بقلم: د.ماجد عزت اسرائيل
فى منتصف شهر ديسمبر من كل عام تبدأ الاحتفالات برأس السنة الميلادية وعيد المجيد، وهناك أختلاف فى توقيت الاحتفال ما بين الشرق والغرب طبقا لاختلاف التقـويم، فالغرب يبدأ الاحتفالات فى 25 ديسمبر حتى 31 ديسمبر ، اما فى الشرق فعيد المــــيلاد يأتى فى 7 يناير طبقاً لطائفة الأقباط الإرثوذكس،اما راس السنة فلا خــلاف عليه،وتســعى الكنيسة الشرقية والـــغربية لتوحيد الاحتــــفالات على أساس عيد المـــيلاد طبقاً لتــــوقيت الأوروبى، اما عيد القيامة طبقاً لتوقيت الشرق الشرقى ،وربمــا نرى من الأفـــضل السعى نحو توحيد توقيت الاحــــتفالات فى الإعياد كخــطوة نحو توحيد الكنائس معا، ومن مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد تزيين شجرة عيد الميلاد وتوزيع بابا نويل الهـــدايا على الأطـــفال، وتبادل التهانى بين الأقارب والأهل والأصدقاء.
وفي ليلة عيد المـــيلاد يذهب المسيحيون إلى الكنيسة، وينتهي قداس عيد الميلاد في منتصف الليل مع دق أجراس الكنيسة وتسابيح وترانـــيم الميلاد، ومنها "طفــل فى المغارة واسمه يسوع " و " اليوم المسيح يــولد" و"ميلادك ايها المسيح " و"قلبى مــــذود" وويذهب المسيحيون أثناء موسم العيد إلى الكنـائس، كـما تزين الكنائس بالشموع والأنـــوار وأغصان الأشجـــار،وفى كنيسة "المهد" بيت لحم ــ مكان الولادة ــ تقام الاحتفالات من ليلـــــة 25 ديسمبر حتى 7 ديسمبر،ويتم توزع الهدايا على الأطفال.
ولعيد الميلاد مكانة خاصة عن الأطفال فى كل العالم،حيث يتذكرون الأسقــف القديس " نيقولاوس" ــ سانت كلوز أو بابا نويل ــ الذى كان يجـول بلدان أوروبا لتوزيع الهدايا على الأطفال، وتقوم دائماً الكنائس بعمل المسرحيات يحبها الأطفــال، والتي تسعدهم، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وقد يسيطر على المسرحيات أجــواء اللعب والمرح والترانيم والتسابيح، ومع موسيقى الميلاد الميلاد،وفى نهاية الاحتفالات يأتى "بابا نــــويل" مـــرتدى ملابسه الشهيرة الحمراء ومعه الهدايا ويقوم بتوزيعها على كل طفل موجود.
على أية حال ،بالرغم من فرحة الأطفال بعيد الميلاد إلا انهم يتذكرون "أطفال بيت لحم" فى العام 2م لمولد "يسوع"حـيث أصدر الملك "هيرودس" خوفاُ على مكانته أن يصبح الطفل يسوع ملكاً فى المستقبل، بعد أن تأكد من المجوس الذين رفضوا أخباره بمكان "يســــــــوع المسيح" ويذكر الكتاب المقدس إنجيل متى الأصحاح الثانى آية( 12-7) قائلاً"حينئذ دعـــا هيرودس المجوس سرا، وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر ثم أرسلهــــم إلى بيت لحم، وقال: اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي. ومتى وجدتموه فأخبروني، لكي آتي أنا أيضا وأسجد له. فلما سمعوا من الملك ذهـــبوا. وإذا النجـــــم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق ، حيث كان الصبي فلمـــا رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجـدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهبا ولبانا ومرا ثم إذ أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس، انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم ...."ومن هنا أصـــدر الملك "هــيرودس قرار "بقــــــتل جميع الأطفال فى مدينة بيت لحـــــم" حتى وصل عددهم نحو( 144 ألف) ما بين سنتين فما دون، وقد ظن أن يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود فذبحــــوا هؤلاء الأطفال علي أحد الجبال في يوم واحد: وبهذا تم قــول النبي ارميا: "صوت سمــــع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي علي أولادهـــا ولا تريد ان تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين "وذلك لان بيت لحم منسوبة لراحيــــــل وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم.
والأطفال فى العالم يفرحون بما ذكره يسوع عنهم حينما دعاهم فى إنجيل معلمنا لوقا الأصحاح( 18 آية -16-17) قائلاً"أما يسوع فدعاهــــم وقال: دعـــوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهـم، لأن لمـــثل هـــؤلاء ملكوت الله،الحق أقول لكم: من لا يقبــــل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله ".
وأخيراً،نرسل تهانى عيد الميلاد وفرحة مولد طفل المذود إلى أطفال العالم،ونقول لأطفال بيت لحم ولشهداء مصرنا الحبيبة ولشهداء الأقباط فى ليبيا والعراق وكل الشرق الأوسط أنتم فى قلب يسوع ،كما نتقد بالتهنئة إلى قداسة البابا "تواضروس الثانى"بابا وبطريرك المرقسية رقم (118) منذ عام (2012م) وإلى كل الأساقفة والآباء والشمامسة وشعب كنيستناً،ولمــوقع الأقباط متحدون منارة فى متابعة أخبار الأقباط فى مصر والعالم....كل عام وأنتم بخير.