الأقباط متحدون - مثل زهرة النيلوفر
أخر تحديث ٠٠:٤٠ | السبت ٣ يناير ٢٠١٥ | ٢٥كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مثل زهرة النيلوفر

بقلم: عـادل عطيـة
كان "هارمودياس"، ينحدر من سلالة طويلة من الأسر الكريمة، فتهكم على "إيفيكراتس" بوضاعة أصله.. فكان جواب إيفيكراتس: "إن مجدي يبدأ بي لكن مجدك ينتهي بك"!

إيفيكراتس هذا، كان كزهرة الشرق.. زهرة النيلوفر، التي قال عنها الأديب الكنفوشي "تشو تون ـ يي": "من التربة الموحلة تنهض، لكن الوحل لا يلوثها، وتنمو عالياً نحو ضوء النهار، وتكشف عن جمال بهي لا تشوبه شائبة من الظلام الذي عبرته.. إنها الزهرة النبيلة التي تعبّر عن روح الإنسان النقيّ"!
ويحكي لنا التاريخ، عن أبناء بدأ مجدهم بهم:

.. كريستوفر كولومبس، مكتشف العالم الجديد، كان والده يجلس على الشاطيء وينسج شباك الصيد!
.. وسوفوكليس، الشاعر اليوناني العظيم، كان أبناً لحداد!
.. وشكسبير، شاعر الإنجليز الكبير وأبو المسرح في إنجلترا، كان أبوه بائعاً للصوف!
.. وإبراهام لنكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، كان أبوه فقيراً اشتغل بالزراعة حيناً، وحمل الأثقال على كتفيه أحياناً كثيرة!
.. أما الكاردينال انتونيللي، الذي احتل منصباً مرموقاً في الفاتيكان، فكان أبناً لواحد من رجال العصابات الخطيرة!

لم يتنكر أحد من هؤلاء الأبناء، الذين دخلوا التاريخ المضيء، لأصله وفصله.. بل كان البعض منهم يفاخر بماضيه .. حتى الكاردينال، رجل الدين الذي لم يجد في ماضيه ما يفخر به، كان يقدم والده للناس، ويقول: "لقد ضل الطريق، ولكنه تاب.. وقبل الله توبته"!

ولا يزال في عالمنا اليوم، أمثال تلك الزهور البشرية المجيدة، تصعد ـ كما في الماضي ـ من الأعماق الوضيعة والموحلة لآلاف من البشر؛ لتعلن لنا في جلاء: بأن الله قادر أن يخرج من الجافي حلاوة، ومن الطين زهرة لوتس"!...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter