الأقباط متحدون - دور المرأة في محاربة التطرّف
أخر تحديث ١٧:١٢ | الاربعاء ٧ يناير ٢٠١٥ | ٢٩كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دور المرأة في محاربة التطرّف

(ملاحظة لبعض القرّاء: البعض يعتقد بسذاجة شديدة ان للتطرف والارهاب سبب واحد الا وهو تطرف التعاليم الدينية، وهذا قد يكون احد الأسباب الرئيسية وليس كل الأسباب، ومجموعة مقالاتي هذه والتي بدأتها منذ اكثر من شهرين أتوقع ان تصل الى حوالي أربعين مقال تتناول الأسباب والحلول، لذا اقترح على القرّاء الصبر حتى الانتهاء من كل المقالات، ومعظم الأحداث الكبرى في التاريخ القديم والحديث لا تحدث لسبب واحد ولا يمكن معالجتها بوسيلة واحدة، وحيث أني رأيت ان تركيز العالم على محاربة التطرّف والارهاب موجه في اغلبه الى الحلول الأمنية والعسكرية فقط، لذا رأيت توجيه الأنظار الى بعض الحلول الاخرى والتي قد لا تخفى عن العديد من الناس ولكني رأيت تجميعها في مجموعة من المقالات وقد أطبعها في كتاب ان كانت تستحق ذلك).
...
المرأة كانت دائماً وأبدا هدفا للرجل منذ بدء الخليقة، فهي الانسان الأضعف جسديا بسبب الحمل والولادة والرضاعة وهي المسؤولة عن تربية وتنشاة الأطفال، والمرأة قبل عصر موانع الحمل كانت اما حامل او مرضعة، والمرأة كانت ولا تزال هدفا جنسيا للرجل او فريسة يجب اصطيادها، ومن ناحية اخرى تجد ان المرأة ملامة حتى على اخطاء الرجل ، فإذا تحرش او اغتصب رجل امرأة فالسبب انها قامت باغواءه، وإذا حدث طلاق بين رجل وامراة فان المرأة هي الملامة في معظم الأحيان وتعامل معاملة المنبوذة وخاصة في المجتمعات المتخلفة، حتى الكتب والقصص المقدسة احيانا كانت تلوم المرأة وتحقر من شانها فهي التي أغوت آدم على الاكل من الشجرة المحرمة وبسبب هذا تم طردهما من الجنة، وهي ناقصة عقل ودين، ومسموح للزوج ان يضرب زوجته لتأديبها، ومعظم أهل النار من النساء وبعض الأديان والتقاليد تجبر المرأة على الانتحار اذا مات زوجها ، والمرأة في القصص الفرعونية كان يتم التضحية بها الى نهر النيل (عروسة النيل).
 
فلماذا هذا الافتراء على المرأة من جانب الرجل، اعتقد ان لهذا سببين رئيسيين : ان الرجل تاريخيا كان أقوى جسديا من المرأة فهو أطول وعضلاته اكبر وهي اضعف ايضا (كما ذكرنا) نتيجة الحمل والولادة، وهناك سبب نفسي اخر وعقدة نفسية عند الرجل الا وهي ان المرأة هي رمز الخصوبة والإنجاب وهي رمز الحب والحنان، اما الرجل فكثير من الأحيان يعتبر كمالة عدد بالنسبة للمرأة، فرجل واحد ربما يكفي لألف امرأة لحفظ النوع، ولكن يجب ان يكون لدينا العديد من إلنساء لحفظ النوع.
 
وايا كان سبب افتراء الرجل على المرأة سواء بالقوة الجسدية او السلطة الدينية، فقد أوشك هذا الافتراء على الانتهاء منذ ان بدأت المرأة تنال حظها من التعليم وتنال حقها في الانتخاب وبدات في الدخول بقوة الى سوق العمل وراينا ان أقوى رجل في العالم هي السيدة ميريكل مستشارة ألمانيا القوية والتي تمسك بأوروبا من زمارة رقبتها.
وللمرأة الدور الأهم في تربية وتنشاة اطفالها وهي مسؤولة الى حد كبير عن نجاح او فشل اطفالها وبالتالي عن فشل او نجاح المجتمع ككل وللرجل مسؤولية مزدوجة مع الزوجة (وخاصة الزوجة التي تعمل) والام في معظم الأحيان هي رمز الحب والحنان. وقد تكون ايضا مصدر كراهية وذلك اذا نشأت اطفالها على كراهية الاخر.
 
والام اذا علمت اطفالها على حب الجيران وزملاء الدراسة حتى لو اختلفوا عنهم في العقيدة او الجنس او المستوى الاجتماعي، وإذا نشا الطفل على هذا الحب فمن الصعب ان يصبح متطرفا ومن الصعب ان يتحول الى ارهابي يقتل الاخر، لان من يقتل الاخر او يقوم بهجوم انتحاري هو إنسان مريض بالكراهية ووصلت معه كراهية الاخر الى أقصى درجة ممكنة الا وهي ان يتخلص من الاخر حتى لو كان ثمن هذا هي حياته شخصيا.
 
والطفل ممكن ان يرضع الكراهية كما يمكن ان يرضع الحب، وهذا يتوقف على مرضعته، وبالطبع لا يمكن ان نغفل المجتمع بكافة مؤسساته مثل المدرسة ودور العبادة والإعلام والثقافة بشكل عام، وبالرغم من التأثير الطاغي الذي يمكن ان يكون للمجتمع ومؤسساته على الشباب، الا ان الام من الممكن ان تعادل هذا التأثير بصفتها الأقرب الى قلب اطفالها.
 
والمرأة مستهدفة من قوى التطرّف والارهاب كما ذكرت، ويجب ان تتكاتف نساء المجتمعات المتخلفة لنيل حقوقهن لان في ذلك هزيمة أكيدة للارهاب والتطرف، فأمام المرأة رسالتان رسالة الدفاع عن نفسها ضد قوى التطرّف والارهاب ورسالة تنشأة اجيال جديدة تمقت التطرّف وتحارب الاٍرهاب.
 
والمخططون لنشر التطرّف وثقافة الكراهية كانوا طوال الوقت يراهنون على المرأة، فان استطاعوا إقناع المرأة بارتداء الحجاب والنقاب فان هذا هو بداية التطرّف ليس فقط للمرأة ولكن لكل الأجيال التي تربيها وقد عاصرنا ذلك عندما بدأت نساء مصر والعالم الاسلامي في السبعينيات في ارتداء الحجاب و كانت النتيجة هي داعش والقاعدة وبوكو حرام وغيرها من الجماعات الإرهابية، فقد استطاعوا في خلال أربعين سنة إقناع المرأة بان شعرها عورة ثم وجهها عورة بل وصوتها عورة وعملها بالفن حرام بل وعملها بجوار الرجل حرام، وكل شيء في حياتها حرام، بل وسمعت بعض فقهاء الاٍرهاب بنفسي بان المرأة يجب الا تخرج من البيت الا مرتين مرة من بيت ابيها الى بيت زوجها ومرة اخرى من بيت زوجها الى القبر، والام التي تنشأ في هذا الجو العفن، لن تنتج سوى داعش !!
 
samybehiri@aol.com
نقلا عن إيلاف

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع