ماهر الجاولى - شيكاجو
هوذا ما أحسن وما أجمل أن يجتمع الإخوة معا، هناك يأمر الرب بالبركة، وهوذا ما أسمى وما أرقى أن يجتمع أبناء الآب الواحد معاَ، هناك يسكب الله الخالق القديرعلى هؤلاء المجتمعين بإسمه، بركة ومحبة وسلام.
فى شيكاجو – أمريكا، وبالتحديد فى مدينة شامبورج، تجلت أسمى معانى الإنسانية - مثل معانى الحب والمودة والرقى البشرى - تجليا واضحاَ عندما اجتمع أبناء إبراهيم: المسلمين أحفاد إسماعيل، مع إخوتهم اليهود أحفاد إسحق، والمسيحيون تابعى المسيح الذى جاء من نسل إسحق، هؤلاء جميعا إجتمعوا فى عيد الشكر - فى كنيسة أمير السلام بمدينة شامبروج شيكاجو – ولسان حالهم: هلم نشكر الله معا، وتسابق قائد كل أسرة فى التعبير عن مكنون شكره لله لتواجده مع إخوته من الديانات الأخرى. .. وتواترت كلمات الشكر بداية بكلمة الشماس مايك أنجر ممثلاَ عن الكنيسة الكاثوليكية، وأعقبه دكتور خالد سامى والذى استهل حديثه بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولم أخجل وسط عشرات الحضور من مختلف المشارب والرؤي، أن أرد على الشيخ الفاضل بلغتى العربية التى أعتز بها، وأجبته فى الحال: وعليكم السلام ...الأمر الذى لاقى استحساناَ من كافة الحضور، بل وأدهش ملقى التحية إذ سمع صدى محبته يتردد وسط القاعة بصورة عملية ، وأعقب ذلك كلمة ممثل الطائفة اليهودية رابى تارون تاخمان والذى أسهب فى الحديث عن إبراهيم أبى الأنبياء وقصد الله من تنوع خليقته....
ثم جاءت فترات البهجة والتعزية عندما صدحت موسيقى الأجراس والأبواق من فريق متناغم متجانس يضم كورال الكنيسة المسيحية مع كورال المعبد اليهودى فى بوتقة واحدة أذابت الإختلافات العرقية وأثمرت نتاجا بشريا واحدا شعاره أب واحد وأخوة متحابين.
وقبل أن يختتم راعى الكنيسة القس بيتر هذا المحفل المقدس دعى الجميع إلى التقدم للأمام لتناول قطعة خبز من ثلاثه فطائر مقدمة من كل بيت يقيم عبادته لله الواحد: فجاءت فطائر من مسجد الهدى، وأخرى من كنيسة أمير السلام، والثالثة كانت على شكل ديك رومى مقدمة من المعبد اليهودى.
وبعدما انفضت مائدة الشكر فى عيد الشكر، عدت إلى منزلى أتحسر على ما آلت إليه بقعة أخرى من بقاع ذات الأرض التى خلقها الله الواحد، بلاد العرب الذين يتحدثون بلسان واحد، لكنهم لم يستطيعوا أن يتعايشوا فى جسد واحد.
كورال كنيسة أمير السلام، والمعبد اليهودى معا، فى احتفال مشترك فى عيد الشكر، الأربعاء 26 نوفمبر