الأقباط متحدون - مبروك تم تركيب محبس
أخر تحديث ١٢:٤٤ | الاربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٥كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مبروك تم تركيب محبس

رامى جلال
رامى جلال

فى مصر يبدأ العد التنازلى لنهاية عهد أى رئيس من اللحظة التى يتم فيها تركيب محبس له، وتطول مدة بقائه أو تقصر تبعاً لعوامل كثيرة ليس من بينها كفاءة الرئيس نفسه، لأن فكرة تركيب المحبس تطعن فى تلك الكفاءة من الأساس.

والمحبس عبارة عن فرد أو أكثر يحيطون بالرئيس، يسمحون للمعلومات بأن تتدفق أو يمنعونها من السريان تبعاً لأهوائهم أو أهواء من يستخدمهم. وقد يكون المحبس وطنياً لكنه غير كفء وغير مؤهل للعمل كمحبس. والمحبس هو المُعادل الموضوعى للمسمى الإعلامى «حارس البوابة»، لكنه هنا حارس غير أمين، وهو قط يحرس «القرار» الرئاسى.

انتهى جمال عبدالناصر حين قرر عبدالحكيم عامر أن يقوم بدور المحبس فيما يخص الجيش، وبالفعل جاءت الضربة من هذا الاتجاه، وكادت تعصف بالدولة. أما السادات فكانت محابسه كثيرة صورت له أنه قادر أن يعتقل المجتمع كله ويتقمص دور أمير المؤمنين فكانت النهاية.

أما ثالثهم مبارك فلولا المحابس لنجا بنظامه من أتون ثورة يناير، وقد بدا المشهد كوميدياً بقدر كبير وقتها لأن المُمسك بالمحبس كان غبياً بنفس القدر، الشارع يقول «ثور» فيخرج مبارك متأخراً جداً معطياً أوامره بأن «احلبوه»! ويبقى مرسى، رغم سنة حكمه اليتيمة المثال الأكثر وضوحاً والأشد نصوعاً على نظرية المحبس، وقد كان لديه محبس عمومى ذو مصفاة لا تمرر إلا أنصار جماعته فيما ظل الباقون عالقين بين السماء وأرض فندق فيرمونت. وهكذا أضاعت المحابس الرئيس تلو الآخر.

تعانى مصر فى المشهد الإعلامى الخارجى من صورة سيئة، تُحجم فرصها الاستثمارية الواعدة وتشل قدراتها السياحية الهائلة، مؤسسات الدولة فشلت فى تحسين تلك الصورة، واللوم على وزارة الخارجية أولاً ثم الهيئة العامة للاستعلامات ثانياً، (وليس العكس كما يريد المحبس تصوير الأمر). أما المشهد الإعلامى الداخلى فحدّث ولا حرج، إعلام عام يحتاج إلى مؤبد للتأديب والتهذيب والإصلاح. وإعلام خاص مركوب بالجن والعفاريت يصلح جداً لقيادة الدولة بأمانة وشرف إلى قمة الهاوية انتظاراً لأى طفل يزقها ويريحها.

القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، فى مارس القادم، هى أهم شىء سنقوم به فى الربع الأول من العام القادم، ولكن هذا العمل لن يكتمل إلا بجهد إعلامى يتمثل فى «القمة الإعلامية المصرية» المقرر عقدها بعد المؤتمر مباشرة فى المكان ذاته، وهى أهم حدث إعلامى يكرس للريادة الإعلامية الإقليمية لمصر.

والسؤال هنا: لماذا ترفض بعض المحابس المحيطة بالرئيس أن يتم عقد هذه القمة؟ المحزن فى الأمر لن يكون عدم انعقادها، فقد أضعنا الكثير من الفرص واعتدنا على ذلك. ولكن الغريب والمريب والمرعب هو السبب المتواتر لرفض انعقادها، فالبعض يتداول أن حول الرئيس من أصبحت له مصالح مع أطراف إعلامية معينة لا تريد للقمة الانعقاد.

وليحذر الرئيس من المحابس، وصديقك من صدقك وليس من صادقك، وأنا غير مستعد أن أنافق الرئيس، والرئيس ليس على استعداد لقبول نفاقى إن حدث، فالرجل لن يلوث تاريخه وأنا لن أشوه مستقبلى.. الخطر الأشد الذى يتهدد هذه الدولة هو المحابس التى تريد اختطاف الرئيس، فاحذر سيادة الرئيس من هذا «المحبس» أو ذاك، واتعظ من «محبس» السابقين.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع