مينا ملاك عازر
ليس الزمالك فقط هو المدرسة، وإنما مصر مدرسة للعالم بأجمعه، مدرسة في كيفية خلع الحكام، وكمان عزلهم مدرسة، فكيفية ترويض الوحوش، وتهذيب أخلاقهم، وإجبارهم على إعادة الطائرات الأباتشي وغيرها، ولما يتطاول أحد الأطفال على المدرسة، ويمول بلطجية لتخريبها، ودعم مخربين من داخلها لهدمها، وقف الناظر "الشعب بحسم" وأدى أوامره للمدرس "الرئيس السيسي" وقال له أدبه

فطرد المدرس الطفل الشقي، "تميم" من الفصل وقال له بره، إنت ولد نوتي مش كويس، ولما حاول يتصالح مع مدرسه، ويتأسف قال له انزل للناظر يا شاطر، وهناك الناظر قال له إنت غلطت كتير، وقليت أدبك كتير، وتجاوزت كتير، وعملت شقاوة كتير، اخرج بره المدرسة خالص، وما تجييش غير ومعاك ولي أمرك.

فأُسقِط في يديه، يجيب موزة، وهو عارف ما لها، من سلوك حافل بالكره من قبل الشعب تجاهها، بعد ما تجرأت وفعلت من جرائم في حقه، طبعاً ما ينفعشي، فقال أجيب بابا، طب وهو أنا لي وش أجيب بابا، وأنا لسه منقلب عليه، صحيح برضاه بس يعني هو مالهش كلمة، وبعدين حايتقال له تضمنه بتاع إيه؟ لما هو تربيتك، طب أجيب جده، طب ما جدو بابا انقلب عليه، وزعلان مننا، طب أجيب مين؟ عايز أجيب ولي أمر لي يكون ليه مصداقية عند الناظر، والمدرس يحترمه، ويقدروه فيسمعوا كلامه، آجيب عمه ملك السعودية، بس هي دي.

فذهب الطفل النوتي تميم لملك السعودية، وهناك لقى وش خشب، وكلام ناشف من نوعية أنا ياما نصحتك، وإنت ما انتهتش، وياما حاولت أصالحكم، عملت لي فيها فلوط، وما رضيتش، وقلت لي أمريكا تركيا خليهم ينفعوك، فرد الطفل النوتي، أنا ما ينفعشي أجيب حد منهم، ده أُنكل أوباما نفسه لسه متصل بالمدرس، وطلب منه السماح، وبعث له الأباتشي، وأردو قليل الأدب وإنت عارفه ومنشف دماغه،فرد ملك السعودية  بكره يلين ويتأدب، لما أروق له، بس اصبر، كمان لما السيسي يدي له على قفاه، حايتظبط، ولما تيجي له الأوامر من أمريكا حايتربى

ويروح يبوس الأرجل، فيرد الطفل إياه، خلينا فيا الآن، أنا عايز أنول رضا من بالمدرسة، ويدخلوني فيها تاني، تعالى معايا هما عايزين ولي أمرى، فينظر ملك السعودية، أنا ما أروحشي معاك، إنت ولد خلبوص، وبتلعب في الشارع مع إرهابيين كتير، وحتى بص على إيديك كلها دم، وأنا بيتهيأ لي إني أبعت معاك رئيس ديواني على الأقل ما أبقاش ضغطت على الناظر والمدرس ليقبلوك، يعني لو نفسهم مش جايباهم أبقى رفعت عنهم الحرج، ويبقوا يطردوك.

وبالفعل جه وجاب ولي أمره، زي بالظبط عبد الوهاب في مسلسل لن اعيش في جلباب أبي، حينما ذهب ومعاه فهيم أفندي- باشكاتب وكالة الحاج عبد الغفور البرعي- إذ لم يأبه الحاج عبد الغفور بأن يروح مع ولده النوتي للمدرسة، ذهب رئيس الديوان الملكي السعودي، وله منا كل تحية وتقدير، ولولا السعودية لأخذ الطفل القطري أكبر علقة، وإتعلق على الفلكة، وأردو جاي في السكة كمان.
المختصر المفيد أفلح إن صدق.