الأقباط متحدون - مصر عصيّة
أخر تحديث ١٥:١٥ | الاثنين ٨ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٩هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصر عصيّة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

المصريون «كتلة واحدة»، ولهذا السبب لن تسقط مصر أبداً، لأنها عصيّة على التكسير أو التفكيك. قد نختلف ولكن لا ننقسم، لأن هناك مساحة مشتركة بين المصريين، وهى حب مصر.. هكذا قال لنا السيسى خلال اجتماع الثلاثاء الماضى الذى خصَّ به الإعلاميين الشباب.

«تدبروا الكلمة»: على وسائل الإعلام دور مهم وحيوى فى المرحلة الحالية، خاصة قنوات التليفزيون ومحطات الإذاعة التى يشاهدها ويستمع لها الكثير من مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية، الذين قد يتأثرون ويتفاعلون مع كل ما تتناوله سواء بالإيجاب أو بالسلب. التدبر فى الكلمة لا يعنى مطلقاً ممارسة أى نوع من أنواع الرقابة على ما يقدم فى وسائل الإعلام، ولكن يوضح حجم المسؤولية والعبء الذى يقع على كل إعلامى. وبنظرة على مجتمعات سبقتنا فى التطور مثل ماليزيا والهند وروسيا، ومجتمعات أكثر تطوراً مثل فرنسا، وألمانيا، أو كندا، نجد أن تنظيم الإعلام عامل مشترك بينهم من أجل التوجيه والإرشاد، وليس من أجل التدخل أو الرقابة. فالإعلام لا يقدم برامج كلامية، أو غنائية أو راقصة فقط، ولكنه شريك فى عملية التعليم والثقافة والتنمية.

تأتى المواثيق الدولية مساندة لذلك، فعلى سبيل المثال، المادة ١٠ من الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان تحتوى على قائمة من القيود، ولكنها تتضمن كل ما تدعو إليه الضرورة فى المجتمعات الديمقراطية، فهى تنص على أن ممارسة حرية التعبير قد تخضع «لشروط وقيود وعقوبات حسب تبرير هذه القيود على النحو التالى: لمصلحة الأمن القومى أو سلامة أراضى البلاد أو الأمن العام، لاتخاذ التدابير الوقائية من حالات الفوضى أو الجرائم، ولحماية الصحة أو الأخلاقيات، لحماية سمعة الغير وحقوقه، لاتخاذ التدابير الوقائية من إفشاء المعلومات التى لا يجوز الإفضاء بها إلى الآخرين، للحفاظ على نفوذ الهيئات القضائية وضمان حيادها».

استطرد الرئيس فى شأن وسائل الإعلام ودورها فى رفع درجة وعى المواطنين وقدرتها على تقديم قراءة أفضل للأحداث التى تدور حولنا. فكل من يتلفظ بكلمة على شاشات التليفزيون ومحطات الإذاعة يجب أن يتحسب لأثرها وما يترتب عليها، فالكلمة تصل إلى ما يقرب من ١٠٠ مليون مواطن مصرى، فبدلاً من أن تكون «١٠٠ مليون صدقة، تتحول إلى ١٠٠ مليون سيئة».

يؤمن الرئيس بوعى المصريين ويراهن عليه، وضرب مثالاً بعدم استجابة المصريين لدعوات ٢٨ نوفمبر التى كانت تهدف لنشر الفتنة والفرقة بين الشعب، وذكر ردود أفعالهم تجاه بعض القرارات التى اتخذتها الحكومة فى مسألة الدعم، وبالأخص ذكر رد فعل المصريين بعد إلغاء الشريحة الأولى من الدعم، حيث لم تستطع أى حكومة من حكومات النظم السابقة على اتخاذ هذا القرار، ولكنه أرجعه لوعى المصريين وتفهمهم ما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية حرجة، لذلك استجابوا للقرار.

«تزييف العقول»: يعلم الرئيس جيداً أن هناك محتوى إعلامياً يقدم لقلب الحقائق وتغييب الوعى.. ويعلم بانتهاك كثير من المعايير المهنية لخدمة مصالح شخصية، ولكن لن يدفعه ذلك لمنع أو لوقف أى إعلامى أو برنامج حتى لا تمس حرية الإعلام. وأكد أن تلك المرحلة التى تتسم بقدر من الفوضى تمر بها معظم البلاد فى مراحلها الانتقالية، وراهن على وعى المصريين وقدرتهم على تنقية الصالح من الطالح، مثلما فعلوا بعد تجربتهم مع حكم الإخوان، وقاموا برفضهم وخلعهم من الحكم، وكانت بداية سقوط الإسلام السياسى من مصر.

«أمة واعية، أمة مخاطرها قليلة»: لا تستطيع أى دولة أن تحارب الإرهاب بالسلاح فقط أو بالفكر فقط، ولكنها تحتاج إلى أمة مصطفّة وملتفّة حول وطنها. وقد رأينا بالفعل منذ اندلاع الثورة من استخدموا خطاب الكراهية بقصد أو بدون قصد من خلال منابرهم الإعلامية، واستطاعوا زرع الفتنة وتحريض بعض فئات المجتمع ضد بعضهم، ما أدى إلى خلق طاقة سلبية ومشاحنات بين الفئات أو الأحزاب كنا فى غنى عنها. فالكلمة إما أن تكون نقمة وتشعل الفتنة فى المجتمع، أو سلاحاً قوياً يحارب كل الأفكار الهدامة ويُقوى من ترابط الأمة، فالشباب الإعلامى النبيل الذى شارك فى الثورتين تقع عليه مسؤولية محاربة الفكر الهدام الذى يهدف للنيل من الوطن.

كان الاجتماع الذى استمر لمدة ست ساعات منتجاً ومتنوعاً بآراء وأفكار مختلفة منصبة على حب الوطن والولاء له، وليس على تخصيمه أو الحرب عليه.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع