نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية تقريرًا عن ناشطة مصرية تدعى أسماء حمدي تقوم في محبسها بحياكة حقائب يد من الصوف وتذيلها بعبارة «صنع في المعتقل».
وذكرت «جارديان» في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني، الخميس، أن أسماء سُجنت بعد احتجاجها على الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، من منصبه، لافتة إلى قضائها عقوبتها في حياكة حقائب من الصوف لـ«شغل نفسها وبعث رسالة مفادها أن الخيال حر»، معتبرة أن «مشروعها زادت شعبيته».
وأوضحت أن أسماء، التي تدرس طب الأسنان بجامعة الأزهر، بدأت بصناعة الحقائب للعائلة والأصدقاء، ثم طلبت زميلاتها في السجن بعض الحقائب منها لذويهن.
وبحسب «جارديان» فإنها تتلقى العشرات من الطلبات لشراء حقائبها عبر صفحتها على «فيس بوك»، بالإضافة إلى جذبها تغطية إعلامية محلية لما تقدمه.
ونقلت «جارديان» عن أسرتها قولها إن أسماء صنعت حوالي ٥٠ حقيبة بسعر بلغ نحو 52 جنيهًا للحقيبة الواحدة، مشيرة إلى أنها لمحت في خطاب أخير لها أنها ستتفرغ للمشروع وتؤجل دراستها، لكن خطيبها إبراهيم رجب يقول إن «المال ليس هدفها الرئيسي»، موضحًا: «إنه لمجرد توصيل رسالة، وحتى لو قمتم بسجننا، فلن تتمكنوا من إيقافنا، ستظل أرواحنا حرة، مهما يحدث، السجن لن يوقف إبداعنا، وكما تقول أسماء: (نحن خارج حدود الانكسار)».
ورأت الصحيفة البريطانية أن أسماء واحدة من مئات الطلاب الجامعيين المحبوسين لاحتجاجهم على الإطاحة بمرسي، مضيفة أنه «منذ قيام نشطاء من الطلاب الموالين لمرسى بتنظيم مظاهرات شبه يومية عطلت الحياة الجامعية بشدة خلال الفصل الدراسي»، مشيرة إلى «مقتل ١٤طالبًا، وفصل ٥٠٠، وحبس أكثر من ٢٠٠٠ طالب، وكان السجن 17 عامًا عقوبة ١٢ طالبًا منهم لتورطهم المزعوم في احتجاجت عنيفة داخل الحرم الجامعي في نوفمبر ٢٠١٣»، حسب قولها.
في السياق ذاته قال خطيب أسماء للصحيفة البريطانية إن عقوبة سجنها 5 سنوات أقصر لكنها «غير عادلة»، مضيفًا: «لقد اتهموها بـ7 اتهامات خيالية: قالوا إنها أشعلت النيران في كافيتريا كلية الطب، واعتدت على الأمن الإداري واعتدت على رقيب شرطة، وسرقت أموالًا».
وتابع «أي شخص يرى أسماء سيعرف أنها لا تستطيع فعل تلك الأشياء»، لافتًا إلى أنه يعتقد أنها استُهدفت لأنها «ترى أن الدولة تُحكم بواسطة شخص غير عادل».
على صعيد متصل ذكرت الصحيفة البريطانية أنه في كل مرة تحضر عائلة أسماء عند زيارتها كمية من الصوف تزن كيلو جراما، وبعد أسبوعين تسلمهم المنتجات النهائية وتتسلم كميات جديدة من الصوف لبدء العمل مرة أخرى.
وأضافت أن سلطاتُ السجن ترحب ببيع الحقائب لكنها تُصّر على إزالة ملصق «صنع في المعتقل» قبل خروج الحقائب من السجن، ناقلة عن والدتها منال صابر قولها: «لا يريدون الاعتراف بأنها في السجن، ويظنون أنها في حديقة أو ما شابه».
وترى الصحيفة البريطانية أن مشروع الحقائب ساعد أسماء على تخطي الانقسام السياسي، مشيرة إلى أنها اشتركت في زنزانة واحدة مع المحامية ماهينور المصري، وهي اشتراكية ثورية مناهضة لمرسي.
كما ذكرت أنه لم تكن ثنائية صداقة أسماء وماهينور الأوضح، إلا أن ماهينور استغلت شبكتها للترويج لمشروع «صنع في المعتقل»، حيث يضم وشاحات، وأساور، وحافظات أقلام منسوجة يدويًّا.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بنقل كلمات والدة أسماء بأن ابنتها مازال في جعبتها أشياء أخرى، وأن ماهينور سألت عن طريقة عمل جوارب السيدات والفساتين، مضيفة أن «الجوارب المخططة قد تكون الخطوة القادمة».