الأقباط متحدون - التوبة ذاتها تشهد بالذنب
أخر تحديث ٠٠:٢٩ | الاربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٥كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التوبة ذاتها تشهد بالذنب

اللواء التهامي
اللواء التهامي

مينا ملاك عازر
بعيداً عما يثار من نقاش حول حقنا الذي لا جدال فيه في معرفة لماذا تم عزل قل إقالة اللواء التهامي، وعدم تصديق ومنطقية كونه عليل منذ شهرين - كما ادعى البعض من المدعين بعلمهم ببواطن الأمور الذين ينمون بسبب مناخ الغموض الذي يكتنفنا- وبعيداً عن احتمالات أن يكون اللواء التهامي كبش فدا المصالحة القطرية، وسوء الظن بأن إقالته في هذا التوقيت يبدو وكأن الأمر تم برغبة قطرية أو أمريكية

ومن يظنون هكذا محقين للغموض الذي يلف الموضوع، وناهيك عن أن عزل الواء التهامي أعده البعض بداية ثورة الرئيس على النظام، تلك الثورة التي دعاه لها شيخ المدعين العرب محمد حسنين هيكل، وبغض النظر عن ربط البعض بين مكالمة أوباما وتسليم الأباتشي لمصر وعزل اللواء التهامي، الربط الذي قد يبدو بعيداً، ولكن لما لا، ونحن لا نعرف لماذا هذا؟ وكيف؟ وبمناسبة إيه مع أننا في عصر الشفافية!!!.

اقول بعيداً عن هذا كله، وحتى بعيداً عن اللقاء المحتمل بين الرئيس السيسي وأمير قطر على ارض محايدة نظرياً وممالئة للمصريين واقعياً، ومؤدبة لتميم عملياً، إلا أنه أبرز ما يستلفت نظري هو أنه بعد توقيع اتفاقية الرياض 2 بين قطر وبعض بلدان الخليج

استمرت قناة الجزيرة تمالئ الإخوان وتحرض على التظاهر في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي، وحتى بعد رضوخ أميرهم تميم لضغوط قادة الخليج العربي في القمة الخليجية الأخيرة، وإعلانه دعمه لمصر إلا أن القناة وكل وسائل الإعلام القطرية حينها إما أغفلت هذا أو أضغمته ضمن الإشارة لنتائج القمة ومنها من استمر في ممالئته ودعمه للإخوان أقصد الجزيرة.

كل هذا انقشع إذ فجأة، وأصبح السيسي زعيماً ورئيساً غير انقلابياً لمصر بعد لقاء السبت الماضي، أقصد اللقاء الذي جمع مبعوث ملك السعودية ومبعوث الأمير القطري بالرئيس السيسي بالقاهرة، وليس اللقاء الذي جمع تميم بالأتراك على أرض الأخيرىن

ذلك اللقاء الذي قيل أنه بسبب رغبة الأمير القطري المتصالح حضور أولى جلسات البرلمان الإخواني المنعقد بفندق تايتانيك بتركيا، يا سبحان الله، فجأة كده الجزيرة ومع مهنيتها المدعاة أعلنت أن الرئيس السيسي زعيم - طب هو بيكم من غيركم زعيم- على العموم هذا التحول رغم ما في ظاهره من توبة عن قلة أدب القطريين الساسة والإعلاميين إلا أنه يدحض نظرية المهنية الجزيرية، وأنه لا توجيه من القصر الأميري لها

أليس كذلك، وإلا بما تفسرون ذلك التزامن والتواؤم بين بدء مبادرة الصلح المصرية القطرية على أرض القاهرة، وعدول الجزيرة عن بذاءاتها، وتوقف بث الجزيرة مباشر مصر المبثوثة من خارج مصر تمهيداً لبثها بتصريح من القاهرة، يعني حايمشوا رسمي، إيه الأدب والاخلاق دي، تفسروا ده بإيه؟ يا متعلمين يا بتوع المدارس، إلا أن التوبة ذاتها تشهد بالذنب الذي طالما حاولوا إنكاره والتنصل منه.

المختصر المفيد إن التوبة بدون الاعتراف بالذنب لا قيمة لها، والتوبة بالاعتراف بالذنب تؤكد ما كنا نقوله.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter