الأقباط متحدون - التصالح مع التاريخ
أخر تحديث ٠١:١٦ | الجمعة ٢٦ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٧كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التصالح مع التاريخ

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

نعيم يوسف
صرح البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط الأرثوذكس، أن الحديث اﻵن عن مذبحة ماسبيرو ليس مناسبا، وقد سبقه في هذه التصريحات منذ شهور نيافة الأنبا بولا، أسقف طنطا، الأمر الذي أغضب قطاعات واسعة من الأقباط، وعلى ما يبدو أن الأقباط يقعون في أزمة التصالح مع التاريخ والفرق بينها وبين التصالح مع القتلة!

بداية هناك 3 أشياء لن نستطيع الهروب منهم: أولهم أن الأحداث التاريخية لن تتغير مهما حدث، وثانيا: حق الشهداء لن يضيع وإن لم تحققه عدالة الأرض فستحققه عدالة السماء، وثالثا: مهما حدث على الأرض فلن يعوض الشهداء حقهم وكما يقول أمل دنقل إن دم أخيك ليس مثل أي دم، بالإضافة إلى أن الشهداء لن يعودوا للحياة مرة أخرى... وهذه طبيعة الحياة!!!!

بالنسبة لوقائع التاريخ التي لن تتغير فهي أن "مدرعات الجيش المصري خلال فترة حكم المجلس العسكري دهست المتظاهرين أمام مبني ماسبيرو وبالتالي يكون المشير طنطاوي وحمدي بدين وسامي عنان وربما "جميع قيادات المجلس العسكري مهما علت مناصبهم" مسئولين ومتورطين أو متواطئين في ارتكاب الجريمة...

بالنسبة للطريقة المناسبة لعودة حق الشهداء -بدون لف أو دوران فجمعنا يعلم ذلك جيدا- فهي كالتالي: إما أن نأخذ حقهم بالسلاح أو عن طريق المحاكمات المصرية أو عن طريق المحاكمات الدولية أو عن طريق الرضا بإجراءات العدالة الانتقالية... أو نظل نبكي عليهم دون أن نأخذ شيئا مما سبق!!!!

الطريقة الأولى وهي استخدام السلاح ليست من خيارات الأقباط -على الأقل في الوقت الحالي- كما أنها تحول البلاد إلى فوضي بالإضافة أن أجهزة الدولة سترد بقوة ولنا في جماعة الإخوان أفضل عبرة وبدلا من عودة حق عشرات الشهداء سيضيع الآلاف وربما الملايين فضلا عن ضياع الدولة نفسها وهذا ليس ما يريده الأقباط.

بالنسبة للمحاكم المصرية فجميعنا يعلم تسويفها وتأجيلها وضياع الأدلة التي تحدث خاصة في مثل هذه القضايا!!!! أما المحاكم الدولية فهنا اتذكر أن احد مؤسسي اتحاد شباب ماسبيرو رفض ذلك، بالإضافة إلى أن هذا الأمر يجعل من الإخوان والأقباط في خندق واحد ضد الدولة، وهو ما يستفيد منه الإخوان وحدهم!!!

نأتي هنا إلى "العدالة الانتقالية" وأبسط تعريف لها في العلوم السياسية، هو أن تقوم السلطات بتعويض بعض الفئات التي لحق بها الضرر ووقع عليها ظلم من السلطات الحاكمة في فترة من الفترات، وعلى ما يبدو أن هذا هو اختيار الكنيسة والدولة في الوقت الحالي، أي أننا نفتح صفحة جديدة مقابل بعض التعويضات مثل قوانين الأحوال  الشخصية

وبناء الكنائس -ولا ننسى أن الشهداء راحو ضحية المطالبة ببناء كنيسة واحدة- ... هذا هو الواقع بكل مرارته إما أن نقبل به -الآن- وإما نظل نبكي وننوح ونطالب خاصة أننا خلال السنوات السابقة جربنا كل الأنظمة والقوى السياسية،  وجميعنا يعلم جيدا أنهم يستخدمون قضايانا لأهدافهم فقط وعند الوصول لها.. يتناسون ويتحالفون حتي مع الشيطان ذاته!!!

إن التصالح مع التاريخ هو إقراره كما حدث دون حساسيات، وهذا لا يعني أبدا التفريط في حقوق الشهداء، أو التسامح مع قاتليهم!! ولكنه إقرار للواقع فقط.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter