الأقباط متحدون - وصفة استقبال سنة «نكون أو لا نكون»!
أخر تحديث ٠٢:١٥ | الاربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٢كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وصفة استقبال سنة «نكون أو لا نكون»!

 يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

أسهر اليوم حتى منتصف الليل لكى أسلم سنة إلى سنة، كم مرة فى العمر فعلتها؟ أنت وأنا؟ كم مرة جلسنا بين زمنين نقدم أحدهما للآخر؟ نودع واحدة ونستقبل ثانية؟ نضع الأولى فى صندوق بكل ركامها، ونفتح صندوقاً نجد فيه سنة تضحك لها أسنان بيضاء وفم مغر؟

هذه المرة ليست مثل أى مرة!
هذه المرة على الأقل يجب ألا تكون مثل كل المرات، لأننا لا نكتفى باستقبال عام جديد نعلق عليه أمانينا، لكن لأن أمانينا نفسها يجب أن تكون مختلفة ومبتكرة وجديدة وكبيرة، هذه سنة أن نكون أو لا نكون، لا تتصور أنها سنة مثل أى سنة، سنة وهتعدى، سنة ستضحكنا بعض الوقت وتبكينا بعض الوقت كما زميلاتها، سنة تتضاءل فيها نبوءات العرافين أمام واقع ما يحدث وسوف يحدث فى العالم، خرائط تتغير وبلاد تقف على أطراف أصابعها لكى ترى ما سوف يحدث فى عمق الناس والمدن.

ببساطة.. ٢٠١٥ ليس مثل كل الأعوام، على الأقل يجب أن نشعر به كذلك فى مصر، أن نفكر بطريقة خارج التوقعات، أن نعمل بقوة ونحلم بأمل ونخطو بثقة نحو إنقاذ بلدنا، سنة تتوقف فيها الدعوات التى أوصلتنا حتماً إلى بر من الأمان لكى نصنع وطناً يستحق أن يكون ونستحق أن نعيش فيه.

إننى أتمنى أن نسلم الليلة ونحن نرد عهدة سنة مضت.. كل ما له علاقة بالماضى، لا ننظر خلفنا لا لكى نفتخر بتاريخ أجدادنا ولا لكى نتبرأ من حوادث جيل الآباء، لا يمكن أن نذهب إلى سنة نتمناها حلوة وفى حلوقنا مرارة، ننتظرها سعيدة وفى قلوبنا حقد، نرسمها وردة ونزرعها صبار، نرجو أن نلحق بها العالم وفى أقدامنا أكياس من رمل.

فى السنة الجديدة يجب أن نتحلى بروح جديدة، بحس جديد، حتى نظرتنا لأنفسنا يجب أن تكون بشكل مختلف، وإن اختلفنا، إننى لا أقول لأفكار الماضى عودى، لكن لماذا على الأقل لا نتعامل معاً بروح المصلحة التى تفرض أن نقيم بيتاً نسكن فيه ونستريح، لا أن نحطم كل بيت، وكل غرفة، وكل فكرة، وكل أمل.

أمنياتنا للسنة الجديدة يجب أن تكون واقعية، يجب ألا نرفع يدنا لله ونقول يا رب ارزقنا.. لكن يا رب اكشف لنا طريق الرزق ووفقنا أن نعمل ونجتهد ونغير ونكبر وننجح.

السنة الجديدة مجرد فاصل بين زمنين، لكن الأيام واحدة، ومع ذلك نأمل أن تكون خطاً فاصلاً بين زمن الكراهية وتبادل الشتائم ورغبات الموت ونوبات اليأس والإحباط وإحساس الاكتئاب والخوف.. إلى بر آخر نبدل فيه نظرتنا لكل شىء فى حياتنا.

لن أعلق أمنياتى على شجرة.. لأن كل أمنية هى شجرة يجب أن نرعاها حتى تثمر، أتمنى فى السنة الجديدة أن نفهم أن العائلة التى أهملناها تماماً هى التى تبنى الوطن وتجعل كل حلم صعب من الممكن تنفيذه.. فهل نتبى مشروع إعادة العائلة، ونقول لكل إنسان رتب أوراق عائلتك مرة أخرى؟ أتمنى أن يكون هناك مشروع وطنى لإعادة التربية والتعليم إلى مدارسنا، فبدون التربية والتعليم لن يكون هناك أمل أو معنى لبناء مصنع أو شق قناة، أتمنى أن تكون فى السنة الجديدة بداية لبناء مستشفى واحد على الأقل نموذجى لعلاج المريض، هذا البناء يمكن أن يكون دليلنا إلى تكرار التجربة وتعميمها، أتمنى أن ندرس أسباب حالات الطلاق للحد منها، فهى تترك فى النهاية أطفالاً يعيشون ظروفاً قاسية ويكبرون بهموم تفجر أى وطن، أتمنى أن نجد حلولاً لأزمة عنوسة البنات التى وصلت إلى طريق ينبئ بكارثة خلال خمس سنوات مقبلة، بعد أن تخطت العنوسة كل النسب الطبيعية، حتى تكون عندنا أمهات طيبات لا فتيات يصببن غضبهن على المجتمع الذى حرمها أبسط حقوقها فى الزواج، أتمنى أن يكون لدينا إعلام مواز يقدم لنا صور النجاح ويعالج مشاكلنا وقضايانا بحكمة وضمير، هذا الوطن لن ينصلح حاله بدون إعلام عنده ضمير، أتمنى علاجاً لكل شاب سقط فى الإدمان، وأن نغلق على الأقل نصف المقاهى التى أصبحت مأوى للفراغ، أن نعطى لرجال الدين المتعلمين فرصة لكى يلتقطوا الشوك من عقول الناس ويزرعوا زهوراً ملونة.

الأمنيات كثيرة، يبقى أهمها ألا ننظر للماضى فى غضب.. لكن أن ننظر للأمام فى حب وأمل.

كل سنة وأنت طيب.. ومصر طيبة.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع