هند مختار
وقفت فؤاده لتفتح" الهويس" متحدية عتريس وعساكره وسلاحه ،من أجل أهل القرية ،لينهمر الماء ساقيا الزرع ،وجالبا للخير للجميع.
الطريف أن عتريس لم يجرؤ على أن يعود لقفل الهويس مره أخرى وتركه مفتوحًا. اليوم يتجرأ كل العتاريس على كل الفؤادات في كل الأماكن وإن قررت التحدي وأن تقول (لا) يقف الجميع في وجهها فلقد تغير العتاريس تغيرا كبيرا غير مفهوم ..
النزول إلى الشارع أصبح مغامرة على المرأة أن تحسب لها ألف حساب مهما كان عمرها ،ومهما كان شكلها ..
فماذا أرتدي كي لايتم التحرش بي؟ سؤال يومي ،وماذا أنتقي من الملابس أثناء الشراء أصبح هاجسًا؟ فنحن لا نبتاع الأشيك أو الأجمل بل نبتاع الذي يحمي من الأعين الفضولية، والألسنة القبيحة ،والأيدي الطويلة في أحيان أخرى.
المواصلات العامة مغامرة ، والتاكسي مرعب ،حتى مترو الأنفاق في غياب الأمن أو في وجوده مأساة.
إذا تم التحرش اللفظي بإنثى فعليها أن تتعلم ألا تسمع وأن تتقبل الإهانة بصدر رحب وإلا سمعت جملتين شهيرتين ،(بتردي عليه ليه؟) ،(وإيه اللي عملاه في نفسك) ..
لا يتورع أي عتريس حديث عن سباب من تعترض أو على التطاول عليها باليد (إيه اللي نزلها من البيت)..
من الملاحظ أن فكرة" الإسترجال" عند المرأة زائدة ،وهي أيضا المتهمة فيها فجميع العتاريس يسألون عن السبب غير معتقدين أنهم السبب ..
فتحت فؤادة الهويس وهي تعلم جيدا أن عتريس القديم لن يهاجم أية امرأة حتى لو تحدته.
المرأة المتوسطة في السن أو الأم يقال لها إيه اللي منزلك يا حاجة ،والكبيرة في السن يقال لها ياحاجة استقبلي القبلة بقه (كناية عن انتظارها للموت) لن أذكر هنا ما يقال للفتيات لأنه تحت بند خدش الحياء بجد.
على كل فؤاده جديدة ألا تحاول فتح الهويس لأنها سوف تجد كل العتاريس في منتهى الوضاعة وإن لم يتحد معها أهل القرية ،فسوف تذبح ولن يعيرها أحد اهتمام تحت مسمى إيه اللي خلاها تفتح الهويس.