استجابت وزارة الداخلية لأغلب مطالب السفارتين البريطانية والكندية، اللتين أغلقتا أبوابهما وطلبتا زيادة الإجراءات الأمنية، فيما أكدت السفارة الأمريكية بالقاهرة عدم وجود أى خطط لتغيير دوام العمل بها حتى الآن، وسط مخاوف من تداعيات الإعلان المرتقب لتقرير حول تقنيات التعذيب التى استخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية بعد هجمات ١١ سبتمبر، وتخشى واشنطن أن تؤدى لردود فعل غاضبة فى الشرق الأوسط.
وفرضت قوات الشرطة إجراءات تأمينية شاملة فى محيط السفارات المختلفة فى القاهرة والجيزة، وتفقدت القيادات الأمنية محيط السفارات للتأكد من يقظة القوات، ورفعت درجة الاستعداد فى ١٩٠ سفارة، فى الوقت الذى أكدت فيه التقارير التى تقدم بها اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، عدم تلقيه أى معلومات من الأجهزة الأمنية بوجود تهديدات باستهداف سفارات.
وقالت مصادر فى مكتب وزير الداخلية إن مديرية أمن القاهرة نفذت جميع الطلبات التى طلبها مسؤولو السفارة البريطانية، عدا إغلاق الشارع الرئيسى فى محيط السفارة، مشيراً إلى أنه تم تعزيز الخدمات الأمنية وتعيين نقطة لتفتيش السيارات المشتبه فيها.
وقال اللواء على الدمرداش، مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة، إن منطقة جاردن سيتى التى تنتشر بها السفارات مؤمنة تماماً، وإن طلبات مسؤولى السفارات بتشديد الحراسة تم تفعيلها فى الحال.
وكثفت قوات الأمن ورجال المباحث والمرور من تواجدها بالمنطقة، خاصة أمام سفارتى كندا وبريطانيا، وقامت القوات بعمليات فحص وتفتيش لبعض المواطنين من المارة.
فى سياق متصل، قال المتحدث الإعلامى باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة، مفيد ديك، لـ«المصرى اليوم»، إن السفارة لاتزال مفتوحة حتى الآن، ولا يوجد أى خطط بديلة عن ذلك حالياً.
جاء ذلك فيما شددت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكى، أمس الأول، على حرص الولايات المتحدة على أمن وسلامة الأمريكيين العاملين بسفاراتها فى الخارج، وذلك قبيل نشر تقرير ممارسات التعذيب.
واعتبرت ساكى أن قرار بريطانيا وكندا بإغلاق سفارتيهما بالقاهرة غير مرتبط بنشر التقرير الأمريكى، لكنها أضافت أنه تمت مطالبة جميع السفراء الأمريكيين فى الخارج منذ عدة أشهر بمراجعة الإجراءات الأمنية تمهيداً لنشر التقرير.
وكشف مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن وضع ٤٢٠٠ من عناصر قوات البحرية الأمريكية (المارينز) على أهبة الاستعداد فى الشرق الأوسط، للتعامل مع التداعيات المتوقعة بعد نشر التقرير.