نبيل المقدس
كل سنة وانتم طيبين بميلاد الطفل يسوع ... سوف لا أتكلم عن معجزة ولادته .. فنحن نعرفها جيدة .. بل سوف أكتب عن البشارة المفرحة التي أتي بها الرب للشعوب .. بالرغم أنها معروفة أيضا علي مستوي الشعوب... فإن كنت أكررها فهو من باب الفخر والفرح إنني من حظيرته ...!!
في مرقس 1 : 14 – 15 14وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ وَيَقُولُ:«قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ». هذه الرسالة التي تحويها هذه الآية تتكون من ثلاث كلمات هي أساس هذه البشارة بالإضافة إلي رسالة الفداء لرفع خطية الإنسان لكي يحدث التقارب بينه وبين الله , أو لكي تكمل عملية المصالحة في شخص يسوع المسيح.
اول كلمة في رسالة يسوع لفتت انتباهي في هذه الآية كانت كلمة الإنجيل أو البشارة .. والتي لها مضمون عميق في العهد الجديد , يقول اللاهوتي " وليـــــام باركلــــي" أنهــا تعني الكثيـــر :-
** إنجيل الحق ... "الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة ليبقى عندكم حق الإنجيل" غلاطية 2 : 5 ... حاول الناس قبل مجيء المسيح أن يبحثوا عن الله فلم يزيدوا إلا عن التخمين , لكن بمجيء يسوع بدأ الناس يعرفونه ويلمسونه ولم يعد لهم بعد أن يلتجئوا , إلي التخمين.
** إنجيل الرجاء .. . "وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ " يوحنا الأولي 3 : 3 . قد تصالحنا مع اللَّه بالمسيح يسوع، ونلنا بالمعمودية البنوة له، وإذ ارتفعت أفكارنا إلى فوق أصبحنا بالرجاء نسير كما يليق بأبناء اللَّه القدوس فنسلك في حياة طاهرة .
** إنجيل السلام ... "14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر , 15 وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام " أفسس 6 : 14 – 15 . إن مأساة الإنسان الكبري هي إنقسام شخصيته, ولقد قيل لفيلسوف متشائم ,, أنه كان يتجول مرة علي غير هدي فسألهُ أحدهم : من أنت ؟ فأجابه الفيلسوف " ليتك تخبرني أنت .. مَنْ أنا ؟؟ . البشرية تكمن في أن الإنسان موزع بين البر والشر... ولكن يسوع يقدر أن يوحد تلك الشخصية المنقسمة في وحدة متكاملة , ونصرته معناها رد السلام إلي الإنسان.
** إنجيل مواعيد الله ... " ان الامم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالانجيل." أفسس 3 : 6 .. في كل زمان ومكان واديان كان الناس يظنون أن الله إله ( الوعيد ) .. لكنه إلهنا إله ( الوعد ) يُعطي ولا يُطالب .. هكذا تقول المسيحية فقط من دون الأديان الأخري.
** إنجيل الخلود ... "وإنما ظهرت الآن بمجيء مخلصنا يسوع المسيح، الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" تيموثاوس الثانية 1 : 10 .. كانت الوثنية والأديان الأخري في ذلك الوقت يظنون أن الحياة هي طريق الموت ... لكن عندما جاء يسوع علمنا أن الإنسان خُلق للحياة وليس للموت .. حيث يُوجد الخلود والحياة الثانية بعد مرحلة الموت... وكلمة موت نعني بها العبور من الحياة الجسدية إلي حياة الروح ..
** إنجيل الخلاص ... " الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ " أفسس 1 : 13 والخلاص هنا ليس فقط هو التحرر من الخطية الماضية فقط وعقابها , ولكنه هو القوة للحياة المنتصرة علي قوة الشر ... فرسالة يسوع هي رسالة مطمئنة ..!
الكلمة الثانية والتي لفتت نظري إليها هي كلمة "التوبــة" ... يقول مفسرو الإنجيل أن كلمة التوبة جاءت في لغتها اليونانية بمعني "تغيير التفكير" وليس بمجرد التوقف عن ممارستها .. كثيرا من الناس يخلطون بين الحزن علي الخطيئة نفسها والحزن علي نتا ئجها ... ولو عرف الإنسان كيف يخطيء بدون أن يصيبه مِنْ الضرر شيئا .. لما تأخر عن فعلها .. فهو يحب الخطيئة لكنه يكره نتائجها الجسيمة . فالتوبة الحقيقية هي الحزن والندم علي الخطية نفسها , أي أن الإنسان الذي كان يحب الخطية تنفتح عيناه فيعرف حقيقتها الشريرة فيكرهها .. هذا ما أوضحه الإنجيل عن التوبة الحقيقية.
أما الكلمة الثالثة هي الإيمان بالإنجيل أي الإيمان بما أعلنه يسوع عن الله .. وأن يؤمنوا بأن الله أحب العالم حتي بذل إبنه ليردنا إليه .. وأن يؤمنوا أن الأمور التي كانت بعيدة التصديق أصبحت حقيقة واقعة ..!!
**في ليلــــــة تألقت ..... أنوارها وأزهرت
آتي الملاك طائرا ..... مناديـــــــــــا مُخبرا
**وُلد اليوم لكــــــم ..... وُلد لكم . وُلد لكم
مُخلص مُخلــص ..... المسيــــــــــح الرب