توصل الطب الى دواء من شأنه علاج مشكلة الخجل لدى الأفراد خصوصا منذ الصغر ويأتي العلاج بعد اكتشاف مادة تسمى باراتوني في المخ هي المسؤولة عن الثقة بالنفس وتجعل المريض قادرا على مواجهة المواقف الصعبة.
سان خوسيه: الكثير من الناس لا يعطون اهمية كبيرة للطفل عندما يكون كثير الخجل الا ان الطب برهن بان هذه الحالة قد تصبح مستأصلة لدى الاطفال وتزداد مع السن الى درجة انها تتحكم باسلوب حياتهم وتعاملهم مع الآخرين.
الخجل الشديد مرض غير عضوي بل نفسي حسب دراسات أميركية وراثية وإجتماعية لكن التربية تلعب دورا كبيرا في تغيير السلوك لان الطفل يتأثر دائما بالمحيط الى ينشأ فيه وبطرق تربية والديه له خاصة التربية الصارمة، وينتج عن ذلك الشعور بانه فاقد للمهارات الاجتماعية ما يولده لديه نظرة سلبية للنفس والذات والمحيط الذي يعيش فيه.
والخجول يخشى الاختلاط بالناس الغرباء ويتفادى الحديث ضمن المجموعة الكبيرة لاعتقاده بانه قد يرتكب خطأ يلفت النظر اليه، ايضا التحدث مع من هو أعلى منه مرتبة في المجتع والمشكلة الأكبر انه مع مرور الوقت يتعلق بشخص معين غالبا ما تكون الأم ما يجعله يفقد الثقة تماما بنفسه ويزيد انزواءه فتصبح دائرة تحركه ضيقة جدا.
ويقول البروفسور مارتين ماكنامارا من كلية العلوم النفسية بجامعة بوسطن ان حوالي 10 في المائة من الأطفال يولدون ولديهم ميل واستعداد لان يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية ومع الوقت يزداد خجلهم لانهم من دون مهارات اجتماعية او بسبب الخوف من عدم تقبل الآخرين لهم او الخوف من تعرضهم للسخرية من الآخرين مما يدل على فقدان الثقة بالذات.
ويضيف بان علماء النفس والاجتماع يجهدون لايجاد حلول ووسائل لمعالجة ظاهرة الخجل المفرط الذي يصبح مع مرور الوقت مرضا نفسيا لذا تخصص عيادات كثيرة اليوم أقساما للعلاج باستخدام العديد من الطرق منها تعليم وتدريب المرضى على اكتساب المهارات الاجتماعية الفردية للاتصال بالآخرين والتفاعل معهم وتعليمهم أنماط التفكير السليم والمنطقي في التعامل مع الآخرين وتتم التدريبات عادة في حلقات يتحدث فيها كل فرد عن مشكلة بكل صراحة وبصوت مرتفع.
الا ان المثير للاهتمام ظهور دواء جديد لعلاج الخجل توصل اليه البروفسور الاميركي جاتي برستون بعد اكتشاف مادة تسمى باراتوني في المخ هي المسؤولة عن الثقة بالنفس وتجعل المريض قادرا على مواجهة المواقف الصعبة ولقاء الغرباء والتعامل مع الآخرين، ويؤدي نقص هذه المادة الى الرغبة في الانزواء والعزلة والشعور بالرهبة من المواقف الاجتماعية، ويقول البروفسور الاميركي ان كل الناس سيكونون اكثر شجاعة وايجابية خلال الاعوام المقبلة بفعل هذا الدواء.