كل دا واحنا فاكرين ابنه اسمه  دكتور بشرى طلع أول كتكوت فقس في مزرعة الفراخ بتاعته قبل مايخش المجلس ،اتفاءل به سماه بشرى ، مش بقولك خوابير يا باشا

-بالعجل كدا  هاتفوتنا ، زفة زغاريد بالكوم ، حطوا للباشا أحلى أقفاص فاكهة  يارجالة ، شدت نوسة على إيده  وبصت ف عينه أوى :باشا ، إحنا جدعان أوي ،وراك ،  جاهزين ومابنخافش ، قلبنا ميت بس بنحس ، هانقف لهم رافعين صورة رجب قبل وبعد ، واللي مش مصدق يجرب ..وراك ياباشا ..
ولم ينته بعد ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter