الأقباط متحدون - إمبراطورية الثقافة التى فقدت الإبداع
أخر تحديث ٠٧:٠١ | الجمعة ٢٦ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٧كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إمبراطورية الثقافة التى فقدت الإبداع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وزارة الثقافة لا يكاد يشعر بها المواطن المصرى.. فإذا سألت أى مواطن فى قرية أو مدينة أو فى عشوائيات أو أرقى الأحياء عما تقدمه الوزارة للمواطنين فإنه سيجيبك بتلقائية: لا تقدم شيئا.. ولا نعرف عنها شيئا. أما مجلات وإصدارات الوزارة المتعددة والتى ينفق عليها من عرق الشعب الغلبان وضرائبه فهى أفشل الإصدارات فى مصر ولا يعرفها أحد.. وأكثرها لا يباع.. فهى دوما من «المرتجع» رغم الأموال الطائلة التى تنفق عليها.. وأحدها وزع أربع نسخ فقط.. فى الوقت الذى تبيع فيه بعض الصحف المستقلة نصف مليون نسخة دون وزارة أو وزير.

أما الفعاليات الثقافية التى تديرها أو تشرف عليها الوزارة فلا يحضرها أكثر من ٥٠ شخصا.

أما إمبراطورية قصور الثقافة الممتدة من أسوان للإسكندرية فقد خلت من كل شىء سوى الموظفين الروتينيين الذين لا يبدعون جديدا ولا يفكرون فى خطة مستقبلية ولا يعالجون فكرة سقيمة أو إلحادا منتشرا أو خلقا سيئا أو فضائل غائبة.. إنهم جالسون فى مكاتبهم لحين قبض المرتبات والمكافآت والعلاوات.

إن هذه الوزارة بالذات لم يستطع أحد فك طلاسمها.. ولا يعرف أحد حتى الآن أسرار المنح والمنع فى جوائزها.. ويكفى أنها أعطت منذ سنوات جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية لكاتب مثل سيد القمنى الذى تثور حوله شكوك حول صحة حصوله على الدكتوراة.. فضلا عن كتابه «الحزب الهاشمى» والذى ينكر فيه نبوة الرسول، ويزعم أنه ادعى النبوة تدعيما لسلطة بنى هاشم السياسية.. والغريب أنه لم يجرؤ أحد من المستشرقين على نفى النبوة عن محمد.

ولقادة الوزارة أن يحبوا القمنى أو يكرهوه فهذا شأنهم.. أما أن يعطوه جائزة باسم مصر ومن أموال دافعى الضرائب تزيد قيمتها عن مائة ألف جنيه فهذا هو المنكر والضلال بعينه.. فى الوقت الذى حرم فيه عباقرة أمثال العلماء د/ طاهر مكى وأبوالمكارم وأبوهمام- وهم من هم- من جوائز الدولة. وعموما فالأدباء الشرفاء اعتزلوا منذ زمن الوزارة وجوائزها ومنهم صنع الله إبراهيم الذى رفض الجائزة من قبل. والمشكلة الكبرى هى الشيخوخة والترهل الفكرى الذى أصاب الوزارة وقيادتها فكرا وعمرا.. إنها شيخوخة العقل والفكر والإدارة والثقافة.. وهؤلاء يدعون التنوير والحداثة ومناهضة الديكتاتورية رغم تملقهم للديكتاتوريين جميعاً بدءا من مبارك وحتى القذافى.

ولا تسمع لقيادات الوزارة هجوماً إلا على الأزهر المسكين المهيض الجناح.

فقد صرح وزيرها أن تعصب الأزهر هو الذى يمنع الإبداع فى مصر.. ناسيا تقربه من قبل فى أيام الإخوان من الأزهر وشيخه واحتمائه به.. ومدحه باستمرار للأزهر والطيب باعتبارهما صمام الوسطية والاعتدال.

فالعقاد أصدر ١٤٦ كتابا لم يعترض الأزهر عليها.. وحافظ وشوقى وكل الشعراء العظام أصدروا مئات الدواوين بترحيب الأزهر. ثم أين المشروعات الإبداعية العملاقة التى عطلها الأزهر؟!!

أم هو التمحك بالآخرين؟! أم أن الأزهر «الحيطة المايلة» لكل من لا يقوم بعمله.. لأنه أصبح لا يصد ولا يرد مكتفيا بتلقى الضربات له وللشريعة؟!!

 إن عمالقة الأدب والشعر والفكر ملأوا مصر قبل أن تأتى وزارة الثقافة والتى كان لها اسم ووزن فى الستينات فقط ثم ماتت موتا إكلينيكيا بعدها.. ولا هم لها سوى تهييج المشاعر بين الحين والآخر مثل طبعها لكتاب «وليمة لأعشاب البحر» التى تسب الله علنا.

إن من حق الأزهر أن يعبر عن رأيه ولكن البعض يريد أن يحرمه حتى من هذا الحق المكفول لأصغر كاتب. وعلى وزارة الثقافة أن تنشغل بأخطائها وترينا إبداعاتها الحقيقية.. وتدرك أن مبدعا مثل «مصطفى العقاد» أخرج فيلم «الرسالة» دون وزارة ولا يحزنون.. وياريت تبدع الثقافة بعيدا عن شتم الآخرين فبيتها من زجاج فلا ترمى الأزهريين الغلابة بالطوب.
نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع