بقلم - أشرف حلمى
هربت الحكومة ومعها رجال الدين من مواجهة الأسباب الحقيقية التى أدت الى الإرهاب الأعمى الذى وصلت اليه دول الشرق الأوسط وطرق التصدى له فلجأ هولاء الى محاربة الإلحاد بدلاً منه خوفاً من مواجهة الحقيقة وتكفير رجال الدين المتشددين لهم طبقاً لمعتقداتهم .
نعم لقد طلت علينا ظاهرة الإلحاد مؤخراً بظهور العولمة خاصة بعد ان أصبحت الشبكات العنكبوتية فى متناول الجميع والتى جعلت من العالم كله دويلة صغيرة مع إنتشار مواقع التواصل الإجتماعى والتحدث على الشات مما سهل على الإنسان كى ما يعرف الكثير من معلومات وحقائق صعب الحصول عليها سابقاً فى منطقتنا العربية خاصة الدول الوهابية التى حرمت دخول كتب ومراجع بعينها بل وجرمت كل من حاول إدخال هذه الكتب تلك البلاد .
أما إذا عرفنا سبب الإلحاد فى دولنا العربية فمن السهل جداً علاجة بل والقضاء عليه ولكن اما اذا كان سبب الإلحاد حكوماتنا ورجال الدين بها فهذا صعب جداً علاجه .
فمن الأسباب الى أدت الى الإلحاد فى بلادنا العربية
اولاً : لقد ولدنا جميعاً على ديانات أبائنا بالوراثة وعندما اصطدم البعض برجال الدين للإستفسار عن بعض الحقائق الموجودة فى الكتب ونتيجة عجزهم عن الرد او هروبهم واما الإستهتار بعقولهم وتكفيرهم فقط لمحاولاتهم فهم هذه الاشياءالتى عجزت عقولهم فهمها او الاقتناع بها , فكما قال علماء النفس قديماََ ان الفرق بين الذكاء والجنون شعره فها نحن نقول اليوم الفرق بين التدين والإلحاد شعره .
ثانياََ : رجال الدين أنفسهم فهم احد الاسباب الرئيسية للإلحاد نتيجة افعال بعضهم التى تعارض تعاليمهم الدينية فنجد منهم من يحلل ما حرمه الله قتل , نكاح , تكفير , اغتصاب , سرقة , سطو , غزو هذا بالإضافة الى فتاويهم الإرهابية من هدم دار العبادة وتهجير الأمنيين او فرض الجزية علي من لا يؤمنون بديانتهم وافكارهم ام قتلهم كما هو الان ما تفعله داعش ويؤمن به الوهابيين والسلفيين كذلك الإخوان المسلمين دون رد من باقى رجال الدين .
ثالثاً : مناهج المؤسسات الدينية نفسها التى تحرض على القتل وتكفير الأخر عكس التعاليم الساميه للإله الحقيقى إضافة الى المناهج التعليمية الحكومية التى تحتوى مناهجها التاريخية أبطال اصحاب فتوحات وغزوات امثال عمرو بن العاص الذى فعل باقباط مصر ما تفعله داعش الان بمسيحى سوريا والعراق والتى يرفضها بعض الدارسين لهذه المناهج التى عملت على تخريج أجيال من الإرهابيين .
رابعاً : الحكومات العربية نفسها التى سخرت جميع أجهزتها لرجال الدين المتاسلمين التى من بينها الحكومة المصرية كى ما يقوموا بتكفير الاخر والتحريض على قتله بل وتشاركهم ايضاً فى تنفيذ مخططاتهم كما حدث فى حوادث الاعتداء على اقباط الكشح وعلى كنائسهم كما حدث فى الكاتدائية الكبرى بالعباسية او بتفجير الكنائس مثل ما حدث فى كنيسة القديسين بالإسكندرية وغيرها من الحوادث .
فعجباََ لهذه الحكومات التى اهتمت بأكل الكفته والكباب وتركت مئات الألاف من الدواعش الإرهابيين امثال ابو إسلام الذين قاموا بحرق الإنجيل المقدس علناً وتعمدت كسر قواعد الدستور بإستمرار وجود احزاب داعشيه كحزب النور بطيئة فى محاكمة الإرهابيين والتفكير فى محاربه مئات الملحدين المسالمين .
فالحقيقة التى توصلت اليها عن الإرهاب فهو نوعان الاول منه إرهاب إجرامى بدافع الجريمة وهو لا دين له اما الثانى دينى وهو المنتشر الان بين المتاسلمين الخارجين عن صحيح الدين الذين يقومون بكافة العمليات الإجرامية التى نعرفها جمعياً ونرها يومياََ بتشجيع فتاوى بعض الشيوخ , فشعوب العالم عرفت اليوم ان معظم المسلمين ليسوا إرهابيين ولكن جميع الإرهابيين مسلمين.