الأقباط متحدون - حكاية الجيش والكفتجى
أخر تحديث ١٦:١٨ | الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٢كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حكاية الجيش والكفتجى

عبد العاطى
عبد العاطى

خلال شهور، كتب زملائى وكتبت أنا عن شخصية المدعى «عبدالعاطى»، الذى استطاع أن يخدع أحد قيادات الجيش ويحصل منه على رتبة لواء مُكلف، ويُعلن فى مؤتمر صحفى رسمى عن اختراع وهمى لعلاج كل شىء.

على المستويين الصحفى والإعلامى، تم اكتشاف حقيقة الأمر سريعاً (بغض النظر عن أى توك شو من عينة أبوطبلة). أما على المستوى الشعبى، فالكل يترقب الأيام العشرة المقبلة، وهى نهاية المدة التى منحها الجيش لنفسه لمراجعة الأمر علمياً. معظم المصريين البسطاء ينتظرون بأمل، وغالبية المتنمرين يتربصون بخبث.

على مستوى الجيش ونظرته للداخل، تم إبعاد رئيس الهيئة الهندسية عن منصبه قبل بلوغه سن المعاش، فى خطوة لها دلالات كثيرة، أولها كشف المستور، وآخرها الرأفة فى العقاب.

أما على مستوى الجيش ونظرته للخارج، فإن الأزمة شبيهة بما حدث فى حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧؛ حيث كان الجيش الإسرائيلى يجتاح شبه جزيرة سيناء بينما الإعلام المصرى الحكومى يؤكد أن مصر تتقدم وتُسقط طائرات العدو. والواقع أن هذا الموقف الإعلامى مبرر؛ لأنه من غير المنطقى أن تتم مصارحة الجنود بالوضع الكارثى وهم على الجبهة لنخسر بشكل مؤكد معركة ضبابية لم يكن من المعروف نتيجتها. والجيش الآن هو أحد أعمدة الدولة، وتلك الأخيرة تحارب على جبهات عدة. ولذلك فالسماح لأى طرف بأن يطعن فى المؤسسة لن يكون مقبولاً. ولكن درس التاريخ يقول إن الكذب بلا قدمين، وسيسقط وسيكون سقوطه عظيماً.

للصراحة ثمن، والأزمة فى مصارحة الناس هى أن عدداً كبيراً منهم لن يفرقوا بين الثورة والدولة والجيش والسيسى والهيئة الهندسية و«اللواء أركان طَرب كفتة». سيصابون بإحباط، وسيطعنون فى المؤسسة، لن يفرقوا بين الجيش وأفراد من الجيش أخطأوا وتمت محاسبتهم. ولكن هذا على المستوى القصير فقط لا غير، أما على المستويين المتوسط والبعيد، فإن الصدق سيزيد رسوخ مؤسسة الجيش ومن ثم الدولة.

عرفت منذ فترة أن بعض الورش بمنطقة العاشر من رمضان تقوم بتصنيع أجزاء من الجهاز الخدعة، ويظن بعض الخبثاء مثلى أنه قد يتم طرح هذا الكائن المعدنى المجوف بالمستشفيات لتحدث عملية «غسيل نتائج» مع عقار «سوفالدى»!

تقول المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»: «إذا لم يستطع الإنسان أن يخترع كذبة مقنعة، فأولى به أن يتمسك بالصدق». وعليه فإن أى سيناريو غير المصارحة سيكون مثل ما جرى فى فيلم «أولاد العم» عندما قامت المخابرات الإسرائيلية بتقليد صوت خالة «منى زكى»، فقامت الأخيرة باكتشاف الخدعة بعد فترة وجيزة وأبلغت الصيدلية! والوضع برمته سيتشابه حينها مع ما حدث منذ سنوات بمدينة فانكوفر الكندية حين حوكم شخص بتهمة سرقة محل، فدافع عن نفسه قائلاً إنه تعثر فى النافذة وكسر زجاجها، ولذلك دخل ليترك اسمه وعنوانه لكى يتواصل معه صاحب المحل لطلب تعويض، وإنه حاول فتح الخزانة فقط للحصول على قلم! الناس لن تنسى، فلا تنسوا أنتم ذلك.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع