الأقباط متحدون - الفردوس المفقود
أخر تحديث ٠٧:٠٤ | الثلاثاء ٩ ديسمبر ٢٠١٤ | ٣٠هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفردوس المفقود

بقلم /ماجد كامل
تعتبر ملحمة الفردوس المفقود للشاعر الإنجليزي "جون ميلتون" (1608 – 1674 ) واحدة من أهم الدرر الخالدة في تاريخ الأدب العالمي ؛ وهي ملحمة ضخمة تروي قصة طرد أدم وحواء من الفردوس . أما عن ميلتون نفسه فلقد ولد عام 1608 في مينة لندن ؛ وكان منذ طفولته المبكرة مولعا بالقراءة والثقافة وعن هذه الفترة كتب يقول ( كانت لدي شهية بالغة للمعرفة حتي أنني منذ الثانية عشرة لم أكن أترك القراءة أو أنام قبل منتصف الليل ؛ وكان هذا هو السبب في فقداني نعمة البصر

فلقد كنت أعاني دائما من ضعف البصر وكان الصداع دائما يؤرقني دون ان يؤثر علي حماسي للأطلاع والمعرفة ) ثم أكمل تعليمه في جامعة كمبردج حيث درس الآداب اليونانية واللاتينية كما تعلم اللغة العبرية ؛ ثم قام برحلة الي إيطاليا فزار متاحفها وكنائسها ؛ ثم عاد الي لندن وعمل فترة بالتدريس ثم تدرج في المناصب حتي وصل الي منصب "أمين مجلس الثورة للغات الأجنبية " "أي ما يقابل المتحدث الإعلامي للثورة الإنجليزية" وفي عام 1651 فقد بصره تماما ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة إبداعه الشعري حتي أبدع أروع أعماله "الفردوس المفقود" عام 1670 "اي وهو سن 62 سنة تقريبا " ثم توفي في عام 1674 عن عمر يناهز السادسة والستين سنة . أما عن الملحمة فهي تقع في 12 جزءا ؛ وسوف نحاول ان نعرض نماذج منها بقدر ما تسمح المساحة المتاحة من المقال . فعن عقاب الله للحية يقول :-

( لأنك فعلت هذا ؛حقت عليك اللعنة ؛ فوق جميع البهائم ؛وفوق كل وحوش البرية ؛ ولسوف تسيرين زحفا علي بطنك ؛ ولسوف أوقع العداوة بينك وبين المرأة وبين ذريتك وذريتها وسوف تسحق ذريتها رأسك ؛ وتسخقين انت عقب الإنسان )
وعن عقاب الله لأمنا حواء يقول :-
( لسوف أضاعف أحزانك أضعافا مضاعفة بالحمل ؛ ولسوف تضعين أطفالك بمشقة بالغة ؛ وتستكين لإرادة زوجك إرادتك وتخضع ؛ ولسوف يسود عليك

وعن عقاب الله لأدم يقول :-
(لأنك أصغيت إلي صوت زوجتك وأكلت من الشجرة التي أصدرت إليك الأمر بشأنها قائلا إنني حرمت الأكل منها عليك ؛فلقد أصبحت الأرض ملعونة بسببك ؛وسوف تكابد المشقة في الأكل منها طيلة أيام حياتك كلها ؛ ولسوف تنبت لك أيضا الشوك والحسك ؛ ولسوف يندي وجهك بالعرق لتأكل الخبز حتي تعود إلي الأرض ؛ فأعلم حقيقة مولدك إذ إنك تراب ؛ وإلي التراب تعود )

ثم يعده في نهاية الملحمة بالخلاص والفداء بالسيد المسيح فيقول ( وأما عقوبتك فلسوف يكابدها بالمجيء بجسده الي موت ملعون ؛ ويقبض عليه بالقوة ويحكم عليه بالموت ؛ ويرمي بالعار واللعنة ؛ ؛ولسوف يسمره علي الصليب أبناء أمته نفسها ؛ويقتلونه لأنه أتي بالحياة ؛ ولكنه سوف يسمر في الصليب أعداءك ؛وخطايا جميع البشر ؛فسوف تصلب جميعا معه )


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter