ماجدة سيدهم
لو كان المصدر واحدا لما اختلفت  التفاصيل  ، هكذا تقدم الباحث والمفكر الكبير السيد/  لطيف شاكر بثمين كتابه" المسيحيون  ليسوا نصارى  " في رؤية محايدة تماما دونما مطمع ما سوى تقديم الرؤية الأمينة والفهم الخالص لكل  قارئ وسائل ،

مؤرخا  تصحيحا في غاية الأهمية  والجدية  لمفهوم شديد المغالطة  والالتباس  عند العامة أولا  وأغلب  المثقفين ثانيا في  منطقتنا العربية –ا لتي تتفشى  ويلتذ فيها ثقافة النقل وتواتر الأخبار المنقوصة والمغلوطة - عن ماهية  العقيدة  النصرانية والتي تلاشت كلية منذ قرون عدة ومدى عمق الاختلاف الجوهري والعقائدي  بينها  مع العقيدة المسيحية  - بل يطرح كاشفا مدي العلاقة بينها " النصرانية " وبين كلا من العقيدتين  اليهودية والإسلامية  من تشابه  أو اختلاف في بحث مضني شديد الدقة والأمانة والتركيز ،

مقدما  جل الحجج المؤيدة عقائديا والموثقة بمرجعيات  تاريخية وإسلامية وتفاسير شتى وأيضا العديد من أقوال بعض من رسل  الإنجيل  دونما تشابك  يذكر لكافة الخيوط المتناولة والمتناثرة  عبر تاريخ طويل قلما كـُشف عنه الستار ،  ففي دراسة عميقة  وبحث تفصيلي- يقع في خمسة فصول- 

يطلعنا الباحث عن كافة الظروف والملابسات  التي اودت  عن عمد  وتجاهل غياب الحقائق ليزيح  هكذا وبالمواجهة والمكاشفة  التي لا تقبل شكا او تأويلا  كل الغموض والتراكم المجحف  للعقل والمنطق معلنا للقارئ حقيقة الخطأ المتوارث في  اطلاق لفظة نصارى  على المسيحين ،ولماذا يرفضونه  ،

ورغم أن الباحث يؤكد مستشهدا بلسان حال الرسول بولس أن تلك الهطرقات أو النعوت البائدة  ( النصرانية  ) لا تضير إطلاقا بإيمان المسيحي بعقيدته المسيحية الحقة بقدر  الرغبة في التنوير والانشغال بحق القارئ العربي في الفهم والمعرفة وإدراك الحقائق مساهما بكل الجهد المخلص  في ازالة غمة الجهل ونير التعصب عن  المفاهيم الراسخة جهلا وخوفا ، فلا سبيل  لتقدم الأوطان بغير الارتقاء بفكر شعوبها ولا مجال للنمو والتآلف الإنساني دونما  تضافر كافة الاختلافات في تعايش متحضر وتناسق جميل

*هكذا كان لي كل الشرف وكل المتعة بين صفحات هذا الكتاب الذي يأتي  ميلادا ونورا باهرا  في ظلمة الجهالة 

 .. وليس آخرا ..يعد كتاب"  المسيحيون ليسوا نصارى  "  ثورة على المغلوطات التاريخية  والتراثية  بينما يعد ثروة حقيقية للمكتبة العربية التي قلما تجود علينا بالثمين والجاد والراقي في أزمنة تضن بالصدق والشجاعة ، وهو فتحا جديدا شافيا لأجيال  تبحث عن الفهم والحق واتساق الإنسان  ..!
شكرا  عالمنا الجليل سيد/ لطيف شاكر وأيضا شكرا