نبيل المقدس
الشربين .. هي شجرة إسمها مأخوذ من كلمة ألمانية الأصل ...  ودخلت في اللغة الإنجليزية القديمة بمعني غابة ... وهي شجرة دائمة الخضرة ... من جنس " أبيس" وهي علي شكل مخروطي ... أوراقها إبرية قصيرة ... تنمو منفردة علي طول ساق قصيرة , وتنمو بطريقة منفردة علي الأغصان... وتتسم هذه الشجرة بسرعة النمو , حيث يصل طولها من 70 إلي 250 قدم طبقا لنوعها ... وهي تشكل معظم الغابات الموجودة في أوربا وآسيا وأمريكا ... خشب الشربين أبيض اللون ... رخو وقيمته رخيص ... ولذلك يُستخدم في صناديق التغليف والديكورات الداخلية , وصناعة الورق.

وقد ذكرها العهد القديم في أشعياء 41 : 19 "أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ الأَرْزَ وَالسَّنْطَ وَالآسَ وَشَجَرَةَ الزَّيْتِ. أَضَعُ فِي الْبَادِيَةِ السَّرْوَ وَالسِّنْدِيَانَ وَ(الشَّرْبِينَ) مَعًا."وفي أشعياء 60 : 13 "مجد لبنان إليك يأتي . السرو والسنديان و(الشربين) معا لزينة مكان مقدسي، وأمجد موضع رجلي ".

نرجع إلي .. كيفية إختيار شجر الشربين للإحتفال بعيد ميلاد يسوع  ....  معروف عندما وُلد المسيح في بيت لحم لم تكن شجرة عيد الميلاد موجودة كرمز للإحتفال بأعياد الميلاد للأطفال عموما ... لأن أول شجرة ميلاد لم تكن معروفة إلاّ بعد ميلاد الطفل يسوع بنحو 732 سنة ... وذلك بعد ما أخذ المُبشر و القديس الإنجليزي  " ولفرد Wolfred " جماعة من مساعديه  , وذهب معهم إلي إحدي القري الألمانية .. فقد سمع عن شعبها أنهم يعبدون إله يدعونه " ثور " وهو إله الرعد [ بعض المراجع تخبرنا أنه إله الشمس ] .. فكان سبب ذهابه , ليجعلهم يتركون هذه الديانة الوثنية ويتحولون إلي عبادة الله الذي خيّم وتجسد في الأرض لخلاص نفوسنا ... وكان هذا الإله يتمثل في نوع من الأشجار العشوائية.

    عندما وصل إليهم القديس " ولفرد" ومرافقيه .. بدأ يتواجد مع شعب هذه القبيلة لكي يري إجراءات طقوس عبادتهم .. حيث  بدأ كاهنهم عمل قرعة للأطفال الصغار لكي يكون واحدا منهم هو الذبيحة لهذا المعبود " ثور " . فكانت القرعة هذه المرة علي إبن رئيس القبيلة نفسه .. لاحظ القديس " ولفرد " دموع الأب تحاول أن تقفز من عيونه , لكنه كان متماسكا وحبس دموعه داخل قلبه .. وإضطر مترددا أن ينادي علي السياف أن يقطع رأس ابنه كذبيحة لهذا الإله الذي لا يتكلم ولا يرحم .. تجمع الجمهور حول هذه الشجرة والتي تمثل إلههم " ثور " وفي لحظة رفع السيّاف يده ممسكا بالسيف .. إذ بالقديس " ولفرد" يتقدم بسرعة ويُمسك بيد السيّاف لكي يمنعه من هذه العادة القبيحة .. فسَلَتَ منه السيف وتاتي صاعقة تحرق هذه الشجرة القبيحة بين افراح الجمهور وسعادة رئيس القبيلة , وفي وسط هذه الأفراح وجدوا شجرة جميلة تحل محل الشجرة القديمة ..

هذه الشجرة هي شجرة "الشربين" الجميلة .. فبدأ "ولفرد" يكلمهم عن محبة المسيح وانه هو الذبيحة الكبري للشعوب .. فتحول الإحتفال حول هذه الشجرة رمزا لإحتفال عيد ميلاد يسوع سنويا وفي العالم أجمع. و[عموما هناك الكثير من الروايات عن شجرة عيد الميلاد .. لكنها كلها تدور حول نفس فكرة الحدث ].. فإنتهز القديس هذا الموقف وبدأ يتكلم معهم عن خلاص الإنسان من الذبح , من خلال إبنه الرب يسوع المسيح ... ومنذ ذلك الوقت أصبحت شجرة الشربين الخضراء "والذي يرمز لونها الأخضر الدائم إلي الحياة المستمرة" , رمزا من رموز الإحتفال بيوم ميلاد الرب له المجد.

 أتمني أن العالم كله يتجمع حول هذه الشجرة ليس فقط في ليلة رأس السنة وليلة عيد الميلاد .. بل يتجمعون حولها يوميا , ويلقون تحتها همومهم واحزانهم ومشاكلهم التي يحملونها طيلة اليوم .. وينظرون إلي أعلي الشجرة لكي يروا محبة صاحب وعريس هذا الإحتفال الرب الفــادي يســـوع طالبين بإنتهاء عهد الإرهاب الذي بدأ ينتشر ويعم علي جميع البلدان , وأن يزيح هذا الإبليس مالك الأرض إلي الهلاك .... أمين !!!

 اقدم كل محبتي إلي إخوتي المسيحيين ... القراء والكتاب والإخوة المعلقين في هذا الصرح الكبير " موقع الأقباط المتحدون " برئيسها الراحل المهندس عدلي ابادير [ فسوف نحتفل بذكراه الأيام القادمة ] ... وإلي هذا الفريق الذي تحمل المسئولية من بعده ليكملوا مشواره المنشود فشكرا للمهندس عزت بولس رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الأقباط متحدون  .. ومديرة التحرير الإعلامية الأستاذة باسنت موسي .. ومديرة العلاقات العامة ا. آماني موسي ... وإلي كل المحررين والمصورين .. والمعدين للبرامج وإلي كل فرد من العاملين لهذا الموقع النبيل والذي يشق طريقه بسرعة وبنشاط وسط المواقع الأخري .
وكل عام وانتم بخيـــــــــر وإلي اللقـــــــاء في السنـــــة الجديدة 2015 .

كللت السنـــــة بجودك ........... واثارك تقطر دسما
كل القلب يشيد بحمدك........... وتهلل نفسي ترنمــا
    
 وآثارك تقطر دسمًا
وتهلل نفسي ترنمًا

يا مخلصي المسيح
حبها الحق الصحيح
ونذيع برك
وسط ذا الكون الفسيح