الأقباط متحدون - درس البابا فرانسيس
أخر تحديث ٠٨:٢٩ | الخميس ٤ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٥هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

درس البابا فرانسيس

 أسامة سلامة
أسامة سلامة

لم يتوقع أحد فى العالم أن يصلى بابا الفاتيكان فى أحد المساجد، ولكن البابا فرانسيس فعلها خلال زيارته إلى تركيا منذ أيام، قال البابا للصحفيين: "عندما شرح لى مفتى تركيا الآية المنقوشة على المحراب والمتعلقة بالعذراء، شعرت بالحاجة إلى الصلاة"، وكان الصحفيون قد لاحظوا أن البابا وقف عدة دقائق صامتًا، وأغمض عينيه داخل المسجد الأزرق فى اسطنبول.

الدهشة من تصرف البابا فرانسيس جاءت بسبب المقارنة مع سلفه بابا الفاتيكان السابق بندكت السادس عشر، والذى زار نفس المسجد منذ 8 أعوام، ووقف أيضًا صامتًا ومغمضًا عينيه، ولكن المتحدث الرسمى باسم الفاتيكان صرح وقتها بأن البابا لم يصل وإنما كان فى تأمل صامت، وأشار إلى أنه لا يمكن لحبر أعظم أن يتلو صلاة مسيحية داخل مسجد بل يتأمل بصمت.

التباين بين الموقفين كبير، فالبابا الحالى لم يجد حرجًا فى الصلاة داخل المسجد، بينما وجدها البابا السابق عيبًا يجب نفيه، الفرق بين البابا فرانسيس والبابا بندكت كبير، فالأخير كان سببًا فى توقف الحوار الإسلامى المسيحى، بعد أن قام الأزهر بوقف اللقاءات مع الفاتيكان بسبب هجوم البابا السابق على الإسلام خلال توليه موقعه، حيث استشهد أثناء إلقائه محاضرة داخل إحدى جامعات ألمانيا بحوار جرى فى أنقرة عام 1391 بين الإمبراطور البيزنطى مانويل الثانى ومثقف فارسى عن الإسلام والمسيحية، وجاء فيه: "قل لى ما هو الشئ الجديد الذى أتى به محمد، لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل دعوته لنشر العقيدة التى بشر بها بالسيف"، لكن البابا الحالى اتخذ موقفًا مخالفًا، ومد جسور المحبة لكل الطوائف المسيحية وللمسلمين أيضًا.

مؤخرًا وخلال زيارته لتركيا، دعا البابا فرانسيس قادة العالم الإسلامى إلى نبذ العنف، مشجعًا على إصدار بيان يدين الإرهاب، وقال: "الكثير من المسلمين يشعرون بالمهانة، ويقولون نحن لسنا هكذا، فالقرآن هو كتاب سلام، وهذا الإرهاب ليس الإسلام، وأنا أفهم ذلك"، فمواقف البابا فرانسيس المدهشة كثيرة، ومن ينسى قيامه بغسل قدمى فتاة مسلمة فى أحد السجون الإيطالية، ضمن طقس الاحتفال بعيد الفصح، فى إشارة أنه يقدم خدماته للجميع، تاركًا الحساب على الإيمان بالعقيدة لله.

لماذا أكتب الآن كل هذا عن البابا فرانسيس؟، لأننى أتمنى أن يصبح قدوتنا فى مصر، وأن نسير على نهجه فى المحبة والتسامح والتسامى عن الخلافات، هذا الرجل قرر أن يعمل من أجل المستقبل ومن أجل أن يحل السلام فى ربوع العالم، فهل نفعل مثله وننظر إلى المستقبل بدلًا من التمسك الماضى، نعم يجب محاكمة كل من اقترف جرمًا فى حق البلد والشعب، ولكن أيضًا علينا أن نعرف كيف نبنى ديمقراطية صحيحة؟، وأن نعمل من أجل تحقيق مطالب الثورة، "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية"، والتى ما زلنا نبحث عنها منذ يناير 2011، ولم نجدها حتى الآن.

نقلا عن مبتدا


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع