مارك مكرم حربي
أجل ، كُلنا مُتعصبون إما لدين أو لمعتقد أو لأيدلوجية أو حتى لفكرة .. كُلنا متعصبون ،
فكلنا و للأسف نعتقد بأننا نمتلك الحقيقة المُطلقة أو الصواب المُطلق ، كما أننا لا نُفكر ولو للحظة واحدة أننا قد نكون على خطأ بينما من نحدثه على صواب و حتى عندما نعلم علم اليقين أننا على خطأ نرفض الأعتراف بهذا الخطأ ذلك أن تعصبنا الى ما نعتقد أو نفكر قد يهتز أو يتزعزع من وجهة نظرنا ، ولكن الحقيقة أننا عندما نعترف بخطأ ما نعتقد ونتعصب يجعلنا نعلو اكثر فأكثر في نظر محدثينا ،
التعصب في كل الأحوال هو دليل على الجهل و نقص المعرفة و ضيق الأفق ، و عندما أقول أن كلنا مُتعصبون قد يعتقد البعض أنه من الجهل بمكان فرضية التعميم ولكن التعصب ليس دينياً فقط فقد تجد مُفكراً كبيراً واسع الأفق ولكنه مُتعصب لفكرة واحدة .. و هذا إذا لم كن تعلم فهو تعصب حتى لو كان لفكرة واحدة ،
و التعصب في أساسه ينشأ من التعليم الخاطىء و عدم التعددية في المجتمع المصري ،عندما ننظر الى المجتمع نجده يرزح تحت فكر وثقافة التعصب ، التعصب للفكر الأوحد و الدين الأوحد و الحزب الأوحد ، ذلك التعليم الذي لا يسمح للطالب بالأختلاف أو التفكير أو الأبداع أو حتى التعبير عن رأيه ، التعصب لدى المدير في العمل لأرائه وأفكاره حتى ولو كانت خاطئة وتضر بسياق العمل ، التعصب لدى المسئولين بأنهم يعلمون الصالح العام للشعب و لا يجب مناقشتهم أو مجادلتهم أو نقدهم لأي سبب كان ، التعصب لشخص بعينه دون غيره بأنه الأصلح وما دونه محض أغبياء لا يفقهون شيئاً ،
التعصب ليس فقط التعصب الديني و هو عبارة عن التعصب لدين ما وتكفير كل من لا يؤمن به ولكنه التعصب لفكرة او معتقد وكل ما يستدعي تحقير الأخر وتكفيره ، فالتعصب يوجد بداخل كل منا بما في ذلك كاتب هذه السطور ، التعصب وباء و مرض أجتماعي خطير ينخر في عظام هذا الوطن ، ولا تقدم يُرجى إلا بمجابهة هذا المرض بقوة وحزم .. ليس قوة الجيش بل قوة العقل .. ليس قوة الشرطة بل قوة الفكر ، فكما نعلم وينبغي لنا أن نعلم أن الثقافة قوة .. الفن قوة .. المعرفة قوة .. العمل أيضاً قوة