الحزن يسيطر على أبناء الدقهلية.. والأهالي ينتظرون جثمانه لتشييعه لمثواه الأخير
"أنا شايل روحي على كفي، ويمكن أقابل ربنا في أي وقت".. كان تلك آخر كلمات النقيب محمد أحمد محمد شتا، الذي استشهد أمس، في حادث تفجير سيارة مدرعة في العريش، لأخيه حسام، عبر مكالمة هاتفية تلقاها منه قبل الحادث الإرهابي بنصف ساعة فقط.

الأخ الأكبر للشهيد، يروي لـ"الوطن"، تفاصيل المكالمة، قائلًا: "محمد قالي (إوصيك على أمي وزوجته.. وإحنا بنمشط المنطقة وراجع للكمين دلوقتي)"، وانتهت المكالمة بين حسام ومحمد، شعر أخو الشهيد أن كلماته تشرع بقرب أجله.

"سمعت خبر التفجير، فانقبض قلبي، وكانت الأخبار سريعة بعدها، وعلمت باستشهاده في الحادث"، هكذا يقول حسام، الذي يعمل بإحدى شركات البترول، مضيفًا: "منهم لله الكفرة اللي قتلوه.. ده لسه عريس ومتجوز من أقل من سنة".

أخو الشهيد: "منهم لله الكفرة اللي قتلوه.. ده لسه عريس ومتجوز"
هذه الحادثة لم تكن الأولى التي تعرض لها الشاب العشريني، فيروي حسام، تفاصيل الحادثة السابقة التي تعرض لها، قائلًا: "تعرض له مجموعة من الإخوان في سيناء في شهر يوليو الماضي، ورفض تسليم مدرعته، فأصابوه إصابة بالغة، وتم نقله بعدها لمستشفى العريش للعلاج، وبعد شفائه عاد إلى عمله يحمل سلاحه من جديد، لكن هذه المرة قتلوه ورجع لنا جثة".

"محمد" كان شخص محبوب بين أهله، وهو أوسط أشقائه، فأخيه الأكبر حسام والأصغر محمود"، هكذا يقول محمد شتا، عضو مجلس الشعب الأسبق، لـ"الوطن"، موضحًا أن الشهيد تزوج منذ عدة شهور فقط وزوجته حامل.

حالة من الحزن الشديد تسيطر على قرية "نوسا البحر" بمركز أجا في الدقهلية، بعد إعلان استشهاد النقيب محمد، وأدى الآلاف من أبناء القرية، صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالقرية، انتظارًا لوصول الجثمان، وأعلنت القوات المسلحة، تشييع جثمان الشهيد في جنازة عسكرية بحضور القيادات العسكرية والسياسية والتنفيذية بالمحافظة بعد عصر اليوم.