الأقباط متحدون - أهل الخداع... في أرض النفاق
أخر تحديث ٢٠:٥٥ | الأحد ٤ يناير ٢٠١٥ | ٢٦كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أهل الخداع... في أرض النفاق

 نجيب ساويرس
نجيب ساويرس

من رجل أعمال يكرس قناته للنفاق والطبل والزمر إلي مذيع يثير الغثيان
من أحب روايات يوسف السباعي إلي قلبي رواية « أرض النفاق « التي تحولت إلي فيلم أبدع فيه نخبة من كبار الفنانين العمالقة مثل فؤاد المهندس.. شويكار.. حسن مصطفي.. سميحة أيوب.. عبد الرحيم الزرقاني.. وللأسف مشاهد كثيرة نراها أمامنا اليوم أبطالها من أهل النفاق ولكن هؤلاء لم يحتاجوا إلي دواء النفاق كما في الرواية لأنهم خلقوا وتربوا علي النفاق فأصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم لا يمكنهم التخلص منه. أشعر بالاندهاش من قدرة هؤلاء علي التلون والنفاق واتألم وأنا أري مرض النفاق وهو يستشري ولا أملك إلا أن اترحم علي يوسف السباعي واتذكر روايته ومقولته « ليس الذنب ذنبي …إنه ذنب الذي سكب النفاق والغش والخديعة في النهر … ماذا يفعل ذو مروءة بين أهل الخداع في أرض النفاق».

لذلك فأنا أشفق علي الرئيس وأي رئيس من أهل الخداع، فعلاوة علي ما يحدثه المنصب في شخص عادي من تحويله إلي شخص جديد يملك القوة والنفوذ والسلطة التي تؤثر عليه وتحوله إلي ديكتاتور ينزعج من النقد ويستحلي الإطراء والمديح، بل ان بعض الناس يتبارون فيما بينهم في المديح والتعظيم للرئيس، بل يزايدون علي تحريضه علي قوي المجتمع التي لا ينتمون اليها، فنري مثقفين مزعومين وصحفيين محسوبين علي كل العصور يتبارون في التحريض... تارة ضد رجال الاعمال وتارة ضد الاعلام وتارة ضد شباب الثورة... بل يطلبون من الرئيس ان يتخذ نفس الإجراءات التي أجهزت علي حكم مبارك فتارة ينادون بتأجيل الانتخابات إلي اجل غير مسمي وتارة يطلبون منه ان يؤسس حزباً خاصاً به (علي وزن الحزب الوطني ) !!!

ولا اخفي عليكم ان مقالي هذا تأثر بكتابات كاتب «المصري اليوم» ورئيس تحريرها الأسبق أنور الهواري فلقد كتب اكثر من مقالة عن التخوف من أن يحدث هذا لرئيسنا الحالي علي أساس ان حكم الفرد منفردا سهل ومغرٍ للغاية... ولا ألومه لان تأخر الانتخابات وقانون الانتخابات الحالي يعطيان الانطباع انه لا رغبة حقيقية في قيام احزاب قوية تساهم في الحياة الديموقراطية الحقيقية التي اساسها قيام مجلس الشعب القادم بالتشريع والرقابة علي السلطة التنفيذية.

وأهل النفاق او بالأحري نوعيات المنافقين تضم عينات مختلفة، فمن رجل اعمال يكرس قناته للنفاق والطبل والزمر، إلي مقدم برامج يثير الغثيان من فرط التزلف ومسح الجوخ، إلي صحفي مشهور يسبح ويمجد بصفات الرئيس الفريدة وقراراته العظيمة !

وحتي لا يفسر مقالي هذا علي أني معارض للرئيس او حتي ناقد له، فلست من هؤلاء لسبب بسيط لكنه مهم جدا، وهو ان مصر لن تحتمل اي خلافات او اضطرابات جديدة بعد ثلاث سنوات عجاف، تم تدمير الكثير فيها، ولم نبن طوبة واحدة، وبالتالي أنا بالعكس اضم صوتي للسيد الرئيس بضرورة الاصطفاف والتوحد، بل أزيد انه لابد من تأجيل خلافاتنا السياسية إلي ان تقف البلد علي قدميها وتبني اقتصادها بسواعد ابنائها، وتعتمد علي نفسها وليس علي الهبات والمعونات وتحافظ علي الكرامة الوطنية.

والسبب الثاني هو أني لن أنسي انه لولا شجاعة هذا الرئيس ووطنيته وإيمانه بالله سبحانه وتعالي، لما تحرك للاستجابة لمطالب جموع الشعب المصري في ٣٠ يونيو، واستعاد بلدنا لنا جميعا !

كل ما أرجوه هو ان يكف هؤلاء المنافقون عن مساعيهم، وأن يرحمونا من الابتذال والتزلف الرخيص، وأنا علي ثقة ان السيد الرئيس سيحترمهم اكثر اذا كفوا عن هذا... وأشك ان كلامي هذا سيؤثر فيهم فهم قد ادمنوا النفاق واصبح جزءا منهم وطبعا فيهم
نقلا عن الأخبار


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع