الأقباط متحدون - تعانق الحضارات
أخر تحديث ١٩:٢٢ | الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٤كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تعانق الحضارات

الرئيس السيسى
الرئيس السيسى

 بقلم : مينا ملاك عازر

لست من أولائك المطبلاتية المهولتية الذين يفخمون في كل شيء، وإن لم يكن هكذا ويزيدون الفخم فخامة، والعظيم عظمة، أنا فقط أضع كل شيء في حجمه، فأنا لا أحب القول أن زيارة الرئيس السيسي تاريخية، فهي ليست هكذا أبداً، هي مهمة ومهمة جداً كمان، لكنها ليست تاريخية، إذ سبقتها زيارة من مرسي للصين، صحيح هي كارثة أن يكن مرسي رئيس لمصر لكنها زيارة والسلام، يبقى إزاي هي زيارة تاريخية.
 
على العموم زيارة السيسي المهمة للصين، تكمن أهميتها في أن الصين غول اقتصادي كبير في وقت نحتاج لتنوع سبل الدعم الاقتصادي من خلال قناوات الاستثمار وهو الأمر الذي يستحيل الاعتماد فيه على أمريكا ويصعب الاعتماد فيه على روسيا التي تعاني من ضغوط اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط، والذي قد تكن السعودية لها ضلع فيه بسبب عدم رغبتها في تخفيض كميات الإنتاج من البترول لرفع الأسعار، المهم مع الضغوط الأمريكية على روسيا نجد أنفسنا بحاجة لتنويع روافد المد الاقتصادي لدعم اقتصادنا، علماً بأننا لسنا بحاجة لتنمية التبادل التجاري بيننا وبين الصين بل أيضاً نحتاج للتواصل القوي مع الهند.
 
زيارة السيسي إذا ما رأيناها في إطار تعانق الحضارات من خلال تواصل الرئيس السيسي مع اربع من كبريات شركات السياحة الصينية، ما يعني فتح سوق سياحي واعد وقوي وكبير للسياحة المصرية، ولا جدال في أن السائح الصيني هو من أكثر السائحين المُبخس حقهم في مجال الترويج السياحي هذا رغم أن الشعب الصيني من الشعوب ذات الخلفيات الحضارية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ يماثل شعبنا في احترامه للحضارة ويقدرها ومن السهل جذبه للتمتع بآثار لحضارات عظيمة مثل الحضارة المصرية التليدة ومن ثم فهو سائح يستحق الاهتمام به وللأسف تأخر هذا الاهتمام  وأتوقع أنه من خلال مجيئه لمصر والذي سيكون بأعداد كبيرة سيتم تعانق الحضارات الشرقية مثل الحضارة المصرية والحضارة الصينية،ايضا إذا وضعنا في الاعتبار أن السياحة الروسية في قبضة شركات السياحة التركية، ما يعني أن أمامنا وقت طويل لإعادة السياحة الروسية لعهدها الطبيعي بنا،لذا لما كنا بحاجة للتنشيط السياحي سريعاً لم يعد أمامنا إلا فتح أسواق كثيرة ومتنوعة تخف فيه قبضات المُعادين لنا التي تعوق اقبال السياح لبلادنا.
 
وأخيراً، نحن بانتظار نقلات اقتصادية كبيرة على صعيد علاقاتنا مع الصين، وعلى الصعيد الداخلي بفضل الزيارة الحالية للرئيس السيسي للصين في كل المجالات الاقتصادية ومنها وأهمها للشعب المصري وعمومه هي مجال تكنولوجيا تشغيل محطات الكهرباء، وهو المجال الذي يتماس مع كافة أطياف وطبقات الشعب المصري.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter