الأقباط متحدون - المَجـُـــــــوسْ .... ونجم بيت لحم !!
أخر تحديث ١٨:١٤ | الاثنين ٥ يناير ٢٠١٥ | ٢٧كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المَجـُـــــــوسْ .... ونجم بيت لحم !!

نبيل المقدس
      إختلفت الأراء عن مَنْ هم المجوس ... لكنهم أتفقوا علي أنهم رجال يتصفون بالحكمة وبرعوا في علوم الفلك وفك الكثير من أسراره ... اما الإختلافات فنجد أن بعض المفسرين مثل " هيرودوتس المؤرخ المشهور " يخبرنا أنهم كانوا في الأصل إحدي قبائل " مادي " وهم جزء من الإمبراطورية الفارسية , وحاولوا القيام بثورة علي الإمبراطور للتخلص من النفوذ الفارسي , وفرض السلطان المادي بدلا من الإمبراطور الفارسي .. لكن محاولاتهم فشلت .. ومن ذلك الوقت إمتنعوا عن النشاط والطموح السياسي , وأصبحوا قبيلة من الحكماء والكهنة . بالإضافة إلي ذلك برع المجوس في الفلسفة والطب والفلك , وعلم التنبؤات وتفسير الأحلام .. لكن أصبحت سيرتهم في الحضيض لأن الشعب الفارسي إعتبر هذه الأعمال الغيبية نوعا من أنواع الشعوذة .. لكنهم في الحقيقة هم أبرار يبحثون عن الحقيقة و من ذوي الحكمة والقداسة .

      أما الفكر او الرأي الأخر عن مَنْ هم المجوس .. يقول بعض المفسرين وربما يكون هذا الرأي هو الأرجح مِنْ وجهة نظري .. أن هؤلاء في الأصل كانوا كهنة يهود , وهم من سبيهم , لكنهم بقوا في بلاد الفرس حتي بعد إنتهاء السبي .. وكان فكر مجيء المسيا متسلط عليهم , وينتظرونه بفارغ الصبر .. فكان فكرهم أن المسيا سيأتي في عيد يوم المظلات أي في اليوم الخامس عشر من شهر تشري اليهودي . وهو يحل خلال نهاية الحصاد في فصل الخريف. ويسمى هذا العيد بالعبرية  «حجّ هاسُّوكُّوت » ويُعرف الاسم بالعربية "بالخيمة" بمعنى المأوى المؤقت.

..  ومدة هذا العيد سبعة أيام ...  و كان اليهود يحجون إلى مدينة أورشليم ويسكنون في المظال ويوجهون نظرهم من فتحة أعلي كل مظال منتظرين النجم الذي يدل علي مجيء المسيا .. وهذا تراث إكتسبوه من تراثهم القديم . لذلك نجد أن الذين يُطلق عليهم مجوس في زمن السبي وبقوا , مداومين ومتمسكين بتقاليدهم , ويقضون طيلة اسبوع هذا العيد في خيام ( مظلات) ويطلون من فتحة علوية للمظلة يراقبون ظهور النجم اللامع والغريب من دون النجوم الأخري .. والذي يشير إلي مجيء المسيا..!!

     واضح أن بعض من الكهنة اليهود ( المجوس ) رأوا هذا النجم يظهر في المشرق .. فبدأوا رحلتهم من بلاد الفرس ( ايران حاليا) إلي ناحية الشرق ( بيت لحم ) لأنهم يعلمون تماما حسب ما جاء في العهد القديم أن المخلص سوف يكون من نسل داود اي من مدينة بيت لحم.

     ومن هنا يفسر كثير من العلماء اللاهوتيين أن ميعاد ميلاد يسوع الحقيقي هو منتصف شهر تشري , وهو ما يقابله 29 سبتمبر بالتقويم الميلادي . وهناك شاهد قوي كتبه الوحي في انجيل يوحنا 1 : 14 " 14وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَ(حَلَّ بَيْنَنَا)، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." حيث يقول القديس واللاهوتي متي المسكين : أن كلمة ( حل) الموجودة في الآية مأخوذة من كلمة الخيمة باللغة اليونانية , والتي تشير إلي  السُكني .. وتليها كلمة ( بيننا ) لكي تعمق معني السُكني إلي الإقامة والمعيشة . فتصير الآية " والكلمة صار جسدا ,( وخيـّم في وسطنا ) . أي أن يسوع ( الكلمة) وُلد بالروح وسكن في الجسد في يوم عيد المظلات الذي يبدأ من منتصف تشري أي يوم 29 سبتمبر .

      عموما نحن لا نعلم الكثير عن هذا النجم الذي لمع لهؤلاء المجوس .. ويذكر المؤرخون أن بعض النجوم ظهرت بكيفية غير عادية عامي 11 و 7 قبل الميلاد .. وفي سنة 5 قبل الميلاد حدثت ظاهرة غريبة غير عادية .. ففي اول يوم فيه من شهر ميسوري ظهر نجم " سيريوس" في مشرق الشمس واضاء بلمعان علي منطقة الشرق .. وتعني كلمة سيريوس " مولد أمير " .

     ويسأل بعض المتشككين كيف يتبع الماجوس النجم وهو عالي جدا لا يستطيع أحدا  من الأرض تحديد مكانه من النجم .. طبعا هذا التفكير هو عواقب سوء التعليم الصحيح من الصغر .. فمن الواجب علينا أن نصحح هذا الخطأ  للصغار في سرد قصة النجم .. وعلينا أن نعلمهم, أن النجم كان يظهر من الشرق فأتجهوا نحو الشرق , وربما مروا علي بلدان أخري مختلفة عن اورشليم , وعند وصولهم لبلدة ما يجدون النجم ما يزال يضيء نحو الشرق , يفطنون أن المولود المنشود غير متواجد فيها وعليهم الإستمرار في المسيرة , فيواصلون المسيرة حتي دخلوا أورشليم فإختفي النجم , ففطنوا أن المولود المنشود في مدينة أورشليم .. وبدأوا يسألون عنه .. وباقي الأحداث معروفة للجميع ... وعلينا أن نعرف أن الوحي إستلم المهمة وبدأ يرشدهم ويمنعهم عن عدم الرجوع مرة أخري إلي هيرودس الذي كان ينتظرهم لكي يعرف مكان الطفل ليقتله ..!!  

    تباينت الأقوال عن عدد المجوس .. بعض المراجع تقول ثلاثة نسبة إلي عدد الهدايا الثلاثة .. ومنهم من قال 12 فردا علي حسب عدد أسباط  يعقوب ... المهم هؤلاء المجوس قدموا هدايا ذهبا ولبانا ومرا .. فالذهب هو هدية للملوك .. واللبان هو هدية علي أن المولود كاهنا .. والمُر هو هدية لإنسان مصيره الموت , حيث يُستخدم لتحنيط اجساد المتوفي. إن هذه الهدايا الثلاث التي تم تقديمها عند مهد الطفل يسوع تـُنبيء أنه ملك حقيقي , ورئيس كهنة كامل , وأنه مخلص البشر بموته علي الصليب وقيامته . 
 
يســـــوع طِفلُ بَيتِ لَحمْ .......... بهـــــــاءُ مُجيدِ الآبْ

 وصُورةُ الوهّــــــــــاب .......... فيهِ كَمـــــالُ العَهدِ تَمْ

قد جاءَ في مِلءِ الزمـانْ ..........وحَلّ  بيننـــــــــــــــا

 في وَسْطِ أرضِنـــــــــا .......... أرضِ الشَقاءِ والهَوان

في الشَرقِ نَجمُهُ ظَهرْ .......... يَسيرُ بالبَهـــــــــــــاءْ

 في كبَبِدِ السَمــــــــاءْ .......... نحوَ المَليكِ المُنتَظَــــــرْ

له السجودُ والثَنـــــاءْ .......... والــــــعِزُ والإكـــرامْ

والمَجدُ في الأنــــــــامْ .......... بهِ السلامُ والهَنـــــاءْ

**سلامُ . مَجدُ .......... لله في عُلاهْ

وكل عام وانتم بخيـــــــر ومصر الغاليــــــة في أعظم أحوالها ........!!

المصادر :
مختارات من كتب تاريخ المسيحية التفسيرية .. الكتاب المقدس .. ونظم المزامير.

ملحوظة : اتمني كتابة مَنْ له قصص أخري او معلومات مختلفة عن المجوي ونجم بيت لحم .. فالقراءة في هذه الأمور ممتعة جدا .. وتجعلنا نعيش زمن حياة المسيح .....!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter