الأقباط متحدون - سنة و سنة و لكن ...
أخر تحديث ٠٠:٥٦ | الاثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٠كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سنة و سنة و لكن ...

بقلم: ليديا يؤانس

إحتفال عظيم عالمي ليس له مثيل،  مكانه الكرة الأرضية كلها من شرقها إلي غربها، ومن شمالها إلي جنوبها. 
إحتفال عالمي ضخم يشمل كل الشعوب وكل الأمم،  كل اللغات وكل المعتقدات، كل المستويات الثقافية والإجتماعية والمادية، الصغار والكبار.
ليس مُهماً المكان ولكن المُهم الإحتفال،  ممكن يكون الإحتفال في منزل أو معبد ديني أو مطعم أو كبارية أو مركبة فضاء أو في وسط البحر،  ولكن المُهم أن الكُل يحتفل بغض النظر عن المكان.
    
أنه ليس إحتفالاً بمناسبة خاصة أو عامة تخص أحد الشخصيات العالمية المشهورة،  ولكنه إحتفال للعالم كله  والسبب بسيط جداً هو إضافة رقم واحد علي تاريخ السنة الميلادية  في توقيت معين الساعة 12 مساءاً في 31  من الشهر الأخير بالسنة وهو شهر ديسمبر. 
التقويم الميلادي بدأ بميلاد ملك الملوك ورب الأرباب يسوع المسيح،  ميلاده قسم التاريخ فأصبح يُقال ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد.

في وسط نشوة الإحتفالات والبهجة والسرور يتأهب المُحتفلين لساعة الصفر أي الساعة 12،  أي نعم كل شخص نقص من عمره سنة،  ولكن هناك آمال وأمنيات بأن تكون السنة الجديدة أروع وأسعد حالاً من كل السنوات السابقة.

طبقاً للتقليد المُتبع تم إطفاء الأنوار لمدة دقيقة،  وهنا وقفتا السنتان الماضية والقادمة،  واحدة تقدم تقرير عن نهاية خدمتها والثانية تقدم خطة عمل ورؤية مستقبلية عن فترة قادمة،   وقفتا تنظران إلي بعضهما ودار بينهما هذا الحوار:

السنة الماضية:  أنا قدمت للناس خيرات وسعادة وبعض من الآلامات والدموع ولكن هذا شئ طبيعي فهذا هو حال الدنيا!
أنا ليس لي ذنب،   ففي بعض الأحيان تكون مشيئة الله التي لا نعلمها  ولكن بالتأكيد كل ما يُعمل يُعمل للخير.

السنة القادمة:  أتمني أن أقدم للناس كل ما يُسعدهم ويفرحهم،  ولكنني لا أستطيع أن أجزم بذلك!  فهناك أشياء خارجة عن إرادتي مثل الكوارث الطبيعية والأمراض والموت والإرهاب المجنون،   وهذا قد يفسد خطتي في إسعاد العالم ولكنني أستند علي خالق الكون ليفيض بمراحمه علي العالم.  


السنة الماضية: المفروض أن كل شخص موجود حتي هذه اللحظة يشكر ربنا ويشكرني،   علي أنه مازال موجوداً علي قيد الحياة،   وأن تاريخ هذه السنة أصبح جزء من تاريخ حياته يحمل له  ذكريات سيذكرها إلي آخر يوم في عمره. 

السنة القادمة:   أتمني أن كل الناس يبقون معي علي قيد الحياة إلي نهاية السنة،  ولكنني لا أستطيع أن أجزم بذلك!   فالأعمار بيد الله،  وبالتأكيد سأكون حزينة علي فقدان أي شخص،   ولكن هذه هيّ الحقيقة الوحيدة التي لا جدال فيها،  فمهما طال عمر الإنسان لابد من أن يموت،  وعلي سبيل المثال لو كنتم سمعتم عن أكبر معمر في التاريخ واحداً كان اسمه متوشالح عاش 969 سنة ثم مات (تكوين 27:5)،  أرجو المعذرة من أحبائي جنس البشر إذا فقدنا أحدكم في هذه السنة.

السنة الماضية:  بالتأكيد بعض الناس سوف لا يكون لهذه السنة أي ذكري في حياتهم لأنني لم أسعد بميلادهم في هذه السنة،  ولكن أرجو أن يتعلموا شيئاً لحياتهم ومستقبلهم مما حدث في تاريخ هذه السنة.

السنة القادمة:  سأكون سعيدة جداً بميلاد أشخاص ينضمون إلي العائلة الكونية فهؤلاء أجيال المستقبل،  وأتمني أن يكون لهم حظاً أوفر مما سبقوهم. 

السنة الماضية:  تألمت جداً من الإنقلاب الأخلاقي للبشر، إنعدام الإنسانية، إنتشار الجرائم، الوحشية في تعذيب الآخرين، إرهاب الأبرياء، الظلم،  الخيانة، القتل، عدم المحبة، عدم الرحمة، عدم الضمير، والكثير مما هو موجود في قاموس اللا أخلاقيات وهذا بالتأكيد لا يرضي الله ولا الإنسان. 
لا أستطيع القول بان هذا يحدث في أيامنا فقط،  ففي القديم كان يحدث أيضاً، ولكن ليس بهذه الصورة البشعة!

الله يحب شعب بني إسرائيل جداً ويطلق عليهم شعبه المختار، ولكن حينما وجد إنقلابهم الأخلاقي كما يحدث معنا الآن،  سَلط عليهم أعداؤهم يقتلونهم ويسبونهم ويسرقونهم ويطردونهم من بلادهم،  وكان ذلك بسماح منه لتأديب شعبه لأن سلوكياتهم معه ومع بعضهم البعض لا ترضيه،  ولكن حينما كانوا يصرخون للرب كان يتدخل لإنقاذهم علي أمل أن يكونوا قد تعلموا الدرس!
وهذا ماحدث معنا الآن بسبب الإنقلاب الأخلاقي للناس،  بدأت جماعات شريرة في تدمير أشخاص وشعوب بسبب عدم رضا الرب علي الإنقلاب الأخلاقي للناس.

السنة القادمة:  أتمني أن يكون الناس قد تعلموا الدرس،   لكي لا يقعوا تحت التأديب الإلهي،  ولكي يسعدوا بالمحبة والسلام مع بعضهم البعض فيسود الفرح والإبتهاج بدلاً من التجارب والآلام والحزن.

السنة الماضية:  كثيرين سواء علي مستوي الأفراد أو الدول،  استغلوا التقدم العلمي والتكنولوجي للهدم وليس للبناء،  للإضرار بالناس وليس لإسعادهم، وهذا ما أحزنني جداً.

السنة القادمة:  أتمني أن الناس يستمرون في التقدم والإبتكار ولكن بشرط أن يكون لخدمة الإنسانية وسعادتها وسلامتها.

السنة الماضية:  قد أكون ظالمة لو أطلقت علي هذا العام،  عام الإنتهاكات لحقوق الإنسان،  ولكن للأسف هذه هي الحقيقة،  الإنسان يُنتهك حقه من الأفراد ومن الحكومات،  وللأسف ليس هناك من ينقذ الإنسان من هذا  البطش اللا إنساني،  وللأسف أيضاً  يبدو أن المنظمات الحقوقية ً تقوم بإنتهاك حقوق الناس بتواطؤها مع من ينتهكون حقوق الإنسان.

السنة القادمة:  هذه قضية مهمة جداً لأنة إذا انتهك حق الإنسان في أن يتعامل كإنسان،  ماذا سيكون؟  وهذه هيّ الطامة الكبري ده حتي الحيوانات وجميع المخلوقات والطبيعة الكونية لهم حقوق،   فبالأحري الإنسان!   ولذا أتمني أن تكون هذه السنة سنة الحق الإنساني.

عموما ليس هناك فرقاً كبيراً بين سنة وسنة،  ولكنها الآمال والأحلام والأماني الإنسانية بأن تكون السنة القادمة أفضل مما سبق، محملة بالخيرات الوفيرة وتحقيق الأماني والأحلام الوردية.
هذا في الواقع يتوقف عليكم أنتم يابني البشر،  بسلوكياتكم ومفاهيمكم وتصرفاتكم وأخلاقياتكم ستجعلون السنة حلوة أو مُرة!

في النهاية تعانقتا السنتان،   توارت السنة الماضية وتقدمت السنة الجديدة لتقود دفة الحياة.
نصلي جميعاً أن يجعلها الله سنة خير وفرح وسلام ومحبة،  وأن تكون عينيه علي الخليقه كلها،  ويمسك بيمينه السنة من أولها إلي آخرها،  وكل عام وحضراتكم بخير.  


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter