الأقباط متحدون - عاش لبنان عاش
أخر تحديث ٠٤:٠٤ | الثلاثاء ٢ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٣هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عاش لبنان عاش

عاش لبنان عاش
عاش لبنان عاش

 بلد يودّع فنانيه بالطريقة التى ودعت بها صباح. هو بلد الخلود والأمجاد.

 
ما الشىء الذى يمكن أن يدفع للكتابة فى هذا الفجر أكثر من فجر صباح وهى تجول زوايا لبنان، وتُزف على أيادى أهله وصولا لمسقط رأسها.
 
ما الحافز على الحياة فى هذه المنطقة، التى نفتش بها عن حوافز، غير مشهد الجيش اللبنانى وأكثر من ستين عازفا يعزف للصبوحة مقطوعات من أحلى أغانيها.
 
لبنان تفوّق على الجميع. تجاوز الإرهاب. لم يطأطئ له الرأس، لم يحسب له الحساب.
 
الرجعية؟ ما الرجعية ونعش العروس يتراقص على نغم زغاريد النساء وموسيقى الوطن طوال اليوم حتى الليل.
 
التخلف.. التشدد.. الاستعباد.. كلها بالأمس كانت غريبة.
 
وكان لبنان حرًّا أبيًّا.
 
وكنت مذهولة. لأنى اعتقدت أن لبنان لم يعد موجوداً.
 
وأن الغزاة احتلوه من الشمال ومن الداخل ومن كل الأطراف.
 
وأن نسخة مهترئة من كانتونات التخلف فى صدد الإعلان عن مولد جديد.
 
وأن الإرهاب أنهك اللبنانى. وأنهك جيشه المشغول. ولا وقت يضيعه فى البكاء والغناء.
 
احكِ فى لبنان، دندن الشعر فى الشارع، ابحث عن أى كتاب، ارقص على أى لحن وعش حياة الثقافة.. لن تستنكر عليك الحياة ما تفعله.
 
اللبنانيون أمس وقّعوا على أهم بيان فى تاريخ لبنان: سنبقى.
 
والأرض لن تشيخ.
 
حين يقطعون خيوط التقدم فى المنطقة العربية ومراكز الفكر والثقافة. حين يركزون على مصر ولبنان. حين يوهموننا أن البلدين مصابان.. وأن البلدين مسجلان أسرى حرب.
 
حين يعلنون أن الإرهاب أشعل أماكن السلام والحرية وحوّل البلدين لمسرحين للأحداث.
 
وحين تموت كل الأحلام.
 
يزأر الفن.
 
ينزل من خشبة المسرح، يخرج من ورقة الكاتب ومن أبيات الشاعر، يترك الاستديوهات ويؤجل كل الأعمال.
 
ينزل الفن للشارع ليتظاهر قائلا: إن البلد لسه بخير.
 
ويقام القداس فى بيروت والقاهرة.
 
الفن ليس كبقية أشياء الكون. فالموت فى عالم الفن يعنى البعث من جديد. والنهاية فى عالم الفن لا تأتى أبداً.
 
بالأمس..
 
سعيد عقل أعلن عن دواوين جديدة للشعر. صباح وقّعت للتو على أسطوانات خالدة.
 
هذا سلاح البلدان الحضارية فى وجه أى إرهاب وأى استعباد وأى ساسة خونة وأى فساد وأى انتهاك وحشى للآدمية والحرية.
 
مخطئون الذين اعتقدوا أن لبنان كان راقدا داخل النعش. بداخله كان أكبر علامة على حياة لبنان.
 
زرت لبنان كثيرا وعشت شهورا طويلة فيه. ولم أعرف باطنه غير الأمس.
 
كنا نتلفت حولنا ونقول أين نذهب. لقد قتلوا العراق وسوريا وحاولوا قتل مصر وخنقوا لبنان. مات لبنان.
 
وجاء موت الشحرورة لنصدح جميعنا:
 
عاش لبنان.
 
عاد لبنان.
 
وتعلى وتتعمر يا دار.
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع