الأقباط متحدون - الاعتقاد والتيقن
أخر تحديث ٠٤:٠٠ | السبت ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤ | ٢٠هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الاعتقاد والتيقن

مظاهرات تندد بمقتل الشاب الزنجى بامريكا
مظاهرات تندد بمقتل الشاب الزنجى بامريكا

مينا ملاك عازر
تزامن إعلان لجنة تقصي حقائق الثلاثين من يونيو مع تبرئة الشرطي الذي قتل الشاب الأسود في ميسوري بفيرجسون، يعد أعجوبة، وكأنه عيد للشرطة العالمية، لكن ما يدعوك للتأمل ما قاله الشرطي القاتل اثناء التحقيق معه، إذ برر فعله هذا بأنه اعتقد أن الشاب خطر على حياته فأطلق النار عليه، اعتقاد الشرطي هنا أظنه اعتقاداً ظنياً وليس يقينياً،

إذ لا يملك الشرطي للآن ما يدلل على خطورة الشاب في حين أن الشرطة المصرية والقوات المشتركة في فض اعتصام رابعة والنهضة يملكون من الفيديوهات التي رأيناها كلنا وعايناها ما يؤكد أنهم كانوا متيقنين من أن أولائك خطر على حياتهم بل على البلد لكن أنا بصدد المقارنة بين الاعتقاد الظني واليقين المؤكد، وأثرهم على اتخاذ القرار بمحو الخطر وإزالته كله.

هكذا تبدو الحقيقة لي، الانتقال من مرحلة الاعتقاد الظني لمرحلة الاعتقاد اليقيني، انتقال غير مجدي، ففي الحالتين أطلقت الشرطة النار وقتلت من رأت فيه خطر، والخطر لا يحتاج لوقت طويل للتأكد منه، فإن لم تقتله قتلك، وهذا ما أظنه سند شرطي أمريكا، لكن ما يذهلني حقاً الدعاوي الأمريكية الرافضة ليقين المصريين جميعاً بخطورة معتصمي رابعة والنهضة رغم ما كشفوا عنه من صناديق ذخيرة وأسلحة، رغم قتلى الشرطة الذين سقطوا، رغم فيديوهات شاهدناها وهم يحتمون ببنايات حديثى البناء أو تحت الإنشاء، يقنصون منها شرطياً، لم يفعل الزنجي الشاب هذا أو ذاك، لكنه بدى خطر على حياة الشرطي فقتله!.

لم يحتمي الزنجي بُدشم ولا بمدنيين، لم يؤرق حياة مواطنين يقطنون المنطقة لكنه كان في نظر الشرطي خطر على حياته فأرداه قتيلاً، هل فهمت أمريكا واقتنع قضاءها الذي برأ شرطيها بما اقترفته شرطتنا والقوات المصاحبة لها إزاء معتصمين مسلحين، لست في مجال مقارنة بين معتصمي ميسوري الغاضبين لمقتل شابهم الزنجي ومعتصمي رابعة والنهضة الغاضبين لإنقاذ مصر من بين براثنهم،

لأُبرئ شرطتنا من جريمة لم تقترفها، غير أنني لا أعفيها من جرائم أخرى اقترفتها فعلاً وتقترفها بتقصيرها في أداء عملها هذا الذي أسلفت الإشارة إليه في مقالات عدة من قبل، لا محل له اليوم، إلا  أني أنبه إلى أن التقرير المصري أيضاً نوه لجهل الأمن المصري والجهل حقاً متفشي فيهم في أفعالهم وأدائهم الأمني المتخاذل في معظم الأحيان، هل فهمتموني!؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter