الأقباط متحدون - حكمت محكمة ضميري!
أخر تحديث ١٣:٣٢ | الثلاثاء ٢ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٣هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حكمت محكمة ضميري!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أيمن الجوهرى
بأن ماوصلنا اليه اليوم من واقع حال ملطخ بالسخافة لهو حصاد عادل وثمار عفنة لما زرعناه نحن من أشجار (( السخف )) فى أجباراً أمام مراءة لتعكس حقيقة تشوهات أنفسنا وحال واقعنا لعلنا نتعظ ماضينا .. فالحكم على مبارك قد نختلف حوله وبكل تأكيد أختلفنا حوله .. ولكنه أيضا وضعنا ونعى .. !!

نعم مبارك برىء جنائياً ولكنها براءة بطعم الأدانه سياسياً وبمرارة الحسرة على سواد حالنا فعلياً .. ولكن العدل لا يقام بالمشاعر ولا بالشبهات ولا يتصالح مع بربرية تصفية الحسابات وشره الأنتقام الدموى وأنما يستوى بالأدلة واليقين أكرر اليقين وشرعيته مستمدة من فرض القصاص العادل حصرياً .. وقانونه الأبدى لاتز وازرة وزر أخرى .. !!

فحكمت محمكة ضميرى .. أن مبارك كان رئيس ولكن بدرجة فاسد وموظف رئاسى على قدر محدودية أبداعه وطامع سلطه شنق بعض ايجابيات تاريخة بنفسه .. و لكن كان أيضا هناك شعب صمت وجبن وخنع وأنتفع وتمتع من أفساده .. و أستسهل وأستسلم لتجمد حاضرة وتلوث ثقافته وتصغير تاريخه .. وفضل وأختار طوال سنوات حكمة أن يلعن الفساد والتخلف أناء العلن ويشارك فيه ويتعايش عليه ويتصالح معه ويسترزق منه بممارسته له أناء نوبات التواكل والأزدواجية .. ومازال.. !!

حكمت محكمة ضميرى .. أن مبارك قد لم يتلبس جنائيا بسرقة أموال ولكنه حتما قد تلبس تاريخياً بسرق سنوات من أعمارنا ومتلبس حضورياً بسرقة أحلام وطن .. و نحن واقعياً قايضنا بخنوعنا وأنهزاميتنا وبتمرد الغوغائية والأنفلات والأنحطاط السلوكى والأنغلاق الفكرى فينا .. !!

حكمت محكمة ضميرى .. أن مبارك هو عراف أعراب مصر وشعبها بين قوسين ليسجنهما بهما طمعاً فى أستبداد وأستمرار حكمة هو ونظامة الحزبى .. القوس الأول هو تسمين تيار الأسلام السياسى فى مزراع .. (( الفضائيات الخلفية والموائمات البرلمانية )) ليتغذوا حصرياً على عقولنا كوجبات يومية ليتفحلوا فكرياً علينا ويقولبوا لنا حياتنا وينهشوا من حريتنا أن وعينا .. والقوس الثانى هو أخصاء عنقودى متعمد لمشاركتنا السياسية وتصحير قاحل لأى أبدعات فكرية وتأخر علمى ومعرفى وأدراى وأقتصادى سحيق عن العالمين .. فكانت هناك أما الليبرالية المباركية ذات الحريات المشروطة ببقاءة المطلق سياسياً أو الديموقراطية المتأسلمة ذات قواعد لعبة للأعتلاء للمرة الواحدة .. !!

حكمت محكمة ضميرى .. أن ثورة يناير نعم كانت (( ثورة )) وكانت أقوى مافيها أنها بلا رأس ولكن أبشع مافيها أن الجميع ممن أشعلوها وشاركوا فيها قد طمعوا فى أغتصاب الجسد كالأسترزاق منها نخباوياً .. وأستثمار والأنتفاع بالأنفلات شعباوياً و الأدانة أختراقاً وتأمرياً .. !!

حكمت محكمة ضميرى .. أن مبارك قد يكون لم يعطى أوامر بقتل المتظاهرين و لكننا أيضا كشعب لم نرضى والمفروض لنا أن لانرتضى بسيناريوهات مفخخة بتوقيت معلوم ومحدد لأختراق الحدود وحرق الأقسام وتهريب المساجين والعدائية الأبدية للشرطة .. و .. و .. ولم نكن نعلم أن هناك من كان يصرخ جهاراً بحتمية تطهير البلاد برحيل النظام وهذا حق .. ولكنه كان مبعوث الرعايا الأنتفاعية و النوايا التمكينية فى الغرف المغلقة وحامى الأهداف الهادمة ليعلتى هو بالوارثة .. و أخريين لم نكن نعلمهم أخذوا فى تقسيم مغانمهم ثورياً والسمسرة نخبوياً فى أختطاف وطن ومصير شعب .. !!

حكمت محكمة ضميرى .. بنعم كان هناك ضحايا وأبرياء تم قتلهم بدم بارد وحق علينا جميعنا أن نبحث عن حقوقهم فى القصاص العادل ولكن أيضا كان من هم قابضى للثمن وتمت مقايضتهم لدفعهم دفعاً لهذا المصير .. !!

أخلعوا عنكم منظار الأبيض والأسود وأرتدوا مناظير النسبية .. ودعونى أسئل .. (((( ما منعنا )))) .. هل مبارك هو من أختار لنا أن نستبدل صياغة دستور على أرضية قانونية عادلة بدون ثغرات .. ببعض الترقيعات للدستور القديم ولاسيما بعدما رحل عنا .. هل هو من نصب لنا فخ أستفاء مارس 2011 وقسمنا الى أهل الجنة وحطب النار ونحن أنزلقنا .. وهل هو من فض بكارة وحدتنا وفرق جمعنا وشتت أهدافنا التى ظلت على طهارتها طوال ال 18 يوماً حتى يوم الرحيل .. هل هو من أعمى بصيرتنا السياسية فى أولويات الثورة لنهتم بتغير بعض الوجوه من هنا وهناك ومسح بعض المسميات مع الأبقاء على نفس الأليات والسياسات الروتنية العتيقة .. !!

هل هو من أعلن القوانين الأنفلاتيه والأنحطاط السلوكى والتناحر السياسى لتسود علينا خلال شهور مابعد الثورة .. هل هو من طمع بالتمكين بوطن وشعب و مفاصل دولة .. هل هو من شتت أهداف الثورة فى جمعات قندهار وأخرى شرعية وأخرى لبعث ذكرى الأسلامبولى وتلك مدنية وكذا وكذا .. هل هو الذى أختار نواب برلمان عمليات التجميل وتكفير الأنجليزية وتناسوا أولويات التشريع والأسراع بلم الشمل للمضى على خطى المشاركة فى البناء والأصلاح والتعديل .. !!

والسؤال الأهم بعدما تأخذ تلك (( المحكمة )) نصيبها من جلسات النميمة المجتمعية والسياسية والأستغلالية الثورية .. هل ستعمل على أفاقتنا بوقفة حوار حيادية هادئة مع أنفسنا ومع بعضنا .. أم ستلتهمها آفة النسيان كعادتنا بعدما تنهب جزء ثمين من أوقاتنا ثم ما نلبس أن نودعها بأنشغالنا بحدث أخر مغاير ينسينا ما قبلة ويساهم مجددا فى المذيد والمذيد من أضاعة وقتنا فنعيد جدولة تراكم أزماتنا وكأننا فى النهاية نقر ونعترف بأننا نبدع ونتفنن فقط فى كيفية أضاعة أوقاتنا هباءاً وأشغال هلامى لفراغنا وهدر فرص ثمينة من حياتنا وهتك عرض سنوات وسنوات مجدداُ من أعمارنا بدون أدنى أستفادة وبدون أدنى وعى بحتمية النضوج والنهوض من مرحلة " مراهقتنا الثورية " .. التى أظنها تملكت من البعض منا .. !!

لابد من الأعتراف ... أبى من أبى وشاء من شاء ... أننا قد فشلنا وأخفقنا وقصرنا وعجزنا وبأمتياز فى حق أنفسنا وحق هذا الوطن الذى رفع قامتة الأجداد و أنُعم علية كثيراً رب الأرباب .. سبحانة .. ثم أهُدر سمعتة وكرامتة وهدد بقائة الأحفاد .. فكيف نقدر على تلك المواجهة .. ومن قبلها كيف لنا أن نواجه رب العالمين بها .. !!

فمصر سنة بعد سنة .. كانت تنهار أمام أنتفاعيتنا وخنوعنا فى سحيق من الأنغلاق الفكرى والمسخ الأقتصادى والتصحير الثقافى والأخصاء السياسى .. وحفلات ماجون أغتصاب الهوية المصرية .. وكان الجميع يصفق ويلهو ويلعب وينتفع ولا حياة لمن كان يعقل ويحذر ويصرخ .. فكانت ثورة يناير لكسر القيود السياسية و تحرير الأرادة والمتمم والمصحح لها كانت (( ثورة 30/06 )) .. لا (( أنفصام ولا أنفصال )) بينهما وقضيا كلاهما على النظام السابق بكلتا دفيتة الحاكم بأمرة ومن كان يلعب معه دور المعارضة .. بل وأدخلهما معاً الى سجن (( التاريخ )) ..

وطهرا الشعب من سقطاته .. وشكلا معا تحت حماية المؤسسة العسكرية التى ظلت ومازالت صامدة وتضحيات جهاز الشرطة الذى كفر بها عن غالب مظالمه .. كنوبة أيقاظ وأخذت تضرب أجراس الوطنية وتنفخ فى أبواق أوليات العمل و ترسل للشعب نفير عام لحماية الوطن وتعلن عن فرصة ثمينه للحمة الوطنية و تمهد لشروق شمس التقدم والبناء والتعمير .. فهل نستجب .. ؟؟!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع