(نجوى بمناسبة عيد ميلاد حفيدي الأول زهير جبران دعيم)
زهير دعيم
قبل ربيعيْنِ وفي العشرين من كانون الأوّل
والبَرْد يغزل على نوْلِ الزّمان قصيدةَ عِشق، والشّمس ترنو من خلف الأفق بخجل....
جئتَ....
جئتَ يا حُلمًا مخمليًّا..
يا عِطر الذكريات وفوْحِ الآتي .
جئتَ فأورقَ الغُصن العتيقُ ، وانتشى في الدّنّ نبيذٌ كادَ أن يسكرَ.
جئتَ والأمل يُلوّنه حِسٌّ سرى في حناياي فركع في ركنٍ قصيٍّ وراحَ يُصلّي....
فأنت بعضٌ من صلاتي .
وأنت حيِّزٌ من وجودي ؛ بل كلّ وجودي.
أنتَ زقزقة العنادل على شُرفة حياتي الغربيّة، وأنتَ مِداد قلمي حين أخطّ على الورق وجدانياتي الليلكيّة.
وأنت عطري المُفضّل الذي يجوب معاطفي في كلّ ليلة شتائيّة.
ما أحيلاكَ ! وأنت تحطّ فوق لوزتي فتزهر في الشتاء ، فيغار القَرنفل، وينتحرفوْح الياسمين على شفاه العذارى غيْرةً.
سنتانِ من العشقِ السّرمديّ..
سنتانِ من " النغاشة"...
سنتان مرّتا في لُحيظة...
وأريدهما سنوات ...أريدهما عقديْنِ ونيّف ، أحضنك شابًّا " قدّ الدُّنيا" تملأ البصر ، وترفل بلباس العريس والعلم والمجد، فأزهو وأرفع الرأس عاليًا فوق السّحاب وأقول: إنّه زهيْرنُا ، زهيْري ، الفرخ الذي اتركه يزقزق على الزيتونة الجليليّة وأسافر الى البعيد قائلًا مع سمعان الشيخ- والفرق شاسع بين الموقفين –
" ألآن تطلق نفس عبدك بسلام"