الأقباط متحدون - صراع فاضح للحب
أخر تحديث ٠٣:٤١ | السبت ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤ | ٢٠هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صراع فاضح للحب

مرقص كمال
تم إذاعة موقف لقداسة البابا تواضروس الثانى لمدة دقائق طرد خلالها سيدة من بهو الكنيسة بعد صراخها بصوت عال اثناء العظة الاسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية الاربعاء 26 ديسمبر 2014

تباينت بعد اذاعته ردود افعال الكثيرين
بين مؤيد ومعارض
بين من وجد فى هذا الموقف دفاعاً عن احترام بيت الله وبين من وجد اختفاء لأبوة المسيح كما ينبغى ان تكون فى شخص قداسته
وكأنهما فى تضاد لا تكامل ..!!! وكأننا لابد وان نحابى لاحداهما على حساب الاخر
وذلك قبلما يتحرى كليهما عن ما وارء الحدث وحيثيات الموقف

وانا هنا لست بصدد تحليل لموقف ربما لا نلم بتفاصيله قدرما استوقفنى ردود افعال اراها اشبه بالصراع لما حملته من تكفير وتحريم واستنكار وفرز و......... وفى اغلبها مفتقرة للحب

كما استوقفنى انتقال الصراع عند البعض من الفكرة للشخص ليصبح الصراع فاضحا لقدرتنا على الحب وقبول الاخر اذ نجده لم ينتقل بعد ـ الحب _ من كونه أيات كتابية نتغنى بها الى حلوله فى قلوبنا وحياتنا وتفعيله ليصبح اسلوب حياة

ولكننى فى الوقت ذاته لست بمستغرباً لهذا لاننا تربينا فى مجتمع
لا يقبل الحوار ولا يؤمن بثقافة الاختلاف والتنوع
فاصبحنا لا نفرق بين رأى الشخص وحبنا له فحسب ارائه نعيد تقييم حبنا او قبولنا والعكس
ولا ندرك ان الحوار بصدر رحب وطول اناه هو اكبر دليل على درايتنا بسر المسيح الذى يقبل الجميع

وان الفكر لا يقابل الابالفكر .. وان اختلاف الفكر لا يفسد للحب قضية
وان استمرارية الحياة مع المسيح قائمة على تقديمنا اللحظى لذبيحتنا العقلية بتجديد الذهن كما علمنا القديس بولس الرسول فى رسالتة لرومية

لذا راجعوا كلماتكم التى صنعت فرقة وتشويش وعثرة لمن يتلمسون الفرح والسلام يريدون ان يرون كلمات الكتاب مفعلة فى تصرفاتكم يتعطشون بقلوبهم المشققة لارتواء بفيض الحب

نعم صنعت فرقة اكثر مما انتجة موقف قداسة البابا محل الخلاف عند البعض
اتركوا كل شخص يعبر عما بداخله واقبلوهم وصححوا لهم افكارهم ان اخطأوا بالحب

ولا تنسوا ان نقد الكتاب المقدس والعقيدة وشخص المسيح ذاته على مر العصور كان سبب قوة لا ضعف يحمله لنا تاريخ ايماننا المشرف اذ اثرى الايمان وقواه
فهناك اقسام فى كليات اللاهوت تقوم بالنقد ولكن باساليب علمية نقدرها ونحترمها لا بالكلام الذى يحمل مجرد رؤية سطحية للامور

اخيرا من ينتقد فلينتقد سعياً للمعرفة والفهم وللبناء بلا توبيح او اهانة او تقليل من شأن أحد
ومن لا يقبل النقد لا يرفض الناقد ويحقره بل يحبه ويحاوره كأخ
ولينزل كل منهما من مقر جلوسة على عرش المعرفة المطلة ان ارادوا حوارا ناضجاً بنًاء

مجرد رأى اجده اهم من تحليل الموقف ذاته محل الخلاف
وشكرا لاحتمالكم

وأملى ان يقاد كل شخص بملء الروح ليتعامل مع كل موقف وكل شخص كما المسيح نعم بفكر وقلب ورؤية المسيح


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter