الأقباط متحدون - الخطاب الديني والحوار المأمول
أخر تحديث ١٩:٤٣ | الأحد ٤ يناير ٢٠١٥ | ٢٦كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الخطاب الديني والحوار المأمول

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
 
قال إعلامي مصري شارك في لقاء قديم جمع المرشح الرئاسي المصري المشير السابق عبدالفتاح السيسي، بمجموعة من الإعلاميين، إن الأخير تحدث عن الإخوان قائلا: “سوف أحاججهم أمام الله يوم القيامة”، وبالأمس قال نفس العبارة الرئيس المحبوب أمام رجال الدعوة الإسلامية ، وأضاف أننا نحتاج إلى ما أطلق عليه "ثورة دينية" في مجال إصلاح الخطاب الديني ، مع أن الحكاية بسيطة ياسيدي الرئيس ..تتمثل في عدة قرارات سريعة .. إلغاء الأحزاب بمرجعية دينية / تجفيف منابع الدعم المادي الداعمة لأصحاب رسالات الفتنة لتشويه صحيح الدين / إغلاق مدارس ومعاهد وكل مؤسسات الإخوان وغيرهم التي تبث رسالات ضالة ومضلة / قوانين تسمح بمحاسبة أصحاب فتاوى الإثارة الطائفية مهما كانت مراتبهم الدينية المسيحية أو الإسلامية / الإسراع بسن تشريعات تعرف الإرهاب وجريمة إزدراء الأديان / تحديد موقف واضح وسريع من قضايا ممارسات التمييز الديني / محاسبة فورية لقنوات بث الفتنة التي تستضيف رموز التطرف / مراجعة مناهج المؤسسات التعليمية والدينية التي يتم الإعلان بصفة دائمة عن خطورة موادها على حالة السلام الاجتماعي .. ولفت نظري تعليقات كثيرة على الخطاب تتراوح فقط بين كونها معلقات مديح أو مسودات هجاء للأسف رغم أهمية الطرح وتوقيته !!
 
وعلى جانب أخر ، أرى أن أسوأ ما خلفته الأيام الأخيرة وماقبل تحقيق الاستقرار النسبي بعد إنجاز الاستحقاق الثاني بانتخاب الرئيس ، وجود وانتشارظاهرة " الميلشيات الفكرية " المتصارعة بسبب أو بدون أي مبرر، أولأسباب تافهة تتعلق ببحث البعض من نخبة الندامة عن أدوار تجدد لهم حق الوجود على الساحة الإعلامية بــــ (نيولوك) ، أو لطلب رضا بعض  مؤسسات الدولة دعماً له كمرشح للمحليات أو البرلمان أو منهم الحالم بكرسي وزاري في حكومات مابعد ثورة 30 يونيو وحتى تاريخه ، أو للاسترزاق والبحث عن سبوبة باستثمار حالة التردي الإعلامية ..
 
على سبيل المثال ، ما يتم كتابته عن الكنيسة الآن على النهج التواضروسي ، و أتوقف عند مثال لمقال أخير لكاتب كبير و باحث مهم  للرد على ممثلي تلك الميلشيات الفكرية  تحت عنوان" لمصلحة من الهجوم على البابا تواضروس؟" .. يقول "  منذ شهرين.. بدأت انتقادات متدرجة وصلت إلى الهجوم الجارح والشخصى على قداسة البابا تواضروس الثانى، "ثورة أقباط المهجر على البابا".. "ميليشيات البابا الكهنوتية".. "مخطط عزل البابا" إلخ.. وعناوين أخرى، ورسوم يعف قلمى عن ذكرها، الغريب أن تقود هذه الحملة مطبوعة تربينا صحفيا وسياسيا من خلالها ( يقصد روزاليوسف)..لقد أصدر البابا قرارا بالانسحاب من الجمعية التأسيسية الإخوانية للدستور.. وبعدها خرج الأقباط فى أول تظاهرة ضد الحكم الإخوانى أمام الاتحادية.. وحينما حرقت الكنائس فى أغسطس 2013 قال قولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن".... وواصل الكاتب بيان إنجازات البطريرك ، وقال عن أقلام معارضيه  " والغريب أن تشارك هذه الأقلام الإخوان فى نفس الهدف.. بل وأكثر انحطاطا مما تكتبه الأقلام الإخوانية عن البابا!! على الجانب الآخر تمتد الأسئلة: هل تعاقب تلك الأقلام البابا على مواقفه الوطنية؟ أم لمؤازرته للرئيس السيسى فى إعادة بناء الدولة؟ .."
 
للأسف ، وفضلاً عن أن من بين ماقاله الكاتب يُعد من أسباب غضب الناس من بعض المواقف الكنسية الإدارية ، لم يتناول في مقاله أي رد على أسباب غضب من يهاجموه والتي من بينها بالتأكيد مايستحق الحوار والاحترام ، وكان الاكتفاء بوصف أصحابها بالإخوانية والانحطاط ، وقد سبقه بيان التيار العلماني الذي أثار رعب الشارع المسيحي المحب للكنيسة وراعيها الأكبر عبر التأكيد على أن هناك مؤامرات رهيبة من شأنها زلزلة كياننا الأرثوذكسي العتيد ، فكان كالدبة التي أضرت بصاحبها !!! .
 
النخب تاهت ياهوووووه ... لا توصيف دقيق للواقع  ، فإما مداهنات وتقديس يتجاوز أي واقع أو موضوعية رؤية ، أو الهجوم الرخيص ، ولك الله يا شعبنا الطيب بعد أن داهم البعض من النخبة غيبوبة الحس الوطني !!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter