الأقباط متحدون - لا، لن ننسى شهداء كنيسة القديسين
أخر تحديث ٠٧:٠٨ | الاربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٢كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لا، لن ننسى شهداء كنيسة القديسين

مهندس عزمي إبراهيم
أصرخ من أعماقي.. هل من مسئولٍ مُسلمٍ شجاعٍ ترقى وتعلو في عقله وقلبه وضميره الإنسانية والوطنية فوق الطائفية والعنصرية الدينية!؟

ها هي ذكرى شهداء مذبحة كنيسة القديسين بالإسكندرية التي راح ضحيتها 21 شهيداً "مصرياً" وأضعاف أضعاف هذا العدد جرحى وعجزة ومعوقين وثكالى وأرامل ويتامي في ليلة رأس السنة، في الربع الأول من الساعة الأولى من عام 2011. أربعة سنوات مضت دون أن يفتحُ مسئولٌ مصريٌّ ملفاً لتلك المذبحة أو يجري محاولة (مجرد محاولة) لتحديد من الذي أجرم في حقِّ الضحايا الشهداء والمصابين وعائلاتهم.

فرغم أن المجني عليهم مواطنون مصريون وطنيون أمناء شرفاء مسالمين غير مسلحين، فقد قُتِلوا مَرَّتين!! قُتِلوا كما قُتِل قبلهم مئات بل آلاف الأقباط  ضحايا لتعصبٍ ديني مقيتٍ بغيض. وقُتِلوا أيضاً بتغاضِ متكرر وتراخِ متعمَّد بل وتواطؤ واضح من الأمن المسلم والقضاء المسلم والحكومة العليا المسلمة في تناولهم لتلك الحوادث بما لا يردع ظالماً عن ظلم بريءٍ، ولا مجرماً عن سفك دماء الأبرياءٍ!!

أربعة سنواتٍ مرَّت دون توقيع عقابٍ أو حُكمٍ على الجاني أو الجناة، أو حتى القبض عليه أو عليهم، والتحقيق معه أو معهم. وذلك لأن المجني عليهم غيرُ مسلمين!! ولأن مصر دولة إسلامية، حيث لا يؤأخذ مسلم بدم غير مسلمٍ كافر!! أي أن مصر في حقيقتها دولة دينية عنصرية يحكمها دستور (رغم أنه وُلِدَ بعد ثورة 30 يونيو) إلا أنه مولود مشوَّه. دُسَّت في أحشائه أحكام الشريعة بقم محفور عليه "الدين عند الله الإسلام". أما تماسك الوطن بالوحدة الوطنية وحقوق المواطنة ففي نظر من وضعوه لا قيمة لهما ولا اعتبار!!

الغريب والمؤسف أن تتوه الإنسانية في سراديب الدين. حيث يبدوا أن الإرهابيين والحكومة والقضاة المسلمين يعتبرون أن قتلَ الإنسان والإنسانية حلالٌ في سبيل الله والدين، ووسيلة لدخول الجنة!! ها هي ذكرى مذبحة دموية مروِّعة تصرخ في أذهاننا مثلها مثل مذبحة ماسبيرو في اكتوبر من ذات العام 2011. ومثل هذي وتلك أخواتهما السابقات، معلنات للعالم أن مصر - حكومة وشريعة وقضاء - ما زالت لا تعرف العـدل والمساواة مهما تشدقت بهما في الميديا والمناسبات المحلية وفي المؤتمرات العالمية!!

فيا وطني... ونحن على أعتاب عامٍ جديدٍ مستبشرين خيراً وسلاماً كالعادة بشمعة شاحبة وبأمل ضئيل، أما آن الأوان كي نمارس العدل الحق والمساواة بين البشر، على الأقل في الوطن الواحد ولصالح الوطن!! فنعرف (اللـه) ونشعر بوجوده فينا!؟؟ في قلوبنا وفي أعمالنا!؟؟ إن الساكت عن الشرّ شريك الشرير في شرِّه، والساكت عن الحق شيطان أخرس. ومن يعرف أن يفعل حَسَناً، أو يملك سلطة أن يفعل حَسَناً ولا يفعل فتلك خطية في كل دين.

هل من مسئولٍ مسلمٍ شجاعٍ تغلب في ضميره الإنسانية والوطنية فوق الطائفية والعنصرية الدينية فيقر الحق والعدل وينصف حق الشهداء والضحايا والمواطنين من كل دين!؟ أليس إقرار الحق والعدل والإنصاف فضيلة ترضي اللـه!؟. أليس العـدلَ إسمٌ من أسماء اللـه، وسِمَةٌ من سِماتِه!! أليس العـدلُ هو اللـه ذاتـه!؟

أما عن الشهم، بطل مذبحة كنيسة القديسين، فها هي تحيتي التي أحييه بها كل عام متى حَلَّت الذكرى:

عفــارم عليــك يا بَطــَــل

برافـــو عليــك يا شـَهـْــم

كان نفسي أحييك بإسـمَك

لكــن... ما لكـشي إســْــم

قتلـت طفــــل بــرئ *** وسَرَقت الحياة مِنـّـه

وقتلت كهـل عجـوز *** بـلا احتــــرام سِـنــّه

وقتلــــت أب وأمْ

يتِّمـْـت أطفـــالهمْ

دا غير شباب وصبايا.. قتلتـهمْ

وقتلـت آمالـهمْ

وقتلت كاهـن بيرشــد ويعلــّم الأخـــلاق

قتلتــهم في سـاعة ما بيعبـدوا الخــَـلاق

لا كان في إيـدهـم سـلاح *** ولا بيهتفــوا بالحَـــــرْبْ

كانـت قلوبـــهم شـمـوع *** نـورهـا رجـــــاء للـــرَّبْ

بيرتلـــوا للســـــــــــــلام *** ويبشــروا بالحُــــــــــبْ

كانــوا بيسجـدوا للــــــه *** "الواحــــد" الرحمــــان

قضِيت عليهم في لحظـة *** يا كــــــاره الإنســــــــان

العـــار عليــك يا نــَـــدل *** العــار عليــك يا جبــــان

مش عايـز أقـول إنسـان *** ولا عايـز أقـول حيــوان

مش عايز أقولها عشان

إهـانــــــــة للحـيــــــوان

عفــارم عليـك يا شـَهـْـم *** يللي... ما لكـشي إســْــم


ما لكشي إســـم عشــان

في الأصـل انـت جبــــان

ضحكـوا عليـك تجــــار السـمـــوم والــــــدَّم

ضحكوا عليك سماسرة خلطوا الديــانة بســم

وَعَـدُوك حتروح السـما تبـقى بطـَـل وشهيــد

وحيبقى يومـك هنـاك يــوم احتفـال أو عيـــد

يستقبلوك (الحـور) ومعاهم (الغلمـان)

في (حَضرة الرحمـــان)!!!

وصَدَّقتهم يا حمـار

يا لعبــة السمسار، يا إصبـع الأشــرار

يا أرخص بضـاعـة... لأســوأ التجـــار

عايشين في قصـر العـاج

مالكـش قيـــمة في عُرفــُـهم يا حمــار

بتنافـس الشيطــان.. وتـدَّعي الإيمــــان

عنـدي سـؤال، قـولـّي.. لـو رُحــت للرحمــان

تقــف أمامـه إزاي ودم الأبريـــاء في إيديـــك

واللــه بعدلــه وجلالــه إزاي حيرضى عليــك

قتـلـت من غيـر سـبب خَلـْقــُـه وصُنـْـع يديــه

ضحكوا عليك السماسرة وجاي تضحـك عليه

وتقـول بتـؤمـن بيـه!؟ُ

ضحكـوا عليـك السماسـرة

مشَـوّهُــوا الأديـــان

استعملوك يا جبـان

خـــَـــدَّروك بكــــــــلام *** دفعــوك على الإجــرام

والدافـِـع مع المدفــوع *** عـارهـم على الإســلام

أما انــــت ياخيبـــــان

مـُــت لا انــت شهيـــد *** ولا احتفـال ولا عـيـــد

حيستقبــلك جبــــــــار *** يشويك بنــار وحديـــد

مبـروك عليك ياجبــان
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter