بقلم - مينا ملاك عازر
أدلى الوزير الحالي، والمحافظ السابق إبان حكم مبارك، بأن الدولة لن تسمح بأن يكسب الحزب الوطني الانتخابات القادمة!!! بدايةً لا أفهم بأي صفة يتحدث الوزير المحترم، اللواء عادل لبيب، هل بصفته واعياً ومدركاً برغبات وطموحات الشعب المصري الذي ضج من فساد المحليات والمشرف عليها هو في وزارته أم لأنه كان محافظاً سابقاً إبان حكم مبارك ومدرك لفساد نظام مبارك وغضب الشعب المصري عليه أم لأنه كان من أولائك المرزولين في منصبه وقت أن كان محافظاً للأسكندرية، فيعرف مقت الشعب المصري له ولأمثاله من نظام مبارك.
على كل حال، وبغض النظر عن صفة اللواء المحترم عادل لبيب، الذي لا جدال ما يقال أنه أنجز في قنا، وأخفق في الأسكندرية، فما يهمني هو معنى كلامه، حقاً معناه الذي يشير لاتهام مبكر للدولة بتزوير الانتخابات دون أن يدري أو عن دراية، فكلتا الحالتين مصيبة، ولو كان ذلك كذلك، فليخبرنا من سيكسب الانتخابات بإذن الدولة بعد إذن الله، طبعاً اللواء لبيب لم يكن لبيباً للأسف في تصريحه، فأعطى تكؤة لمن يريدون أن يتهموا الدولة بما لن تفعله، كان عليه أن يحيل الأمر للشعب، لكنه ألقاه في ملعب الدولة، واصاماً إياها بكارثة محققة، كما أنه أعاد ما أنتجه نظام مبارك من أن الشعب المصري لا يعرف يختار، ونحن الذين نختار له أفضل، وأن الشعب أمامه الكثير لكي يصبح ناضجاً ليختار وينتخب، وهذه الأخرى كارثة أن شعب قام بثورتين في أقل من ثلاث سنوات، يصبح لبيب ودولته العاجزة الفاشلة في معظم مشاريعها ومواقفها، وفي مقاومتها للفساد، وصية عليه وعلى رأيه وعلى رؤيته.
لم يخبرنا لبيب بأي طريقة سيمنع الحزب الوطني وأعضاءه من الانتخاب ومن الفوز بها، هل بالتزوير؟ كما ظننت أنا أم بأحكام قضائية تمنعه، هذا أيضاً يعيب القضاء، سيادة اللواء الا تعلم هذا وقضاءنا يستحيل أن يكن موجهاً، وأنا لا أتخيل هذا مطلقاً ولا أنت كذلك إذن كيف ستمنعونهم من الفوز بالانتخابات، هل بتوعية الشعب الذي وعاهم جيداً ولفظهم غير مرة، أو عاد وأرادهم بعد ان اكتشف أن بهم جياد وأردياء وسينتقي منهم من يناسبهم.
على كل حال جاء الرد من الباشمهندس أحمد عز بإعلانه عن نيته للترشح وتاكيد محاميه أنه لا مانع قانوني يقف أمامه للترشح، وهذا خير دليل على أنك وحكومتك تقفان في المربع الخاسر كالعادة في معظم صراعاتكم التي تخوضونها بعيداً عن الشعب متسلحين بأسلحة غير الشعب، اهدأ سيادة الوزير فالقادم أفضل بإرادة الله وحسن اختيار الشعب، ولا تخشى على منصبك وكرسيك فلن يدم لك، فلعل الحكومة القادمة لن تكن بها مطلقاً وسٍيأتي من يصلح منظومة الفساد ويهدمها ويثور عليها وعلى فاسديها.