الأقباط متحدون - وداعاً .. أنبا ميخائيل
أخر تحديث ٠٦:٥٠ | الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٤هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وداعاً .. أنبا ميخائيل

 عصام نسيم
يوما بعد يوم يفارق كنيستنا القبطية بالجسد نجوم لامعه في سماءها أضاءت كنيستنا وأشعلت الحرارة الروحية فيها وبذلت حياتها لخدمة شعبها لتترك سيرة عطرة ومثال يتعلم ويحتذي به  الأجيال المتلاحقة  آخرهم كان اليوم  الأحد الموافق 23 نوفمبر2014 بنياحة شيخ مطارنة الكرازة المرقسية الأنبا ميخائيل مطران أسيوط هذا المطران الذي خدم الكنيسة القبطية لأكثر من سبعة عقود أسقفا كان خلالها مثال للأسقف الخادم والأمين والمحب لكنيسته   وشعبه لذلك بادله الشعب بالحب والتقدير الذي بلا حدود .

ولد الانبا ميخائيل عام 1920 في  نجح حمادي بمحافظة قنا ولحبه في الرهبنة ترهبن وهو لم يكمل العشرين من عمره بعد وذلك 25\8\1939  بدير الانبا مقار باسم متياس ألمقاري , ثم سيم مطراناً لأسيوط  في 25 أغسطس 1946بيد البابا يوساب البطريرك 115 1946 وكان عمره آنذاك 25 عام وكان من اصغر الأساقفة التي تمت سيامتهم وأيضا الرهبان التي تمت رهبنتهم في عصره .ولسيامته مطرانا لاسيوط قصة متداولة وهي انه عندما كان راهباً في دير ابو مقار  كان شجاعا دائم الدفاع عن الحق مما جعله يصطدم بممارسات رئيس الدير الخاطئة و عنفه الراهب متياس عن سلوكه الخاطئ بكل وداعة لكن رئيس الدير قرر أن يتخلص منه..

و أصدرقرارا بطرده في نفس الليلة ظهرت السيدة العذراء للأنبا يوساب بابا الإسكندرية و أمرته بالإسراع إلى دير أبو مقار و أنه سيجد راهبا اسمه متياس فعليه أن يرسمه مطرانا على أسيوط الذي كان كرسيها شاغرا في هذا الوقت أسرع البابا إلى الدير و فوجئ الرهبان بزيارته و احتفلوا  به لكنه سألهم عن الراهب متياس المقارى فظن الرهبان انه سمع عن الخلاف بينه وبين رئيس الدير فقالوا له أنة سيغادر الدير اليوم!! فأجابهم نعم سيغادر الدير لأنه سيرسم مطرانا على أسيوط 

وقد لاقى معارضة شديدة بعد سيامته من بشوات اسيوط في ذلك الوقت ولكن مع مرور الوقت اصبح الانبا ميخائيل محبوب أسيوط وكل الصعيد ,  كما انه واجه الإرهاب الذي انتشر في مصر كلها وخوصا أسيوط في السبعينات وخصوصا في تولي المحافظ المتطرف محمد عثمان اسماعيل في عهد السادات وحتى  التسعينات من القرن الماضي ومعروف ان الانبا  ميخائيل لم يكن يغادر ايبارشتيه نهائيا أو يصلي خارجها  !!!

وقد عاصر الانبا ميخائيل سبع بطاركة فقد ولد في عهد قداسة البابا كيرلس الخامس 112 وتنيح في عهد قداسة البابا تواضروس الثاني 118 وقد عاصر في اسقفيته 4 بطاركة وهم البابا يوساب والبابا كيرلس والبابا شنوده والبابا تواضروس , وكان الانبا ميخائيل اكبر مطارنة الكرازه سناً بل ومطارنة العالم كله فقد استمر في الاسقفية منذ عام 1946 الي 2014 أي حوالي 68 عام وقد ارتبط بايبارشية  أسيوط وبدير السيدة العذراء بشدة وخصوصاً احتفالات السيدة العذراء بديرها بدرنكة الذي كان حريص على الحضور فيه وحضور الزفة والموكب الذي يمر بكل الدير  ولم يمنعه عن هذه العادة مرضه واستمر يبارك الموكب والزوار حتى  سنوات عمره الأخيرة .

وقد احب السيدة العذراء كثيراً وارتبط بديرها في درنكة جداً وقد عمل الرب الكثير من المعجزات على يديه بشفاعة السيدة العذراء حبيبته وسوف تظهر الكثير والكثير من هذه المعجزات في الأيام القادمة لتكشف لنا حقيقة هذا القديس الذي كان يعيش بينا وعن مدى صلته وقرابته من ام النور السيدة العذراء !
والجدير بالذكر ان الانبا ميخائيل كان ضمن اللجنة الثلاثية التي اختارهم المجمع المقدس لادارة شئون الكنيسة وذلك عام 1955 بعد قرار عزل البابا يوساب وكان معه الأنبا اغابيوس والانبا بنيامين أسقف المنوفية .

ايضا اوكل له قداسة البابا كيرلس السادس مسئولية بعث الحياة في دير ابو مقار وقد قام ارسال القمص متى المسكين له عام 1969 وكان كان الانبا ميخائيل رئيس دير ابو مقار حتى عام 2006 .

وقد اعتذر عن قبول منصب قائمامقام البطريركية بعد نياحة مثل الرحمات البابا شنودة الثالث حيث انه اكبر المطارنة  سناً وسيامة ولكنه اعتذر نظراً لظروفه الصحية وعدم قدرته على القيم بهذه المهمة الشاقة ليتولى نيافة الأنبا  باخوميوس المسئولية حيث انه الاكبر سنا وسيامة بعد الانبا ميخائيل  .
اخيراً بعد جهاد طويل مع المرض تنيح  الانبا ميخائيل وهو في الرابعه وتسعون  من عمره وله68 عاماً اسقفاً ثم مطراناً . كان من القابه شيخ مطارنة الكنيسة القبطية – اسد الصعيد – عميد اساقفة الصعيد .

نيح الرب نفسه في فردوس النعيم وليعطي الكنيسة وشعبه العزاء وبركة صلواته تكون معنا ومع الكنيسة دائما أمين   


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter