الأقباط متحدون - صاحبة السعادة إسعاد
أخر تحديث ١٨:٢٧ | الاربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٧هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صاحبة السعادة إسعاد

خالد منتصر
خالد منتصر

ادراً ما يفكر الإعلام المصرى خارج الصندوق، لذلك عندما نجد برنامجاً يغرّد خارج السرب ويشرد بعيداً عن القطيع، لا بد أن نحتفى به، «صاحبة السعادة» برنامج من تلك النوعية التى تخاطب الوجدان بكل رُقى وكل اجتهاد وكل تعب ومحاولة للوصول إلى الكمال، هو السهل الممتنع الذى تحس بعد مشاهدته أن أى تليفزيونجى من الممكن أن يصنعه،

ولا بد أن تسأل نفسك بعد كل حلقة لماذا لا يبدع الآخرون مثله، ما الحكاية سهلة وبسيطة أهى؟! لكنها بساطة نزار قبانى التى تستفز أنصاف الموهوبين ممن يحاولون تقليده فيكتبون شعراً بمرتبة النظم لا يستطيع أبداً دخول المياه الإقليمية الإبداعية لـ«نزار».. إسعاد يونس بسيطة دون سطحية، فنانة دون ادعاء، مبدعة دون فذلكة، كلمة سر النجاح هى أنها تحب ضيوفها بجد عكس الكثيرين الذين لا يحبون الضيف بل يستخدمونه، تشع الضوء على ضيفها، حتى لو كان كومبارساً صامتاً، خفة دمها دون تصنّع، خفة دم تفرز من المسام كحبات عرق الجهد، ابتسامة دون حزق أو استجداء تصفيق، تلعب أحياناً على وتر النوستالجيا، الحنين إلى مصر التى افتقدناها فى زحام مولد سيدى «الفيس بوك» وتاهت فى خناقات وردح الفضائيات،

مصر فجر الضمير ونواة الخلود وبصمة الزمن، نخرج من كل حلقة ونحن نهمس إلى أنفسنا مصر تستحق أفضل من هذا وذاك الذى يسكن نسيج الوطن الآن فى كل المجالات، تستحق بمبدعيها وجدعانها وأولاد بلدها وصبيانها وبناتها، بكيت معها على ضفاف حنجرة على الحجار، ضحكت من سرداب القلب الجوانى على جنون محيى إسماعيل الجميل. إنها لا تحنط الماضى وتقدمه لنا مومياء خرساء، ولكنها تمنحه قبلة الحياة، فيخرج من الصدفة بعد أن كان حبة تراب ليتحول إلى حبة لؤلؤ، هناك برامج كثيرة لا تنفذ إلى ما تحت السطح، تلمس فقط بشرة الأشياء، لكن برنامج «صاحبة السعادة» ينفذ إلى الـ«دى إن إيه» المصراوى جداً جداً، لا تستطيع مشاهدته من نافذة قناة عربية أو أجنبية، المشاهدة فقط من مشربية إسعاد يونس الأرابيسك متقنة الصنع التى تخلو من العيب المصرى الخالد، عيب الفينش،

إسعاد يونس مقدمة برامج بدرجة «أويمجى» فنان، يدق بدأب على تفاصيل التفاصيل، فتنفخ فيها روح الفن المصرى الجميل، برنامجها قماشة خيامية مزركشة، عندما تشاهدها لأول وهلة من الممكن أن تصف رسوماتها بالسذاجة، لكنك عندما تبتعد لترى وترصد كل أبعادها تجد تحفة فنية تنطق ألوانها وزخارفها.. أنت أكيد فى مصر. شكراً «إسعاد» على إسعادنا بـ«صاحبة السعادة».

نقلا عن خالد منتصر دوت كوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع