التهاب الكبد الفيروسى يمثل أهمية قصوى لتنوع تأثيره على الكبد، حيث إنه ينتج عن عدوى فيروسية، ومن الأهمية معرفة طريقة العدوى وكيفية التعامل مع الأعراض وطرق الوقاية من هذه الفيروسات.

تنقسم الالتهابات الفيروسية إلى خمسة أنواع «فيروس أ، فيروس ب، فيروس سى، فيروس دى، فيروس إتش».

أولاً: فيروس «أ»

طريقة العدوى عن طريق الفم وأكل طعام ملوث بالفيروس، وفترة حضانة المرض حوالى شهر، وتبدأ الأعراض بالسخونة الشديدة مع الغثيان والقىء مع الإعياء الشديد وآلام بالجسم لمدة يومين أو ثلاثة، يتبعها تغير لون البول إلى اللون الداكن «لون الشاى» واصفرار بياض العين. وتستمر الأعراض أسبوعين، حيث تتحسن أعراض المرض بالتدريج حتى تختفى تماماً ويكون الشفاء التام خلال شهر لمعظم المرضى. ولا يتحول هذا المرض إلى مرض كبدى مزمن. ويتم علاج المرض بالراحة التامة مع منع المأكولات الدسمة والاعتماد على السكريات والنشويات والأكل الخفيف، ولا يوجد دواء محدد للقضاء على هذا الفيروس، فمعظم العلاجات تهدف إلى تقليل معاناة المريض وتحسين وظائف الكبد وهناك تطعيم للأطفال متوفر فى الوحدات الصحية والمستشفيات.

ثانياً: فيروس «ب»

ينتقل هذا الفيروس عن طريق الدم «نقل دم - حقن ملوثة» وقد ينتقل من الأم المصابة إلى الجنين، ونادراً ما تكون هناك أعراض لهذا المرض، حيث يتم اكتشافه بالصدفة، وقد يعانى المريض أحياناً من أعراض حادة شبيهة بالإصابة بفيروس «أ».

وفى معظم الأحوال يتحول هذا المرض إلى مرض مزمن فيصيب الكبد بالالتهاب المزمن الذى يتحول إلى تليف كبدى، وقد يتطور إلى أمراض سرطانية بالكبد، ومن هنا تكمن أهمية تشخيص هذا المرض مبكراً والتوسع فى استخدام العلاج الوقائى بتجنب العدوى واستخدام التطعيم المتوفر فى الوحدات الصحية، ويتوفر حالياً العديد من العقاقير المضادة لهذا الفيروس بنتائج طيبة جداً.

ثالثاً: فيروس «سى»

هو الفيروس الأشهر فى مصر، حيث يصيب حوالى 20% من المصريين، وينتقل عن طريق دم ملوث مثل فيروس «ب» ونادراً ما يعانى المريض من أعراض حادة لكن يتم اكتشافه أيضاً بالصدفة، وهذا الفيروس يؤدى إلى التهاب كبدى مزمن يليه تليف بالكبد يتبعه فشل كبدى. وسيشهد عام 2015 مولد العديد من العلاجات الحاسمة للقضاء على هذا الفيروس بنسبة نجاح من 95 إلى 100%، خصوصاً فى علاج الإصابات المبكرة، بينما لا يوجد تطعيم ضد المرض، والوقاية منه تتمثل فى تجنب التعرض لدم ملوث.

رابعاً: فيروس «دى»

هو من الفيروسات غير المنتشرة فى مصر ولا يمكن الإصابة به منفرداً، لكنه يصيب المرضى الذين يعانون من الإصابة بفيروس «ب» المزمن.. وفى هذه الحالة يؤدى إلى تفاقم المرض وقد يؤدى إلى فشل كبدى فى بعض الأحيان، وعلاجه هو نفس علاج فيروس «ب».

خامساً: فيروس «إتش»

وهو فيروس ينتقل عن طريق الأكل الملوث مثل فيروس «أ» ويشاركه نفس الأعراض الحادة من سخونة إلى تغير لون البول واصفرار بياض العين، وحديثاً وجد أنه قد يصيب الكبد بطريقة مزمنة تؤدى إلى تليف كبدى، وخطورة هذا المرض تكمن فى الآثار السيئة التى تنتج فى حالة الإصابة خلال فترات الحمل ما يمثل خطورة حقيقية على صحة المرأة الحامل، فيما لا يوجد له أى تطعيم.