الأقباط متحدون - مئات العالقين الفلسطينيين على أبواب السفارة بالقاهرة: عايزين نرجع غزة
أخر تحديث ١٧:٥٩ | الاربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٧هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مئات العالقين الفلسطينيين على أبواب السفارة بالقاهرة: عايزين نرجع غزة

عشرات الفلسطينيين فى مظاهرة أمام السفارة الفلسطينية بالقاهرة
عشرات الفلسطينيين فى مظاهرة أمام السفارة الفلسطينية بالقاهرة

 «فاطمة»: «عايزة أرجع لأولادى الأيتام.. والسفارة تعاملنا كالشحاتين».. و«السعيد»: العدو لا يرحم وأملنا فى الحرية قبل أى شىء

على بعد أمتار من مبنى السفارة الفلسطينية بحى الدقى، وقف رجل أربعينى منتفخ الوجه، قوى البنية، بسمرة وجهه، يملأه الغضب، يعلو صوته عن الملتفين حوله. المئات جاءوا ليتقاضوا من سفارته بعض الجنيهات التى تساعدهم على المعيشة الصعبة. عماد البيك، وقف وسط رفقائه من العالقين من سكان قطاع غزة بعد إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح عقب مذبحة كرم القواديس، يقف منتظراً ما تجود به حكومته، وخلده يعاود باستمرار المشهد، فى ليلة سوداء، حين اتصلت به قوات العدو الإسرائيلى، إبان القصف الوحشى على القطاع، تطالبه بإخلاء منزله بحى الزيتون أحد أحياء غزة، لقصف المنزل المجاور لمنزله، فكان رده «بدك تضرب، اضرب البيت اللى أنا فيه كمان»، جمع «عماد» أولاده فى إحدى الغرف ينتظر الموت، حتى قصفت طائرات العدو منزله، وأصابته فى قدمه، فجاء إلى مصر قبل شهرين للعلاج بعدما لم تستطع مستشفيات القطاع علاجه.
 
شهر ونصف الشهر، مدة إقامة «البيك»، والتى استغرقت علاجه بأحد المستشفيات المصرية، ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التى تطأ فيها قدماه القاهرة، ولكنه وجد ظلال ما وصفه بـ«المناكفات السياسية بين الحكومات»، تظهر على العلاقة بين الشعبين، ورغم ذلك يؤكد «شعب مصر بيحب فلسطين، والفلسطينيون يحبون مصر وأهلها»، ويضيف بلهجته: «كل ما نريده هو العودة لأرض بلادنا، سايب بيتك وولادك، فى شتاء جاء على غزة، وعواصف وأمطار، ولا أعرف ما مصير أولادى فى القطاع، مين هيراعيهم فى غيابى»، غيابه عن منزله تلك المرة يختلف عن السابق «مفيش بيت فى غزة ما طالتهوش قذائف العدو، سايب ولادى فى الطل»، فالعلاج وحده هو ما دفعه لترك أولاده فى منزل بدون جدران ولا أثاث، وسط أطلال منزله، واليوم هو عالق بعد غلق المعبر ينتظر العودة، وكل ما يخشاه أن يعاود الصهاينة، حسب تعبيره، عدوانهم على القطاع وهو بعيد عن أطفاله مئات الكيلومترات.
بكلمات مقتضبة يلخص «البيك» أزمة العالقين الفلسطينيين فى مصر «أكتر من مرة قلنا لحكومة حماس مالناش دعوة بالوضع الخارجى، وكل ما يهمنا هو القطاع والشعب الفلسطينى»، ولكن تلك الكلمات لم يكن لها صدى لدى الحركة «الشعب تعب، الناس اللى بتهرب من القطاع عن طريق البحر والجو مش من فراغ، عشان يتركوا غزة، لازم يحترموا مصر ويحترموا الشعب الفلسطينى بإبعاده عن الأزمات الخارجية». وبامتعاض يصف «عماد» وضع العالقين الصعب «ناس بتنام فى الشارع، وناس بتنام فى الجوامع، وسط ظروف اقتصادية صعبة يمر بها الأولاد، وناس ماتوا فى المستشفيات ومش عارفين نرجعهم عشان ندفنهم وسط أهلهم».
 
على بعد أمتار من وقفة «البيك»، يستند «أكرم سعيد» على إحدى العوارض الحديدية الخاصة بالسفارة الفلسطينية، فالرجل الأربعينى، الذى قضى ما يقرب من ربع عمره أسيراً داخل السجون الإسرائيلية، جاء اليوم، ليعالج فى مصر من الأمراض التى أصابته داخل سجون الاحتلال «12 سنة ملتنى بالأمراض، وكفاية إنى كنت وسط الصهاينة عايش كل يوم معاهم، وفى سجونهم»، يتذكر «أكرم» خروجه ضمن إحدى الصفقات التى رعتها مصر، بين إسرائيل وحماس».
 
يرفض «السعيد» الخوض فى أسباب غلق المعبر، التى أدت به للوقوف فى انتظار 500 جنيه، كإعانة من سفارته بالقاهرة «شأن مصر لا دخل لنا فيه»، ويطالب قبل الأموال، بأن تقوم السفارة بدورها فى فتح معبر رفح «السفارة لا تحرك ساكناً».
 
«السعيد» يحسب ميلاده باللحظة التى رأى الشمس فيها مرة أخرى بعد خروجه من سجون الاحتلال، ويجد أن المشكلة الأكبر فى وضع العالقين تكمن فى العالقين فى المطارات، من المصابين فى القصف الأخير على القطاع، والمقبلين من الدول الأوروبية، فلا تفتح لهم مصر باب الدخول، ولا ترحب بهم الدول الأوروبية التى كانوا يعالجون على أراضيها «إحنا هنا بين أهلنا وناسنا فى مصر قبل كل شىء ولكن المشكلة الأكبر فى الناس اللى بتنام فى المطارات».
12 سنة، قضاها «السعيد» فى سجون الاحتلال، منها أربع سنوات بالسجن الانفرادى، يتذكر الأعوام وأمراضه خلالها، فيقول: «العدو لا يرحم وأملنا فى الحرية قبل أى شىء»، ويرفض أن يحسب على أى حركة سياسية بالقطاع «أنا بانتمى لفلسطين»، ورغم الصعاب التى يقول «السعيد» إنه يلاقيها فى مصر فى كل مرة يزورها فيها، فإنه يضطر للعودة لاستكمال العلاج «رغم قسوة الوضع فى مصر، ولكن لا يقارن بقسوة السجان، ومصر وطن قريب لقلبى، رغم كل شىء».
 
آثرت فاطمة النبيل، السيدة الثلاثينية الوقوف بعيداً عن الزحام الموجود أمام مبنى السفارة الفلسطينية، تتابع الوضع عن قرب، تختلس النظرات، تقول إن بالها مشغول على أولادها القابعين فى منزلهم بقطاع غزة، حيث تركتهم منذ شهور، باحثة وراء العلاج فى أحد المستشفيات المصرية، بعدما أصابتها إحدى الشظايا من جراء القصف الوحشى «الوضع صعب، مفيش فلوس وأى حد بيعرف أنك فلسطينى بيستغلك أسوأ استغلال، مجرد أن يعرف أنك غريب يبدأ فى الاستغلال، عايزين نروح بلادنا سايبين ولادنا، وإحنا شعب ما لناش ذنب نقعد بعيد عن ولادنا كل ده»، تصف وقوفها فى انتظار 500 جنيه إعانة بالسفارة بـ«الشحاتة»: «حتى اللى بتديه لنا السفارة بالشحاتة يكفى بالكاد للمعيشة الصعبة، ولا يكفى فى كثير من الأحيان».
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.