الأقباط متحدون - خان الخليلى بين الماضى والحاضر
أخر تحديث ٠٠:٣٣ | السبت ٦ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٧هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خان الخليلى بين الماضى والحاضر

بقلم - د.ماجد عزت إسرائيل
 
 تقع منطقة خان الخليلى بالقرب فى حى الأزهـــر بمدينة القاهرة الفاطمية،ما بين الجامع الأزهر، وحتى شارع المعز لدين الله الفاطمى الذى يضم بين جنابته العديد من الآثار الإسلامية لدرجة أن بعض الكتاب والمــــؤرخين أطلقوا عليه متحف الفــــن الإسلامى المفــتوح والتى من اشهرها باب النصروالفتوح،وتوجد بعض الآثار القبطية ومنها كنيسة السيدة العـــذراء المغــيثة، بحارة الروم المتفرعة من ذات الشارع، والتى تم تشيدها فى الــــقرن الخامس المــــيلادى،وقام بتجديدها و ترميمها المعلم "إبراهيم الجوهرى" أواخر القرن الثامن عشر.

وترجع تسمية و شهرة منطقة خان الخيلى إلى "جركس الخليلى" أحد كبار تجار  الأمراء المماليك ،والتى تنحدر جذوره إلى مدينة الخليل بدولة فلسطين،وذاعـــتت شهرته بين التجـــارة فى  عصر سلاطين دولة المماليك البحرية السلطان "برقوق" (784-923هـ/1382-1517م)، و يعد شارع خان الخليلي وسوقه جــــزءا لا يتجزأ من وجــــدان المصريين،

ومركـــــزاً مهماً من مراكز التسوّق للسياح العرب والأجانب القادمين إلى مصرطــــوال العام وهناك عـــــوامل متعددة تسهم فى ازدهاره منها زيادة عدد الوافدين إليه،كما أنه منطقة سياحية ويتــــــميز بتنوع منتجات السوق ، التى تعتمد فى المقام الأول على مهارة الحرف اليدوية والتى شكلت طــوائف مهنة لكل حرفة ــ  واستخدمت كلمة طائفة ـ اشتقـــاقاً من معناها اللـــغوى للدلالة على جماعة تمارس مهنة مشتركة، واختلف مسماها فى مصر والشــام إبان العصر المملوكى فأطلق عليها لفظ "الجماعة" فى حين أطلق على ذويهــــا فى العصر العثمــــانى لقب " أرباب الحرف، وقد شكلوا ما يشبه الطائـــــفة من

حيث خضـــــوع أصحاب المهنة الواحــــدة لسلطة أحد المشايخ، وارتباطهم معاً بما يعود بالنفع عليهم فى تحصيل أرزاقهم وحفظ كيانهم، وأبداع الحرفى جزء من تسويق المنتج،بالإضافة للمنتجات المستوردة من الخارج،ونذكر على سبيل المثال  صناعة السجاد والسبحــــات والكريستال وصناعة الحلي الذهـــــبية والـــفضية والتمــــتائم الفرعونية، والمشغـولات النحاسية والفضية والخشبية،وصناعة الشمـوع والبخـور المحلى والإقليمى.

 كما أن  خان الخليلى ترجع بداية نشأته الأولى لعصر الفاطمين،وأقيم على أنقاض مقابرهم والتى كان من اشهرها" مقبرة أو تربة الزعفران"،والتى كنت تشهد سنويا خاصة فترة المواسم والإعياد كثاف مرتفعة للزائرين ،ومن هنا نشأت الحــــوانيت "المحلات التجــــارية" والأسبلة والكتاتيب والحمامات،والوكلات التجارية ، لتقـــديم الخدمات للزائرين والمــــقيمين بالمنطــــقة وتوابعها،وتطور نظمها زمن المماليك، وعصر محمد على باشا(1805-1848م)،وفى أواخــر القرن العشرين زادت شهرته العالمية بعد تدخل منظمة اليونسكو لتطوير المنطقة ذاتها وشارع المعز لدين الله الفاطمى.

 وزاد من شهرة المنطقة فى العصر الحديث والمعاصر وجود مقهى "الفشاوى"والتى يرجع تسميتها و شهرتها إلى رجل يدعى " الفيشـــــــاوى" منذ أواخر الـــقرن الثامن عشر،حيث كان يقدم القهـــوة للزائرين مجـاناً، وبعد بفترة زمنية نشــــأة المقهى الذى يرجع تاريخه لنحو أكــثر من قــرن،والآن يعد من اشهر المعـــالم الآثرية بخان الخليلى،وزاد أيضا من شهرتها كـــتابات الروائى العـــالمى "نجيب محــــــفوظ"،وبعض المسلات الـدرامية لآخرين من الكتاب ، لدرجة أنها وضعت ضمن برنامج السـائح العربى والأجنبى.   


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter