بقلم : نادر محمد
تحتفل الكنيسة القبطية فى الثانى والعشرين من شهر هاتور طبقاً لتقويم الشهداء (القبطى ) بعيد إستشهاد القديس قزمان ودميان وأخوتهما وأمهموهوالموافقالأولمنديسمبرلهذاالعام ٢٠١٤.
ولد الأخوان التؤأمان قزمان ( معنى أسمه المبجل ) ودميان (معنى أسمه الوديع ) فى سوريا فى القرن الثالث الميلادى، وكانا يعالجا المرضى مجاناً فى مقابل كسبهم للإيمان المسيحى، لذلك سميا بالقديسين اللذين بلا فضة. وقد مارسا مهنة الطب فى مدينة إيجيا بمنطقة كيلاكيا ( مدينة يومورطاليك بتركيا حالياً على الحدود السورية) حيث نالا تاج الشهادة فى تلك المدينة والتى أصبحت فيما بعد مكان للحج المسيحى حيث يلقى هذان القديسان التبجيل والإحترام فى كنائس القدس ومصر وبلاد الرافدين وقيما بعد فى باقى العالم المسيحى.
قصة إستشهاد القديسين
سجلت قصة إستشهادهما بعدة لغات وهىالسريانية واليونانية واللاتينية والعربية وأقدم الروايات التى تتحدث عن إستشهادهما هى تلك التى رواها القديس السريانى رابولا (المتنيح سنة 436 م ) أسقف مدينة الرها بتركيا حالياً على الحدود مع سوريا.
وتتلخص قصة إستشهادهما بقيام ليسياس حاكم منطقة ديرما بشمال الجزيرة العربية بالقبض عليهما وإتهامه لهما بممارسة السحر والتبشير وأمرهما بالتبخير للألهه الوثنية فرفضا، فقام بجلدهما بكرباج من ذيول الثيران وقيدهما بالسلاسل وألقاهما فى النهر، إلا أنه طبقاً للرواية المسيحية قد نزل إليهما الملائكة وفكوا قديهما ووضعاهما على حافة النهر وقاموا بشفائهم من أثار التعذيب. فإستشاط الحاكم ليسياس غضباً وقام بربطهما على أعمدة وحاول حرقهما
أحياء. إلا أنه لم يصبهما سوء. لذلك أمر برجميهما وإطلاق السهام عليهما. إلا أن الأحجار والسهام لم تصيبهما وكانت ترتد للرماه.يذكرالتقليدالقبطىأن للقديسين ثلاثة أخوة وهما نسيموسولاونديوسوابرابيوسوكانوارهبانأنأمهمثاؤذوتيوالتىكانتتعز ىأولادها وتصبرهم أثناء التعذيب جعل ذلك الملك ينتهرها فوبخته علي قساوته وعلي عبادة الأوثان.
فأمربقطع رأسها ونالت إكليلا لشهادة، وظل جسدها مطر وحالم يجسر أحد إنيدفنه ،فصرخ القديس قزمان فيالحاضر ينقائلا "ياأهل المدينة أليس فيكم أحد ذو رحمة فيستر جسد هذه العجوز الأرملة ويدفنها؟".
عند ذلك تقدم بقطر بنرومانوس وأخذه وكفنه ثم دفنه.
ولماعلم الملك بمافعله بقطر أمر بنفيه إلى ديار مصر وهناك نال إكليل الشهادة.
وبعد كل هذة المحاولات الفاشلة أمر الحاكم ليسياس بقطع رأسيهما ونالا تاج الشهادة.
•أقدم تصوير للقديسين قزمان ودميان وهو عبارة عن موزاييك أمر بإنشاؤه المطران بروكلوس القسطنطينى ( توفى 447 م ) هذا التصوير موجود بقبة كنيسة هاجيوس جيورجيوس بمدينة تسالونيكى باليونان ويعود تاريخ إنشاء تلك الكنيسة للقرن الخامس الميلادى. هذا الموزاييك والموجود بقبة الكنيسة عبارة عن جدارية ذات خلفية ذهبية مقسمة الى ثلاثة مناطق تحتوى على رسوم لخمسة عشر قديساً بملابس فضفاضة من بينهم القديسين قزمان ودميان .
•كما قام الإمبراطور جوستنيان فى القرن السادس الميلادى بعد شفاؤه بشفاعة هذين القديسين بترميم مدينة كيروس ( النبى حورى بسوريا حالياً ) وتكريسها للقديسين ولكنة أخذ رفات القديسين من تلك المدينة وأحضرها الى عاصمته القسطنطينية. مما يذكر أن مدينة النبى حورى كانت مشهورة كمزار للقديسين منذ سنة 432 م . كما ذكر ثيودوريد ( تنيح سنة 460 م ) أسقف مدينة كيروس ( النبى جورى ).
•قام البابا سيماخوس بابا روما ( 498 – 514 م ) ببناء هيكل صغير على أسم القديسين فى كنيسة سانتا ماريا ماجورى فى روما. وأيضاً قام البابا فيلكس الرابع بابا روما المتوفى 530 م بتحويل مكتبة السلام فى روما الى كنيسة على أسم القديسين.
تصوير القديسين فى الفن المسيحى:
يصور القديسان بملابس ثقيلة مرتديين غطاء رأس خاص بالأطباء ( شابرون chaperon) ويمسكان أدوات الجراحة أو مدق طحن الاعشاب الخاص بالصيادله أو يحملان صندوق صغير للدهانات الطبية
( مراهم )
رفات القديسين :
رفات هذين القديسين موزعه بين الكثبر من الكنائس والكاتدرائيات حول العالم. وعلى سبيل المثال مدينة بريمن- مدريد – بامبرج ( المانيا) – روما – ميونيخ
. إلا أنه مشكوك فى صحة تلك الرفات الموزعه على تلك الكاتدرائيات بسبب إنتشار تجارة الرفات فى العصور الوسطى بأوروبا. مما دفع رجال الكنيسة الكاثوليكية إختلاق قصص لزوجين أخران من القديسين يحملان أسم قزمان ودميان أيضاً. وتدور أحداث قصة أحد هذين الزوجين فى روما والزوجين الاخرين فى القسطنطينية. على خلاف القصة الحقيقية للقديسين الأصليين والتى دارت فى منطقة كيلاكيا بتركيا حالياً.
•يكرس للقديسين العديد من الكنائس حول العالم ففى ألمانيا يوجد 39 كنيسة بأسم القديسين قزمان ودميان. إحداهما قبطية مفتتحة حديثاً . وفى إيطاليا 8 كنائس وفى إنجلترا 5، وكرواتيا 5، وبولندا 3 ، وفى فرنسا 2 ، وفى صربيا 2، وفى التشيك 2، وواحده فى مصر بمنطقة منيل شيحه ، واحده فى بلغاريا، وواحده فى مقدونيا، وكنيسة فى النمسا ، وأيضاً واحدة فى البرتغال وروسيا وسويسرا وسلوفاكيا .
•ومما هو جدير بالذكر أيضاً أن تاج الإمبراطور المجرى فى القرن الحادى عشر كان يحمل صورة القديسين.
•القديسان قزمان ودميان شفيعى العديد من المدن حول العالم على سبيل المثال مدينة إسن بألمانيا، ومدينة فلورنسا فى إيطاليا. كما أن هذين القديسين شفيعى الأطباء والجراحين والصيادلة ( بلجيكا) وأساتذة الطب ( باريس ) وأيضا شفعاء المرضى والأطفال ( البرازيل ) . وتطلب شفاعة القديسين عند الكاثوليك من البحارة وعند إنتشار الطاعون تطلب شفاعتهم مع القديسين رخوس وسباستيان. كما تطلب شفاعتهم فى حالة مرض الخيول، فمن قصص معجزاتهم معجزات شفاء للإنسان والحيوان. فعلى سبيل المثال يذكر أنة قام القديسان بعلاج فلاح قد لدغة ثعبان فى فمة وهو نائم. وأيضاً معجزة شفاء جمل قد أصيب خفة بجراح عميقة .
• ومن الطريف أن الفلاحين الألمان لهم قواعد للمناخ مثل التى عند الاقباط مع تقويمهم المستخدم فى الزراعه حتى اليوم فيذكر فى يوم 26 سبتمبر من كل عام فى تقويم الفلاحين الألمان بأنه فى يوم إستشهاد القديسين تبدأ أوراق الشجر بالإصفرار. وفى ذاكره الألمان فى العصر الحديث الربط بين عيد القديسين وبين حدوث فيضان مرتين فى نفس يوم عيد إستشهادهم ويسمى الفيضان الاول بفيضان دميان الاول 27 سبتمبر 1477 وقد أصاب هذا الفيضان شواطىء المانيا وهولندا وبلجيكا. أم الفيضان الثانى فكان فى يوم 26 سبتمبر 1509 وأصاب ألمانيا وهولندا بشدة. وبسبب هذين الفيضانين قاما الألمان ببناء العديد من الكنائس والكاتدرائيات على أسم القديسين تشفعاً بهم ضد الفيضانات.
•كما يذكر القديسان قزمان ودميان فى القداس الكاثوليكى منذ القرن السادس الميلادى
•وعيد أستشهاد القديسين بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية يوم 26 سبتمبر، وبالنسبة للكنيسة القبطية هو 22 هاتور.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع