بقلم : د. نجم عبدالكريم | السبت ٦ ديسمبر ٢٠١٤ -
٥٨:
٠٣ م +02:00 EET
د. نجم عبدالكريم
ما هكذا يتم الحوار فى أكثر القضايا الكونية تعقيداً؟.. فالمسألة أكبر وأعمق بكثير من الإثارة الإعلامية التى تُحدثها استضافة شاب (ملحد) وفقير للفكر والمفردة، ثم يتشبه براسل وفولتير وغيرهما من عتاة الملحدين فى العالم!!.. ويقابله شيخ معمم أكثر منه فقراً وجهلاً، ليتسربلا معاً برحلة حوار أعقم من العقم!!.. أمام ملايين الناس!!.. ثم توضع كمية من البهارات بالاتصالات الهاتفية المتشنجة لإتمام الطبخة الدسمة بكل أنواع التسمم الذى يزهق روح التفكير العلمى، والمنطقى القائم على أسس، لا يمكن لضيفيك- بجهلهما الذى شهدناه- أن يقتربا منه!!..
فمسألة الإيمان والإلحاد لا يجوز أن تُطرح بمثل هذه السذاجة التى نشهدها على الساحة الإعلامية.. مثلما فعلت ريهام سعيد يوم استضافت من تدَّعى أنها ملحدة، وترفض الاعتراف بالأديان والكتب السماوية والأنبياء.. وبعد ذلك تقوم ريهام سعيد- بطريقة مسرحية سخيفة- بطرد ضيفتها من الاستديو!!.. لتبدو وكأنها هى الأكثر إيماناً منها!!.. وأنها تحافظ على الدين بهذه الطريقة الفجة!!..
وقصص الانتقال من الإيمان إلى الإلحاد ليست جديدة تاريخياً.. وكذلك هو الانتقال من اللاإيمان إلى الإيمان، الذى يتم بالطريقة الساذجة، كما فعلت بعض الفنانات ممن شعرن بوخز الضمير بسبب المنزلقات التى تعرضن لها نتيجة لطبيعة العمل الفنى الذى انخرطن فيه، فأخذن بارتداء أقمطةٍ تخفى أجسادهن، ظنّاً منهن أن التنقب والاختفاء من الحياة العامة هو الطريق إلى الإيمان!!.. هذا عبث وسذاجة قد يراها البعض من ظواهر الإيمان، لكنها لا تمت للإيمان الصحيح والقائم على أسس بصلة، بسبب أن معمماً وجّه نصيحة لهذه الفنانة أو تلك، فاعتزلن الحياة العامة!!..
ثم إن العمامة ليست سوى متر من القماش الأبيض أو الأسود، لكنها غير قادرة على تغيير ما تحتها من رؤوس مرتديها لكى يفهموا حقيقة معنى هذا الكون، والاقتراب من حقيقة خالق هذا الكون!!.. فهم يعتاشون على ترديد نفس الكلام منذ قرون، ويفسرون كلامهم بما لا يقبله العقل من (خزعبلات)، نرى آثارها رأى العين فيما يجرى بأوطاننا من دمار يومى يكاد أن يدمر المنطقة بأسرها!!..
أختم فأقول: إن الدكتور مصطفى محمود لم ينتقل من الإلحاد إلى الإيمان، لأنه انتصح بنصائح المشايخ والمعممين، وإنما توصل إلى إيمانه بالعلم الذى ينكره المعممون!!..
أكرر أن الحديث فى مسألة الإيمان والإلحاد لا يتم بهذه السذاجة التى يطرحها الإعلام.
وللحديث بقية..
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع