مينا ملاك عازر
هكذا يحكم القضاء مسيساً، يحكم بالبراءة على كل متهمي مكتب الإرشاد، يبرئ أكثر من ثلاثين إخوانياً، منهم اثنين هاربين للآن، يبرئهم لبطلان الإجراءات، كما دفع الدفاع عنهم، المحامي الدماطي - الاشتراكي السابق- القضاء الذي يراه الإخوان يحكم بأوامر الدولة، وتوجيهات الرئيس، ورغبات الحكم، يبرئ اليوم ثلاثين إخواني مضبوطين بسلاحهم وذخيرتهم، يقتلون ويعربدون، لكن القضاء رأى بطلان إجراءات الضبط، وأخطاء في توجيه الاتهامات، فبرأهم وأعطاهم الحرية.
الإخوان الذين ذاقوا حكم القضاء على مرشدهم، فلم يعجبهم، ولم يعجبهم حكم البراءة على مبارك، وحاولوا تهييج البلد، وتأليب المواطنين، والصيد في الماء العكر، اليوم يرضيهم حكم قضاء عادل ناجز على قلة منهم، استفادوا من القانون الإجرائي وثغراته،
وخرجوا براءة، الإخوان اليوم فرحين بالقضاء الشامخ الذي انتصر لهم، بعد أن كان ينتصر للحكومة والدولة وللسيسي، لا يفهموا، ولا يستطيعوا أن يفهموا، ولا يريدون أن يفهموا أن القضاء أعمى كالعدالة، يرى بضميره ولا يحابي بالوجوه، ميزانه عادل مظبوط على القانون، وليس على الدواق كما يريدون، أو كما كانوا يريدون منه، وقت أن كانوا في الحكم، الإخوان لا يفهموا أنهم أكثر المستفيدين من القضاء قديماً وحالياً، ولا قدر الله مستقبلاً، فحكم الإعدام على المرشد إن نُفِذ - بإذن الله- رحمة ونجدة له من أيدي وبراثن بشرية مصرية تكرهه وتأبى بقاءه وبقاء جماعته على قيد الحياة.
على كل حال حكم البراءة عكس ترهلا للشرطة وخيبتها الثقيلة، وأخطاء إجراءاتها وضبطيتهم، وأنهم يقبضون بالخطأ، وينفذون بالخطأ، وكل حاجة عندهم خطأ، حلو التعميم ده، لا دعني أكون أكثر تدقيقاً، هناك بعض الشرطيون الذين يهرولون لتقفيل قضيتهم، فيقدموها غير خالصة ومخلصة للقضاء المصري، فلا يحكم قضاءنا الأشم إلا بما حكم به ضميره العظيم، حصننا الحصين من بطش شرطة قد يطولنا لأي سبب في وقتاً ما.
أخيراً، أفلا تعقلون، ولا تدبرون يا رجال الشرطة العظام قبل ما تقدمون مجرمين كهؤلاء لساحة القضاء، فيرون من قصاص ناجز، يريح رجال وقلوب أُناس تضررت منهم ومن جماعتهم، يا أيها الإخوان الفاشلون، ألا تعقلون أن مصر قضاءها عادل، يتقي الله بالحق، وليس بالاسم مثلكم ويخشاه حقاً، ويتبع ضميره والحق، فالحق أولى بأن يتبع من أي أفكار إرهابية للبنا زعيمكم أو قطب مرشدكم الأسبق أو بديع المجرم الأكبر، ومكتب الارشاد الأخرق.